وأحاور الأشياءَ
أعلم انها صفتي قُبيْل الآن
تسمع ما أراه
ترى استماعي للمؤجّل من كلام مَرَّ
أُبصرُ حسّها الأبديَّ
في وشْمٍ على طين الكلام
تحنُّ للبيت الذي شاركْتها زمنا
تؤنّبني إذا المعنى
استخفَّ بها قليلا...
ليس للأشياء وقتٌ واحدٌ تحياهُ
أكبر من غدٍ، أمسِ، الذي يأتي
وأكبر من بياضٍ عابرٍ...
وأحاور الأشياءَ
تسخر وردةٌ منّي
وربَّات الصهيل
وشرفةٌ للريح والمعنى...
كأنَّ الليلَ وقتٌ عاطلٌ منّي...
هي الأشياءُ: تاريخي القديمُ
حنينُ أعبائي اليَّ
وظلُّ ميعادٍ سيكذبُ...
خطوتي اتسعتْ
ولي ما أستحق من الحياة
ولي الكلامُ
كأنني شجرٌ تورّط بالمدى!
الأشياءُ واضحةٌ: بَعيدُ الضوءِ
حزنٌ لا أراه
غبارُ أحياء
نخيلٌ فارعٌ بالوقت
ريحٌ لا ترى غير البداية أُمَّهَا
نهرٌ مصابُ بالوصول اليهِ
نايٌ ملؤهُ صفة الزوال...
وسورُ أيام يعذّبُ
فكرتي في الروح...
لا الأشياء قادرةٌ عليَّ ولا أنا...
أيُّ الممرِّ إليكِ يُفْضي
كي أهندسَ خطوتي؟
أيُّ الدفاعِ يحول
دون هواء سكّان مضوا؟...
لي الأغنياتُ
أُحيلها عبثا إلى اللاشيء
لكنّي اكتشفت بأنّني اللاشيء
حين أقول: إنَّ الأغنيات
أحيلها عبثا إلى اللاشيء...
أيُّ مسافةٍ تفضي
إلى المنسيِّ من ضجرٍ؟
كتبتُ مزاجها ومجازها
وكتبت مفردة تدلُّ
على مكانٍ مّا...
سألت حدائقي: هل أستطيع البحثَ
عن ماضٍ يجيءُ
لأتّقي شرَّ الزوالِ؟
سألت أغنية: لماذا لم أعدْ
حرا إذا انكسرتْ مرايا الصوت
فيمن أدمنوا قلق الحراسة؟
بعد ليل الصوت
ها أتعمّد الأخطاء أحيانا
لأسأل: كيف يمكن أن
أحلَّ اللغزَ من هذيانه؟
وسألت بحرا مائلا لذهابه الحيوي:
كيف هُمُ الذين تسجّروا في الملح
هل مالوا إلى فردوس قاع غادر؟
وليَ الصريح من السؤال..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 629 - الأربعاء 26 مايو 2004م الموافق 06 ربيع الثاني 1425هـ