اجتمعت في الفترة من 17 إلى 18 مايو/ أيار في المنامة خبرات محلية ودولية في ورشة العمل الأولى لجراحة وقسطرة الأوعية الدموية. وكان عنوان هذه الورشة «استخدام الدعامات أو الشبك لتوسعة تضيقات الشريان السباتي»، والشريان السباتي هو الشريان الرئيسي الذي يغذي المخ بالدم، وفي حال ضيق هذا الشريان أو تجلطه تكون النتيجة حدوث شلل نصفي وإعاقة دائمة نتيجة عدم وصول الدم إلى مراكز التحكم في المخ.
إلى ذلك قال الاستشاري صادق عبدالله «إن الشلل من الأمراض الشائعة في البحرين وهو يحدث نتيجة سببين رئيسيين، اما النزيف المخي نتيجة الزيادة المطردة في ضغط الأوعية الدموية، أو نقص الدم في المخ نتيجة تضيق الأوعية السباتية والذي يشكل 20 إلى 30 في المئة من حالات الشلل».
وأضاف: «هذا المرض يصيب شريحة من الناس عادة ما يكونون مصابين بأمراض الأوعية الدموية نتيجة زيادة الضغط، مرض السكري، زيادة الدهون غير الحميدة، التدخين. غالبية هؤلاء المرضى يعانون من تضيق في الأوعية الدموية يصيب مختلف الأجزاء في الجسم مثل أوعية القلب أو أوعية المخ أو أوعية الكليتين أو الرجلين».
وقال «إن من المهم الكشف الكامل على الجهاز الدوري في حال اكتشاف تضيق في احدى هذه الأوعية الدموية. لأن إصابة الأوعية الدموية والأسباب المؤدية إليها عادة ما تكون منتشرة في أكثر من وعاء دموي».
وقال «ينصح كل مريض مصاب بضغط الدم ومرض السكري لمدة تزيد على 8 إلى 10 سنوات بأن يطلب من طبيبه فحصا للأوعية الدموية وذلك للاكتشاف المبكر لهذه الانسدادات». تضيق الأوعية الدموية وانسداداتها عملية صامتة لا تؤدي إلى أية أعراض في مراحلها الأولى وهي عملية تأخذ وقتا طويلا من ترسبات الدهون على الجدران إلى أن يصل التضيق إلى أكثر من 70 في المئة في ضيقها تبدأ الأعراض بالظهور بحسب الجزء المصاب من الجسم».
وقال «إن التقنية المعتمدة لعلاج انسدادات وتضيق الشريان السباتي هي إجراء عملية جراحية تحت التخدير الكامل. يقوم خلالها جراح الأوعية الدموية بفتح هذا الشريان وإزالة التضيق والتخثر من هذا الوعاء وتوسعة الشريان السباتي».
أما التقنية التي تم استخدامها فهي تقنية حديثة جدا اعتمدت على استخدام القسطرة تحت التخدير الموضعي إذ لا حاجة إلى التخدير الكامل. ويتم خلالها تمرير قسطرات دقيقة وخصوصا إلى الشريان السباتي عن طريق الشريان الفخذي. ثم تتم توسعة التضيق باستخدام الشبك أو الدعامات كما يتم استخدام مظلة خاصة تمنع انتقال الجلطات أثناء هذه العملية إلى الدماغ.
هذا وتم إجراء أربع حالات بنجاح تام لمرضى بحرينيين كانوا يعانون من تضيقات شديدة في الشريان السباتي، بإزالة التضيق أصبح الدماغ غير محروم من تدفق الدم. عادة يغادر المرضى المستشفى بعد يوم واحد إلى يومين من إجراء التوسعة.
وأشرف على هذه الورشة كل من استشاري جراحة الأوعية الدموية صادق عبدالله واستشاري الأشعة التداخلية وديع يوسف
العدد 624 - الجمعة 21 مايو 2004م الموافق 01 ربيع الثاني 1425هـ