العدد 628 - الثلثاء 25 مايو 2004م الموافق 05 ربيع الثاني 1425هـ

المرأة وسن اليأس

بالنسبة إلى الكثير من النساء، يجلب سن اليأس أو (الأياس) معه الكثير من الأعراض غير المحببة - ولكن هناك طرق يمكن بها ضمان الجودة العالية للحياة. تقضي الكثير من النساء ثلث أعمارهن بعد سن اليأس، وبالتالي من المهم معرفة ماذا يعني سن اليأس والطريقة التي يمكنك بها علاج هذه الظاهرة الطبيعية.

تعريف سن اليأس

هو ذلك الوقت الذي يتوقف فيه الحيض بصفة دائمة. انه عملية تدريجية وطبيعية تصبح فيها الدورات الشهرية غير منتظمة وبالتدريج تتوقف تماما. كما تتوقف المبايض عن فرز البويضات وتفرز هرمونات أنثوية أقل.

بالنسبة الى كثير من النساء تكون هذه المرحلة الانتقالية سهلة، ولكن لدى بعض النساء يرتبط افراز الهرمون الجنسي المنخفض بأعراض سن اليأس.

تصل معظم النساء الى سن اليأس في الفترة ما بين سن 45 و60 عاما. ولا يحدث سن اليأس فجأة بل يبدأ عادة بفترة يطلق عليها فترة ما قبل سن اليأس تسبق بعدة أعوام من الدورة الشهرية الأخيرة ويمكن ان تستمر لعدة أعوام.

في المراحل الأولى ما بين أواخر الثلاثينات ومطلع الاربعينات، يمكن أن تلاحظ المرأة تغيرا في دم الحيض ومدة الدورة.

وفي المرحلة المتوسطة تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة. وفي المراحل الأخيرة تبدأ النساء في فقدان الدورات الشهرية حتى تتوقف تماما.

خلال سن اليأس، يتوقف افراز المبايض للهرمونات الأنثوية غير انه لاتزال المبايض والغدة المحاذية للكلية (الكظرية) تفرز كمية قليلة من الهرمون الذكري الذي يتحول الى استروجين عن طريق دهون الجسم. الاستروجين الكلي الذي ينتج بعد سن اليأس أقل بكثير من الاستروجين الذي ينتج أثناء سنوات التناسل للمرأة وتكون المرأة بعد سن اليأس معرضة لحالات كثيرة مرتبطة باستنفاد الاستروجين - بما في ذلك أمراض القلب وهشاشة العظام والمشكلات الأخرى.

الأعراض الشائعة

1 - يعتبر الاحمرار/ التورد الساخن أول علامات سن اليأس. تمر النساء غالبا بهذه العلامات من التورد الساخن، وهي عبارة عن حرارة شديدة يتبعها عرق وقشعريرة تستمر لعدة دقائق أو عدة ساعات. وفي معظم الحالات تختفي علامات التورد الساخنة في غضون عامين.

2 - خفقان القلب - نبضات قلب قوية وسريعة.

3 - التغييرات في أنماط النوم بما في ذلك الأرق واليقظة. ويمكن ان يرجع سبب ذلك الى علامات التورد الساخنة أو العرض المستقل للتغييرات الهرمونية.

4 - تغييرات أو تقلبات الحال النفسية بما في ذلك الحزن، توتر الأعصاب والقلق، ويمكن ان يرجع سبب ذلك الى مجموعة من الأرق. التقلبات الهرمونية والعوامل النفسية.

5 - التعب والنسيان.

6 - جفاف وضمور أو تقلص مهبلي لأنسجة الأعضاء التناسلية ينتج عنه قلق أو ألم اثناء الجماع وانخفاض الرغبة الجنسية.

7 - السلس البولي.

8 - التهابات المثانة/ المهبل المتكررة.

9 - آلام في العضلات والمفاصل.

المخاطر الرئيسية

1 - هشاشة العظام - وهر مرض يصيب الهيكل العظمي تصبح فيه العظام أكثر مسامية وضعيفة وعرضة للكسر.

يسرع معدل فقدان العظام بعد سن اليأس عندما تقل معدلات الاستروجين ومن العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بهذا المرض ما يأتي:

- سن اليأس المبكر أو سن اليأس الجراحي (استئصال المبايض).

- التدخين.

- اسلوب الحياة المتغير.

- إدمان المشروبات الكحولية.

- الجسم النحيف.

- الأصل الآسيوي.

- استعمال المنشطات لمدة طويلة.

2- مرض القلب والسكتة الدماغية - تكون الفتيات عرضة بدرجة أقل كثيرا لخطر الاصابة بمرض القلب الوعائي بالمقارنة بالشباب. ومع هذا يصبح بعد سن اليأس خطر الموت بسبب الاصابة بمرض القلب أو السكتة الدماغية متماثلا جدا مع الرجال. ويعتقد ان فقدان الاستروجين هو السبب الرئيسي لذلك.

ارشادات للتمتع بحياة صحية وطبيعية بعد سن اليأس

1 - افهمي سن اليأس.

2 - قومي بالمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية - المشي لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا.

3 - عادات الغذاء الصحية، مثل: تفادي تناول الأغذية الدهنية، الحد من الملح واستهلاك كمية كبيرة من الفواكه، الحبوب، الجوز، البقوليات ومنتجات الألبان التي تحتوي على الكالسيوم.

4 - امتنعي عن التدخين وتجنبي شرب الكحوليات.

5 - قومي بعمل الفحوصات الخاصة بأمراض النساء مرة كل سنة على الأقل.

6 - قومي بفحص بالأشعة للثدي كل عامين ما بين عمر 40 و50 عاما ومرة كل سنة بعد بلوغ عمر الخمسين.

7 - تناولي معالجة تعويض الهرمونات لعلامات التورد الساخنة، العرق الليلي، الجفاف المهبلي لفترة قصيرة.

8- تناولي الأدوية المقوية مثل الكالسيوم والفيتامينات.

9 - استخدمي الأدوية المخففة الاحتكاك للجفاف المهبلي ومارسي النشاط الجنسي بشكل متكرر، وهذا سيساعد على المحافظة على بطانة المهبل والمحافظة على البيئة الحمضية لتقليل الاحتكاكات.

معالجة تعويض الهرمونات

يمكن أن تشتمل المعالجة على الاستروجين وحده أو مع هرمون البروجيسترون.

تستخدم معالجة تعويض الهرمونات المشتركة من قبل المرأة ذات الرحم السليم لأن استخدام الاستروجين وحده يزيد من خطر الاصابة بالسرطان.

تستخدم معالجة تعويض الاستروجين من قبل المرأة التي تم استئصال الرحم لها (إزالة الرحم) لأن الفوائد تفوق المخاطر.

لقد اصبحت معالجة تعويض الهرمونات معالجة مثيرة للجدل وقد عانت من عقبات كبيرة في الشهور الأخيرة عقب اجراء الدراسات المهمة بشأنها.

هذا ولا يمكن استخدام معالجة تعويض الهرمونات المشتركة لفترة زمنية طويلة بسبب الخطر المتزايد لسرطان الثدي، السكتات الدماغية والنوبات القلبية، ولكنها تعتبر مفيدة للاستخدام قصير الأجل لمحاربة علامات التورد. تقلبات الحال النفسية وانخفاض الرغبة الجنسية وغيرها.

تتوافر معالجة تعويض الهرمونات ومعالجة تعويض الاستروجين في اشكال عدة بما فيها الجل، اللصقات والأقراص.

مزايا معالجة تعويض الهرمونات

تساعد على خفض علامات التورد الساخنة، العرق الليلي، تقلبات الحال النفسية وكذلك تحسن الرغبة الجنسية وخفض خطر الاصابة بالنوبات القلبية عن طريق خفض الكولسترول الضار، كما يمكن ان تخفض ايضا من الاصابة بسرطان القولون.

الآثار الجانبية لمعالجة تعويض الهرمونات

ان مضاعفات معالجة تعويض الهرمونات غير معروفة بالكامل، وتشتمل الآثار الجانبية لها على التورم، ألم الثدي عند اللمس، النزيف المهبلي، الصداع، الدوخة، الخطر المتزايد للجلطات الدموية، حصوات المرارة، والخطر المتزايد للاصابة بسرطان الثدي، السكتات الدماغية والنوبات القلبية.

طبيبة أمراض النساء والولادة بمستشفى الإرسالية الأميركية

العدد 628 - الثلثاء 25 مايو 2004م الموافق 05 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً