العدد 629 - الأربعاء 26 مايو 2004م الموافق 06 ربيع الثاني 1425هـ

الفنان المليحي: حضور أصيلة في البحرين عملية تلاحم

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

على إثر اللقاء الذي أجرته الصفحة الثقافية مع النحات خالد فرحان والذي تطرق فيه الى ملتقى البحرين أصيلة للثقافة والفنون والاشكاليات الكثيرة التي صاحبته، وعن المساحة التي استأثر بها الفنان المغربي على حساب الفنان البحريني والزخم الذي أثاره الملتقى، طلب الفنان المغربي محمد المليحي الذي كان يزور البحرين وقتها زيارة عابرة والذي كان الوجه المغربي الأبرز في هذا الملتقى البحريني المغربي، اللقاء مع صحيفة «الوسط» محاولة منه للاجابة ولتوضيح بعض الملابسات التي علقت بملتقى البحرين أصيلة للثقافة والفنون. وتطرق المليحي في إجاباته الى التلاحم والترابط الذي أضفاه الملتقى بين قُطرين أخوين والمشاركة الفاعلة التى أقامها الفنانون البحرينيون مع الفنانين المغاربة، نافيا أن تكون المشاركة من الفنانين المغاربة تعني الهيمنة او التعليم ومؤكدا في الوقت نفسه أن وجود ادارة من قبل الدولة للثقافة لا يخدم الفنان بقدر ما يخدم الاداريين أنفسهم. نورد هنا نص الحوار...

كيف تقيّمون حضور أصيلة المغرب الى أصيلة البحرين؟

- حضور أصيلة في البحرين كان عملية تلاحم واتصال بين مملكتين شقيقتين ذلك أننا نفتقر الى هذا التلاحم والاتصال بين الدول العربية، وكل عملية فكرية أو ثقافية لها طرقها وأساليبها، وقد جئنا إلى هنا لطرح تجربتنا ليستفيد منها الكل.

ولكننا لم نجد للأسف ذلك الحضور الكبير للشوامخ من الفنانين المغاربة؟

- الحكاية ليست بهذه الصورة، فالفنانون المغاربة الذين شاركوا البحرينيين في ملتقى البحرين أصيلة لا يتجاوزون عشرة أشخاص، وتم اختيارهم ليس على أساس كونهم الأفضل في المغرب، ولكن لأنهم كانوا معاصرين لمولد أصيلة بالمغرب، فعندما بدأت فكرة أصيلة المغرب بالظهور كان هناك مجموعة من الأطفال بين العاشرة والحادية عشرة شاركوا فيها، حتى إذا حل ملتقى البحرين أصيلة أصبحوا فنانين محترفين يستطيعون أن يحرروا عملا في بلد عربي مقارب للمغرب في جميع الاتجاهات.

وكيف تردون على من يقول إن ملتقى البحرين أصيلة استأثر به الفنانون المغاربة على حساب الفنانين البحرينيين؟

- إننا عندما قدمنا الى هنا سعينا الى توفير مناخ ثقافي وفني لمجتمع ديمقراطي و هو أمر مهم في المجتمع العربي، ونرجو أن تكون هذه الشراكة بين البحرين والمغرب مثالا يقتدى به بين الدول العربية الأخرى، فنحن لم نأتِ الى هنا لتعليم أحد بل لتبادل الخبرات ولمحو فكرة مفادها أن هناك ثغرات بين المشرق العربي والمغرب العربي، والعمود الفقري هو أن مملكة البحرين هي الدولة العربية الوحيدة التي برهنت على الرغبة في هذه الشراكة الثقافية، لأن المجتمع العربي أصبح لا يثق في العلاقات السياسية، فلا بديل عن الشراكة الثقافية.

ولكن بعض الفنانين البحرينيين لم يجدوا جديدا فيما يتعلق بالجداريات، فهم يشيرون مثلا الى أن الفنانين المغاربة لم يقوموا بدراسة المكان أو تقديم أية دراسة بخصوصه.

- عملية الرسم على الجدران عملية ذات خصوصية يقصد منها إحداث عمل في الشارع، والشارع بحسب هذا التصور هو تكامل للبيت، وهو مكان لكل الناس، ومن ناحية أخرى رسم الفنانين في الشارع هو تنزيلهم من البرج العاجي ليعملوا أمام الجمهور وتحت الأبصار، وربما لم يقدم الفنانون المغاربة شيئا ممتازا ولكنهم قدموا للمشاركة في إنجاز أعمال في مكان مناسب، والناس في الشارع سيظلون يتذكرون أن هناك لوحة فنية يجب أن تحترم.

ولكن الفترة الزمنية التي صاحبت الملتقى كانت قصيرة.

- صحيح أنها كانت فترة قصيرة، ولكن إطالة عمر المهرجان يتطلب كلفا باهظة، لذلك كان النزول بالفن الى الشارع أهم من الفن نفسه وكذلك الرسم على الشارع من طرف أي شخص هو شيء غير اعتيادي.

فهل ستشهد أصيلة المغرب اهتماما بالفنان البحريني كالذي حظي به الفنان المغربي في البحرين؟ وماذا عن النصب التذكاري مثلا؟

- النصب التذكاري الذي وضع في جزر حوار هو نفسه المقرر وضعه في أصيلة بالمغرب فهو النسخة نفسها، وهذه فكرة يمكن تحقيقها بإقامة نصب تذكاري من عمل أحد الفنانين البحرينيين في أصيلة بالمغرب، وهو أمر يكمل العلاقة بين المؤسستين، وسنقوم بدراسة هذا المقترح مع الجهة المسئولة في البحرين، علما أن برنامج البحرين أصيلة سيقام كل سنة في البحرين وأيضا كل سنة في أصيلة بالمغرب، ونحن الآن مقبلون على موسم أصيلة الثقافي السادس والعشرين ومنتظرون لحضور بحريني مهم.

وهل لديكم خطة لمد مهرجان أصيلة الى دول أخرى؟

- لا أعتقد ذلك في الوقت الراهن على الأقل، ففي رأيي التركيز على تطوير هذه العلاقة بين المغرب والبحرين، وذلك يتطلب مجهودا كبيرا، فكل برنامج ثقافي يجب أن يخرج بالجديد، فنحن لا نبيع فكرة أصيلة الى أحد.

وكيف ترون دعوة المهتمين بالشأن الثقافي إلى إنشاء إدارة خاصة بالثقافة؟

- أقول من واقع كوني فنانا ومسئولا إن تطور الفن ليس في العالم العربي وحده بل في العالم كله هو نوع من السباق، شئنا ذلك أم رفضنا، ومن المفاهيم الحضارية الثابتة هو المفهوم اليوناني عن الأجمل والأقوى، وفي تصوري لن يكون هناك ابتكار دون هذا الاتجاه، ومن المفروض أن نثبت أن هناك قدرا من الابداع يكون مكملا للحركة الفنية والتشكيلية، لذلك لا يمكن أن نطالب بكفالة أي طالب قبل أن يبرهن على مقدرته وفنه في الايحاء بشيء يضاف الى البنية الحضارية للمجتمع، يجب علينا الابتعاد عن النظرة الديمغرافية، فالمجتمع المدني هو صانع المبدعين، لأن الفنان هو خلاصة ارادة شعبية، فعليه التقدم من طرف المجتمع المدني وليس من طرف أية مؤسسة رسمية لحماية الفن من أن يسقط في الرداءة، ولا ننسى أن كل تضييق أو تدخل اداري يكون مسيطرا على الفكر والإبداع.

وهل الحال مختلف في المغرب عنه في البحرين؟

- العمل الفني في المغرب عمل حر له جمعيات تعمل من دون أن تكون تحت الرعاية الرسمية، فالتشكيليون والمسرحيون ينتمون الى جمعيات تتمتع بحرية، فالمطالبة بمؤسسة تسهر على الفنون والفكر هو تصرف خاطئ، لأنها ستجمع أفرادا اداريين يتصرفون في العمل الثقافي وبالتالي يفتقد العمل الى أية حركة، ذلك أن تطوير العمل الفني لا يتم عن طريق أية ادارة لأن عندها يصبح الفنان الرديء والمبدع في المستوى نفسه ولكن مسئولية الادارة هو توفير المجال للابداع.

وكيف وجدتم المناخ الثقافي طوال وجودكم في أصيلة البحرين؟

- أقول بصدق لو لم ألقَ في البحرين تلك الجدية وذلك المناخ الثقافي غير العادي، لما كنت أعمل هنا، فمملكة البحرين في الطليعة، ولقد وجدت فيها حرية في التعبير وحرية في الحياة اليومية، ولم أشعر في أية لحظة أن هناك تحذيرا من أي شيء، فالمناخ إيجابي، ومن ذلك مثلا وجود شاعرات وفنانات وصحافيات في الوقت الذي تجاهد فيه المرأة في بعض الدول العربية لفتح أبسط مجالات الحياة للمرأة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً