العدد 629 - الأربعاء 26 مايو 2004م الموافق 06 ربيع الثاني 1425هـ

جوائز المسرح والكتاب المتميز... مشاركات وإشكالات

في متحف البحرين الوطني وبتاريخ الأربعاء 19 مايو/ أيار الجاري احتفلت ادارة الثقافة بوزارة الاعلام بتوزيع الجوائز على الفائزين في الدورة الرابعة لمسابقة التأليف المسرحي والدورة الثانية لجوائز التميز للأعمال المسرحية والدورة الثانية لجائزة الكتاب المتميز. ثلاثة منافذ ابداعية حملت الكثير من الملاحظات وعلامات الاستفهام من قبل المشاركين الذين أبدوا تثمينهم لخطوة ادارة الثقافة في تشجيع الكتاب والمبدعين، مع تحفظهم على جملة من التفصيلات التي واكبت توزيع الجوائز. بعض هذه الملاحظات تعلقت بطريقة التحكيم بينما علق آخرون على غياب الأسماء البحرينية الكبيرة في حقل النقد الأدبي، وغياب المعايير الواضحة في تفضيل عمل على آخر، ونحن هنا في هذا الاستطلاع نحاول اعطاء صورة واضحة لهذه الفعالية الثقافية الكبيرة بكل جوانبها بعدسة جميع الأطراف المعنية بها...

المسرح بحاجة إلى أكثر من الجائزة

يقول ابراهيم خلفان الحاصل على جائزة أفضل مخرج مسرحي عن مسرحية «طال الأمر»: «ان هذه الجائزة مهمة ورائدة، وهي محاولة جادة لرفد المسرح البحريني، ولكنها ليست كافية، فقد كان من الممكن التأسيس لموسم مسرحي بحريني تقدم فيه المسارح أفضل ما لديها بدلا من الاقتصار على مسابقة سنوية، فالملاحظ أن عدد المشاركات في المسابقة كان قليلا، فالأعمال المسرحية التي قدمت طوال السنة الماضية كانت قليلة أيضا، وهذا راجع طبعا الى غياب أمور مهمة كثيرة على جدول احتياجات المسرح البحريني».

ويضيف محمود الصفار الحاصل على جائزة أفضل سينوغرافيا عن مسرحية «حب بطعم الشوكولا» مناصفة مع خالد الرويعي قائلا: «أنا مشتت في الواقع ولا أعرف حيثيات هذه التميز عن بقية المشاركات الأخرى، فقد كان مهما بالنسبة إلي التعرف على الأسباب ليتسنى لي الاستفادة منها مستقبلا، ولكن هذه المسابقة على العموم جهد مشكور على رغم محدوديته فأكثر ما يشغل بال الفنانين اليوم هو عدم وجود صالة للمسرح البحريني، وهي مشكلة جديرة بالدراسة ليس من قبل وزارة الاعلام فحسب وانما على مستوى المملكة نفسها».

لجان تحكيم من حكم واحد

فيما يشير نادر كاظم الحاصل على الجائزة الأولى في مجال الدراسات الأدبية والنقدية لجائزة الكتاب المتميز عن كتاب «المقامات والتلقي» الى أهمية توافر لجنة من المحكمين بقوله: «تمنيت أن تكون هناك لجنة مكونة من عدة أشخاص من داخل البحرين ومن خارج البحرين أسوة بمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية فان التحكيم بالصورة التي حدثت لا يعد تحكيما وانما شعور بالفوقية، شيء آخر يتعلق بالجوائز، فالحاصل أن انتاج الكتاب في السنة الماضية كان قليلا، ولكننا وجدنا جائزة أولى وثانية وثالثة للكتاب وكان الأفضل من وجهة نظري جائزة واحدة فقط لكل حقل».

ولا يختلف رأي فهد حسين حسن الحاصل على الجائزة الثانية في الحقل نفسه عن كتابه «المكان في الرواية البحرينية» عن رأي سابقه ولكنه يشير الى غياب الأسماء النقدية الكبيرة عن لجان التحكيم بقوله: «كنت أتمنى أن لا تقتصر لجان التحكيم على محكمين من ادارة الثقافة نفسها، بل كان من المفترض أن تتألف لجان التحكيم من نقاد ومهتمين كبار خارج نطاق ادارة الثقافة، مثل علوي الهاشمي وابراهيم غلوم، وغيرهم وحتى من الخليج العربي بدلا من توزيع مهمات التحكيم على ثلاثة محكمين في ثلاثة أنواع ابداعية».

بينما يشير عبدالله جناحي الحاصل على الجائزة الثالثة في الحقل نفسه عن كتابه «لعبة الاختراق»، الى أهمية التعامل مع النصوص المقدمة بشفافية بقوله «كان من حقنا نحن المشاركين معرفة عدد المشاركات، وأسباب قبولها أو استبعادها، فنحن لم نتعرف سوى على أسماء الفائزين بالجوائز، فأنا مثلا أتفهم تماما حصولي على المركز الثالث باعتباري مشاغبا ان صح التعبير في حقل النقد بينما الآخران متخصصان فيه، ولكن ماذا عن بقية المشاركات في الحقول الأخرى، ان الصورة تبدو هنا وكأنها تقييم شخصي فقط».

أما هناء مرهون الحاصلة على المركز الثالث في مجال القصة القصيرة لجائزة الكتاب المتميز عن مجموعتها «هروب الكرز» فتؤكد أهمية هذه المسابقات بقولها: «أعتقد أن لهذه الجوائز أو المسابقات منفعتين رئيسيتين، الأولى أنها تمثل دافعا معنويا نحو تقديم الأفضل، فهي تقيم تحد بين الكاتب ونفسه في سعي لتحطيم النمطية ومحاولة البعث من جديد في البناء التراكمي للمنجز الإبداعي ليظهر بأشكال جديدة ومتقدمة، والثانية هو المردود المالي الذي يحتاجه غالبية الكتاب في مشروعاتهم المتقدمه من طباعة ونشر».

المجال كان مفتوحا للجميع

عبدالحميد القائد الحاصل على المركز الأول في مجال الشعر لجائزة الكتاب المتميز علق على كون غالبية المشاركات كانت نتاجات صادرة عن ادارة الثقافة بقوله: «لقد قامت ادارة الثقافة في وزارة الاعلام بطرح مشروع النشر المشترك وفتحت الباب أمام الجميع لطبع منتجاتهم الابداعية وهذا توجه يحسب للوزارة وتستحق الشكر عليه، لذلك نجد أن معظم ان لم نقل كل الاصدارات الفائزة ضمن مسابقة الكتاب المتميز كانت ضمن مشروع النشر المشترك. إذا، فادارة الثقافة مع هذا المشروع قد بدأت في انتهاج التوجه السليم والمطلوب الاحتفاء بأبناء البحرين المبدعين ونحن نطمح للمزيد».

وكريم رضي الحاصل على الجائزة الثانية في الحقل نفسه علق على استئثار أسرة الأدباء والكتاب بمعظم جوائز الكتاب المتميز بقوله: «كون أسرة الأدباء والكتاب استأثرت بجوائز الكتاب المتميز لهذا العام، فهذا لا يعني أن هناك شللية أو تعصبا لجهة دون أخرى، ولكنه اعتراف ضمني بأسرة الأدباء والكتاب وباسهاماتها الكبيرة، فانا أعتقد أن هذه الجهة هي أكثر الجهات انتاجا وابداعا في تاريخ البحرين، فقد حصل ثلاثة من أعضاء الأسرة على الجائزة العام الماضي واليوم نجد عددا أكبر منهم».

لا توجد معايير واضحة للمسابقة

ولكن المشاركين الذين لم يحصلوا على جوائز كان لهم رأي آخر فيقول حسين فخر الذي شارك في مجال الشعر: «ان السؤال الحقيقي الذي يتبادر الى ذهني هو هل أن النتائج كانت منصفة أم لا؟، أتصور أنها لم تكن منصفة، فكما أن التجارب اختلفت كثيرا، فكذلك مزاج المحكم جزء يدخل دائما في كل مسابقة أو تحكيم، لكن من الضروري أن تكون عملية التحكيم واللجنة المحكمة أكثر سعة، لا يمكن أن تكون لجنة محكمة من طرف واحد، فما هي معايير التقييم؟ ولم لا يتم الاعلان عنها مسبقا؟ ومن ثم يمكن الحكم عن مزاجية المحكم».

ويقول أحمد العجمي الذي شارك في مجال الشعر أيضا متحدثا عن اشكالية مشاركته: «ما حدث هو أني لم أفز في المسابقة هذا العام كما أنني لم أفز مسبقا، فاتصلت لذلك بادارة الثقافة مستفسرا فقيل لي إن نسختي المقدمة لم تصل الى لجنة التحكيم، فاتصلت مرة ثانية فأكدوا من طرف آخر أن النسخة قد وصلت الى اللجنة، وبعد أيام جائني خطاب من قبل ادارة الثقافة أن النسخة قد وصلت الى لجنة التحكيم واستبعدت لأنها تجربة غير صالحة، ولكنني هنا لا أخطئ لجنة التحكيم وان كنت لا ابرئ ادارة الثقافة من تكوين لجنة من فرد واحد».

معايير المسابقة كانت واضحة

عبدالله خليفة محكم لجائزة التميز للأعمال المسرحية، قال بخصوص تساؤل بعض المشاركين عن ضبابية معايير التميز في الأعمال المسرحية: «ان المسرحيات التي استطاعت خلق معنى عميق مؤثر ذي جمال آسر، وتداخلت فيها الموسيقى والمؤثرات في محاولة لتعرية بعص الظواهر السلبية من الحياة الاجتماعية، هي المسرحيات المتميزة، وصحيح أن ما تقدمه هذه المسارح هي عروض تجريبية ولكننا ننظر الى القياسات الأدبية القائمة على المقاييس العالمية، والأمر نفسه ينطبق على الأداء المتميز للفنان المؤدي على خشبة المسرح، فالفنان القادر على التعبير بعمق من ذاته هو المتميز».

وأمين صالح، والذي كان محكما لمسابقة التأليف المسرحي، قال معلقا على المسابقة: «أعتقد أن هذه المسابقة تعرض للكتاب أكثر من كونها توازي جائزة العويس أو نوبل الابداعية، فهي مسابقة تقديرية وتشجيعية، وأعتقد أنه وبسبب كون المسابقة تتعلق بنتاج العام الماضي فقد غابت مجموعة من الأسماء لأنها ليس لها نتاج في العام 2003»

ومع ذلك فان هذه الفعالية الثقافية الكبيرة تبقى مؤشرا على مدى التقدم الذي خطته التجربة الابداعية البحرينية ومحاولة جادة من قبل ادارة الثقافة في تشجيع المبدعين البحرينيين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً