العدد 2365 - الأربعاء 25 فبراير 2009م الموافق 29 صفر 1430هـ

جيهان صالح تبرز جمال الحرف، تختزل ألوانه... وتعشق نزار

تقيم أول معارضها الشخصية بقاعة البحرين للفن المعاصر

الجفير - منصورة عبدالأمير 

25 فبراير 2009

حالة من الاتزان سوف تملأ روحك وقت دخولك معرض الفنانة جيهان صالح بقاعة جمعية البحرين للفن المعاصر بالجفير. ترنيمة موسيقية دافئة سوف تتسلل لأذنيك حال وقوع عيناك على أول لوحاتها، سواء اتجهت يمينا لتقابل لوحاتها العام 2006 أم اخترت الانعطاف يسارا لتتأمل آخر تلك الأعمال.

هل هو اتزان الحروف العربية وتموجاتها الجميلة، هل هي اختزالات اللون التي تشتغل عليها صالح بشكل مميز، على الأخص في الأعمال التي أنجزتها أخيرا، أم إن الأمر لا يعدو تنسيق موفق للوحات وتوزيع متزن جعل فضاء القاعة يبدو أكثر رحابة مما هو عليه.

مهما يكن من أمر، فإن المعرض الشخصي الأول للفنانة جيهان صالح الذي تقيمه تحت عنوان «حرف ولون»، يأسر متفرجيه، يبهرهم بجماليات حروفه، وتدرجات ألوانه، ثم يأخذهم في حالة من التأمل العفوي.

تقدم صالح في معرضها هذا 36 عملا أنجزتها على مدى أربعة أعوام في الفترة 2006- 2009، وهي لا تزعم أن العمل أتعبها وأخذ منها الكثير «كل ما في الأمر أن لي ظروفي الخاصة المتعلقة بعملي ومتطلبات حياتي الشخصية وأسرتي».

عن فكرة اشتغالها توضح «الحرف العربي هو العنصر الرئيسي الذي اشتغلت عليه في معرضي هذا. تعلمين أن الحروف العربية لها جماليات خاصة جدا، ولها كيان وشكل واتزان، ولذا أردت أن أظهر هذه الخصائص».

لا يستوجب وصول تلك الجماليات لمتلقي صالح، قدرتهم على قراءة الحرف العربي أو إدراكه «لا يهم أن يكون الحرف مقروءا أو غير مقروء، بل لا يشترط أن يكون متلقي لوحاتي قارئا للحرف العربي أو مدركا لمعناه، ثم إن حروفي قد تأتي مقلوبة أو في عكس اتجاهها. أريد أن أقول إن الحرف العربي يمتلك جمالية خاصة في جميع أوضاعه، بل إن حروفي حتى لو وضعت إلى جانب بعضها لن تمثل أي معنى ولن تشكل أية كلمات. قد يكون هذا الأمر حاصلا في عمل أو عملين مثل اللوحة التي تحمل عبارة «الحمد لله» أو «ما شاء الله»، لكن بشكل عام لا تحوي اللوحات أي عبارات أو كلمات مفهومة أو مقروءة».

تنقسم معروضات صالح إلى مجموعتين، الأولى أنجزتها بين عامي 2006 و 2008 بينما عملت على المجموعة الثانية خلال عامي 2008 و2009. صالح تشير إلى حدوث نقلة كاملة بين هاتين المجموعتين «انتقلت من مرحلة إلى أخرى في هذه الأعوام الأربعة، اللوحات الأولى التي أنجزتها في 2006 و 2007 جميعها لوحات طباعة «لينو»، اشتغلت على الحروف فيها بتكنيك معين كما استعملت فيها أحبار خاصة.

لكن في المجموعة الجديدة اشتغلت على مرحلتين، المرحلة الأولى هي مرحلة الطباعة، ثم تأتي مرحلة إضافة اللون. في هذه الأعمال انتقلت إلى مرحلة مختلفة بدأت أجعل أعمالي فيها تتحول إلى قطعة واحدة بدلا من أن أقوم بعمل نسخ متعددة للوحة الواحدة. هذه القطع هي عبارة عن لوحات ميكس ميديا اشتغلت بعضها على الورق وبعضها على الكانفاس. في هذه المجموعة استخدمت الحروف بشكل مغاير كما قمت بإدخال مواد مختلفة مثل الصحف في المجموعة التي اشتغلتها على الورق»

وتواصل «في هذه المجموعة هناك لوحات يمكن تلقي الحروف فيها بشكل مباشر بينما سيجد المتلقي نفسه يبحث عن الحرف في لوحات أخرى».

لكن مجموعة الكانفاس هذه برغم صغر مساحة اللوحات فيها وهو ما يجعل العمل عليها أصعب كما تشير صالح، هي الأقرب إلى قلبها «أحب المساحات الصغيرة لأنها تشعر المتلقي بروحانية الحروف على الرغم من عدم ظهورها بالكامل».

وتكمل «في بعض اللوحات يسيطر حرف واحد على العين أو ربما استخدم بعض النقاط الساخنة، فلا يرى المتلقي سواها هي أو الحرف. أنا أفعل ذلك لألفت النظر لجمالية الحرف».

ولا يعود قرب مجموعة الكانفاس هذه لقلب صالح لصغر حجمها وحسب، إذ تضيف «أحب هذه المجموعة بشكل خاص، فيها اختزال أكبر للون وللتفاصيل، الألوان استخدمتها بشكل يحرك العمل بالكامل».

لم تنسى جيهان صالح أن تضمن بعض أشعار نزار قباني في لوحة أو اثنتين في معرضها، على الأخص تلك المقتطفات التي أخذتها من قصيدته الشهيرة «رسالة من تحت الماء». هي قصائد محببة لصالح تحب سمعها وقت إنجاز لوحاتها، وهو شاعرها المفضل، وهي أيضا مشروع لمعرض قادم تأمل أن تنجزه خلال عام أو اثنين تجمع فيه قصائد نزار لتجعلها أساسا للوحاتها. نزار، بالنسبة لجيهان «شاعر ذو إحساس عال، قدم الكثير للمرأة عبر مختلف قصائده... أحبه كثيرا».

افتتح معرض جيهان صالح بقاعة جمعية البحرين للفن المعاصر في 18 فبراير/ شباط الجاري ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه

العدد 2365 - الأربعاء 25 فبراير 2009م الموافق 29 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً