العدد 629 - الأربعاء 26 مايو 2004م الموافق 06 ربيع الثاني 1425هـ

طوبى لمن لا سقف لهم!

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

ينتحر الشاهد أمام هذا الهول... أية شهادة ستفي هذا الخسف حقه؟ تبكي وحدك برفقة أنين لُعَب في العميق من سخرية الركام... وحدك كأنك الحشر... وحدك كأنك سبّابة إدانة، لنوم يستضيف الهباء الطريد... اية إرادة تتحمّل هذا النحيب الملائكي، والرعب الذي يحيل فراديس الموتى الى جحيم دائم؟... تبكي وحدك في ازدهار الصلح من الماء الى الماء... تبكي وحدك في عناق الضحية لدندنة الجلاد... تبكي وحدك في انتحار الحَمَام الشحيح... تبكي وحدك في ظل الحاجة الى تُرْجُمان بين الأشقاء... تبكي وحدك في شماتة رخام بعيد، فيما أنت محاصر بتاريخ من الدخان، وحاضر من الأرصفة الباردة، ومستقبل من النهايات!.

ملعون من يسمّي ما خلّفه عمى الطائرات ركاما... أسمّيه أنا صعب الصعود... أسمّيه سخرية الروح من الاحتضار... اسمّيه العرش الذي يسخر من النعش... أسمّيه الرايات المضمّخة بالصفح بعد الفتح... أسمّيه الورد في بريّة من العَفَن... أسمّيه وصفة الوضوح في خرائط الغموض... أسمّيه النجمة في ازدهار انهيارات لا حصر لها... أسمّيه أطلس النهر في مفازات الملح... أسمّيه استواء الذروة في التهافت على القيعان... أسمّيه المدى في شريعة السور... أسمّيه الوتر المرفه بعذابات الحنين في وقت مصاب بالتسمّم بوجبات الروك السياسي ... طوبى لمن لا سقف لهم... فيما هم يرتبون سقوف العالم





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً