صدر عن مؤسسة عبدالحميد شومان، بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ضمن احتفالات مؤسسة شومان باليوبيل الفضي لتأسيسها كتاب «حوار الحضارات والمشهد الثقافي العربي»، الذي يضم عددا من المحاضرات التي ألقيت في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي خلال العام 2002 ويقع في 270 صفحة من القطع المتوسط.

وتعالج محاضرات الكتاب التي قدمتها نخبة من الاساتذة وذوي الاختصاص وهم: ناصر الدين الأسد وأحمد صدقي الدجاني وأحمد كمال أبوالمجد ومحمد السماك وجلال أمين وأحمد مطلوب وأحمد بيضون ومحمد عبدالرحيم كافود ومعن بشور وغسان إسماعيل عبدالخالق ومدثر عبدالرحيم وديمتري ميكولسكي وعبدالواحد أكمير، تعالج تلك المحاضرات ثلاثة محاور يدور حولها كثير من الأسئلة والجدل الفكري في مطلع الألفية الثالثة، وهي: حوار الحضارات، والحياة الثقافية المعاصرة، إضافة الى أبرز الحضارات العالمية وتفاعلها معا، مع التركيز على التأثير المتبادل بين المشهد الثقافي العربي ونظيره في مناطق حضارية أخرى. كما يسعى الكتاب الى إضاءة جوانب مهمة من المشهد الثقافي العربي وروافده، لاسيما في هذه المرحلة التي يتركز فيها الاهتمام على العالم العربي والإسلامي لدراسة مكوناته الروحية والثقافية.

وراجع الكتاب ووضع توطئته خالد الكركي، الذي أوضح ان خيطا رفيعا ينظم هذه المحاضرات التي اختار المنتدى ان تأتي في مطالع الألفية الثالثة... وان محاورها الثلاثة تشكل قاعدة للتفكير الجديد الذي يدور حوله الحوار من أجل عالم جديد يسوده العدل، وتظلله الحرية، وتبهجه المساواة، عالم تتحرر فيه الشعوب من مستعبديها سواء كانوا من الخارج ام نبتوا مثل الشوك في الداخل، عالم يضع نهاية لآخر استعمار استيطاني عرفته البشرية وهو الاستعمار الصهيوني لفلسطين، ويضع حدا للاحتلال الاميركي للعراق.

كما استهل مدير عام مؤسسة عبدالحميد شومان ثابت الطاهر الكتاب بكلمة موجزة قال فيها «يسعد مؤسسة عبدالحميد شومان ان تقدم هذا الكتاب الى القارئ العربي، في الوقت الذي نحتفل فيه بمرور ربع قرن على انطلاق مسيرتها الثقافية والفكرية وجهودها الموصولة في خدمة المجتمع المحلي والعربي. وقد آثرنا ان يتزامن صدور الكتاب مع هذه المناسبة العزيزة لكونه يحمل عنوانا تشتد الحاجة إليه في هذه المرحلة التي تتنازعها الرغبة العارمة في تقارب الحضارات وتفاعلها، مقابل حرص الشعوب على إثبات الهوية الذاتية، والحفاظ على مكوناتها الثقافية»