العدد 624 - الجمعة 21 مايو 2004م الموافق 01 ربيع الثاني 1425هـ

كيف تستخدم النتائج المنطقية للحد من السلوك السيئ لأبنائنا؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

لقد علمنا من قبل كيف نرسل رسائل واضحة الى ابنائنا بشأن الحدود التي نضعها لهم حتى لا يتجاوزوها... وكيف نشجع تعاونهم معنا... وكيف نعلمهم مهارات حل مشكلاتهم.

ان هذه الخطوات جميعها تعد الأبناء بكل المعلومات التي هم بحاجة اليها لكي يتصرفوا بطريقة سليمة... لكننا نعلم جميعا انها خطوات أولى فقط لان أبناءنا سيحاولون اختبار مدى جديتنا كآباء في تنفيذ ما وضعوه من حدود اذا خالفوهم... وعندما يحاولون ان يفعلوا ذلك فان الكلام لا يفيد هنا... وانما الفعل... أي الاجابة على اسئلتهم بأفعال ثابتة هي النتائج.

والنتائج هي الجزء الثاني والمكمل لرسائلنا التي نرسلها لابنائنا لنوضح لهم قوانيننا وحدودنا التي عليهم الالتزام بها... والافعال دائما لها تأثير أكبر بكثير من الكلام.

اذا... كيف ندعم حدودنا لابنائنا باستخدام النتائج التي تطبقها عليهم كنتيجة منطقية لعدم طاعتهم لهذه الحدود بطريقة واضحة ومفهومة... وخصوصا اذا اعتمد الآباء من قبل على الاسلوب القائم على التساهل والتسامح مع الأبناء لردعهم.

ان الاسلوب القائم على النتائج المنطقية لسلوك الأبناء السلبي سيساعد الآباء على التعامل بشكل أفضل مع ابنائهم ويكسبهم احتراما أكثر منهم... ويعلم الأبناء كيف يصفون لآبائهم.

اما اذا كنتم آباء استخدمتم اسلوب العقاب الصارم فان تحمل الأبناء لنتائج أفعالهم سيعمل على بناء علاقة قوية بينكم وبين أبنائكم قائمة على التعاون والاحترام المتبادل لا الطاعة بسبب الخوف منكم... وستكونون بذلك خطوتم خطوة كبيرة نحو التواصل معهم وحل مشكلاتهم بأسلوب ايجابي.

ان الأسلوب التربوي لوضع الحدود القائمة على النتائج المنطقية للأفعال شبيه بالحائط الصلب الذي تستند إليه نفسية الأبناء ليشعروا بالامان... فهو يوقف السلوك السيئ لانه يوفر الاجابات المحددة والواضحة لاسئلة الاطفال عما هو مقبول ومن هو المسئول... لانهم يتحملون بهذ الاسلوب نتائج افعالهم التي اختاروها.

وعندما يواصل الآباء اتباع ذلك الاسلوب بانتظام في تعاملهم مع ابنائهم فانه سيعلمهم ان يتراجعوا عن سوء تصرفاتهم ويأخذوا كلام آبائهم بأسلوب أكثر جدية.

الا أن على الآباء ان يواصلوا من دون انقطاع اتباع هذا الاسلوب بانتظام يصل الى 6 أو 8 اسابيع على الأقل لان أبناءهم سيحاولون اختبارهم غالبية الأحيان... وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستجعلهم يدركون ان قواعد وحدود آبائهم صامدة وقوية لا يستطيعون اختراقها ويعودون الى تصرفاتهم غير المقبولة السابقة... ستسمع الأم مثلا تعليقات مثل «انت غير عادلة» أو «انت لئيمة» وغير ذلك من التعليقات التي يقصد بها الأبناء كسر هذه الحدود لتعاملهم الام بطريقتها القديمة.

وهو ما حاولت سناء ذات الاثنتي عشر سنة من عمرها مع والديها اللذين كانا متساهلين معها من قبل... فحاولت ان تقاومهم وتناقشهم فيما وضعاه من حدود لها... لكنهما جلسا معها وحاولا افهامها... قال لها الأب:

«حاولي ان تدركي ان طريقتنا قد تغيرت... فنحن لن نعيد لك ولن نذكرك اكثر مما فعلنا من قبل عندما نطلب منك القيام بعمل مفترض منك القيام به... سنقول لك مرة واحدة ولن نناقشك أو نجادلك ولن نعطيك محاضرات او نرفع اصواتنا، انا وامك... اذا اخترت عدم التعاون معنا... عند ذاك سنستخدم معك اسلوبا جديدا قائما على نتيجة عملك... وستلتزمي بتطبيقه...» حدثت سناء نفسها قائلة: «سأصدق ما يقول ابواي عندما يحدث ذلك».

وطبعا لم تتوقع الابنة ان والديها جادان فيما ذكراه امامها هذه المرة.

وهذا ما حدث فعلا... عندما طلبت منها امها الذهاب الى غرفتها للبدء في أداء واجباتها... وعندما تجاهلت سناء طلب امها كعادتها من قبل معظم الأحيان... ذكرت لها امها انها ستطل عليها بعد خمس دقائق لترى ما اذا كانت بدأت في أداء واجباتها المدرسية أم لا، وعندما حاولت سناء ان تناقش امها أو تماطل... ذكرت لها امها انها ستمنحها ساعة واحدة لتنهي واجبها أو اكثر بقليل... عليها ان تذكر لها كم ستحتاج لتكمل ذلك الواجب... واذا لم تستجب لما طلبته منها ولم تتعاون معها فانها مضطرة إلى ان تعاقبها بالنتيجة المنطقية لعدم طاعتها بالنسبة إلى اداء واجبها المدرسي... اي قد تحرم من الخروج مع صديقاتها في عطلة نهاية الاسبوع... ونجحت تلك الطريقة... في البداية تضايقت الابنة من الاختيارات المحدودة امامها... وحاولت ان تقاوم... لكنها تقبلت الامر عندما وجدت ان لا مفر امامها من قبوله لانها ستكون مسئولة عن سلوكها وليس والداها... لكن محاولة اختبار حدود والديها لم تتوقف لأول مرة... بل بالعكس حاولت ان تقاوم لمدة اسبوعين... لكنها عندما وجدت ان والديها حازمان في قرارهما... بدأت سناء في القول لامها «انت غير عادلة» أو «اكرهك» لكي تشعرها بالذنب فتسمح لها بما تريد... واستنفذت كل محاولاتها لتعيد امها أو ابيها الى التعامل معها مثل السابق لكنها وجدتهما كلهما كالجدار الصامد امامها لا يتنازلان عن الحدود التي وضعاها لها... وهنا تكمن أهمية التوافق في الرأي بين الام والاب في وضع الحدود للأبناء والا فانها تفشل وتؤذي نفسية الأبناء ويشيع الاضطراب الحياة الاسرية... وهكذا استسلمت سناء لحدود والديها... وبعد اربعة اسابيع لاحظ والداها التغيير في سلوكها بدأت محاولاتها لاختبار حدودهما تقل وأصبحت متعاونة اكثر وبدأت تغير اعتقادها في حدود والديها وتأخذها مأخذ الجد. وتعلم انها ستكون مسئولة عن سوء تصرفاتها

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 624 - الجمعة 21 مايو 2004م الموافق 01 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً