دعوة كريمة تلقيتها من «عائلة المدني» قبل أيام لحضور حفل زواج ابنها «محمد علي» نجل العلامة المرحوم الشيخ سليمان المدني (طاب ثراه).
وعلى رغم ظروف العمل، فقد حرصت كل الحرص على تلبية الدعوة، لعدة أسباب:
1- لقوله تعالى «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها» (النساء: 86)، وهذا يعني مقابلة التقدير بتقدير مماثل، كما يقتضي الذوق والأدب.
2- إقران القول بالفعل، بمعنى أن الدعوة إلى الوئام والوحدة ليست كلمات تُنطق أو تُكتب، وإنما ممارسة عملية على صعيد الواقع، امتثالا لقوله تعالى: «ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون» (الصف: 2).
3- ترسيخ مبدأ المشاركة في الأفراح والأتراح بين أفراد المجتمع الجدحفصي خصوصا، والمجتمع البحريني عموما لتكوين أسرة كبيرة متحابة تتشاطر السراء والضراء.
كم نحن في حاجة ماسة إلى لقاءات ومشاركات وحوارات داخل مجتمعنا، وذلك لتذويب الثلوج المحيطة، وإزالة العقبات وكسر الحواجز أمام علائقنا الاجتماعية، لتعود تلك العلائق ناصعة نظيفة طيبة كما كانت من قبل.
إننا نتطلع إلى ذلك كله، بغية ترميم ما تصدع من علاقاتنا الاجتماعية، ونحن قادرون على ذلك إذا حسنت النوايا وصفت القلوب.
صحيح أن البناء أصعب من الهدم وأبطأ، ولكننا نمتلك كل عوامل ووسائل البناء، وأهم تلك العوامل أن نضع نصب أعيننا أن عوامل الائتلاف لدينا أكثر من عوامل الاختلاف، وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن فوق هذا كله عامل «الإيمان والعقيدة» المشتركة، والعلاقات الأسرية المشتركة، والجوار المشترك والمصالح المشتركة، إلى غير ذلك من وسائل لتحقيق الوحدة الشاملة الحقيقية التي تتحطم عليها مطامع التمزيق التي قد يصدرها لنا الآخرون.
أعود فأقول: إن المشاركة في أفراح «عائلة المدني» وغيرها في مجتمعنا هذا، مما يساعد بحق في عودة المياه إلى مجاريها، ويعيد العلاقات إلى سابق عهدها بين أفراد الأسرة الواحدة وبين بقية الأسر، ما ينتج عنه تلاحم مبني على المودة الصادقة غير «المصطنعة» وغير «المصبوغة» بـ «صبغ» لا يلبث أن يزول ويظهر زيفه ولو بعد حين.
إنني واثق أن هناك الكثير من المخلصين يشاطرونني الرأي في ما تقدم، وأنهم على استعداد لترجمة الكلمات إلى عمل جاد ومخلص مستمر، يصب في الجوانب المذكورة.
إنه أمل كبير، وعلى المخلصين غير عسير.
تهاني القلبية وتبريكاتي إلى «عائلة المدني» بأفراح ابنها محمد علي، والتهنئة موصولة إلى كل أسرة في جدحفص ومن جاورها ووطننا العزيز البحرين، مقرونة بدعائي إلى العلي القدير أن يجنبنا جميعا كل سوء ومكروه، وكل فرح والجميع بألف خير... آمين رب العالمين
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 630 - الخميس 27 مايو 2004م الموافق 07 ربيع الثاني 1425هـ