يتساءل البعض عن فحوى وجدية مشاركات الأندية البحرينية في المحافل والبطولات الخارجية ما دامت ستشارك فقط من أجل المشاركة وتحقيق المراكز المتأخرة، إذ ليس مقبولا أن يشارك النجمة في البطولة الآسيوية لكرة اليد ويتنافس على تحقيق المركز التاسع، أو أن يلعب فريق الكرة الطائرة في البطولة العربية ويتلقى فيها الخسارة تلو الخسارة قبل أن يحقق فوزين لا يشفعان له للتأهل إلى الدور المقبل، وبالتالي اللعب على المراكز الدنيا كعادته، وهو الذي يشارك في البطولتين من دون الحصول على أي دعم من الجهة المعنية (المؤسسة العامة للشباب والرياضة) سوى بعض الأموال التي تحصل عليها النادي من الراعي الرسمي لفرقه، والكل حينها رفض عدم دعم المؤسسة للفريق، وكأنها (المؤسسة) درست عدم جدية المشاركة النجماوية وبالتالي عدم جدوى تمويل ورعاية الفريقين.
لا أعني في كلامي هذا فرق نادي النجمة فقط، بل كل الأندية البحرينية التي تفكر في المشاركة في البطولات التي يحق لها المشاركة فيها نظير تحقيقه لبطولة معينة في البحرين، إذ إن أية مشاركة يجب أن ترتكز على أهداف معينة واضحة لا نجامل فيها أنفسنا، نعرف من خلالها إمكاناتنا وقدراتنا في تحقيق إنجاز ما، أو على أقل التقادير المنافسة الحقيقية على المراكز الأمامية لا الأخيرة كما هو الحاصل الآن.
مع اقتراب موعد انطلاقة البطولة الآسيوية لكرة اليد التي يشارك فيها النجمة، رفعنا دعاءنا بمواصلة الفرق البحرينية لحصد الإنجازات وتأكيد السمعة الطيبة التي تتمتع بها كرة اليد البحرينية، بل وإعطاء الصورة الإيجابية عن كرتنا التي عانت الويلات في الماضي من ظلم الاتحاد الآسيوي، إذ وعلى رغم الإعداد السيئ الذي قام به الفريق واقتصاره على معسكر داخلي لا يغني ولا يسمن من شيء، فإن الآمال كانت معقودة تماما على الهمة والشجاعة والمثابرة التي يتمتع بها اللاعب البحريني والتي إن تواجدت المعطيات فإنه سيكون في المقدّمة دائما، لكن شيئا من ذلك كله ذهب مع الريح بالعروض الهزيلة التي قدمها الفريق في مبارياته في الدور التمهيدي وفشله بالتالي في التأهل على حساب أندية ليس لها باع في كرة اليد.
فريقا النجمة في هذه الحال أهدرا الكثير من الأموال والوقت وكلف لاعبيهما إرهاقا وتعبا غير مبرر وهما الذين ينتظرهما جدول مضغوط جدا في الدوري المحلي بسبب كثرة مبارياتهما المؤجلة نتيجة هذه المشاركة، إذ كان من الأولى أن يبقى فريق كرة اليد مثلا في البحرين من أجل وضع كل قوته لتحقيق نتائج إيجابية تكفل له البقاء في صلب المنافسة للمحافظة على لقبه الذي يحمله منذ الموسم الماضي، وبالتالي سيكون البقاء بالنسبة إليه أفضل من المشاركة وتكبيد نفسه عناء صرف الأموال وإرهاق اللاعبين، وسيندم الفريق حينها إذا ما فشل في تحقيق نتائج إيجابية تؤهله إلى الدورة السداسية.
في هذا الوقت يعلم الجميع أن نادي النصر للكرة الطائرة مقبل على المشاركة في البطولة الخليجية في الرياض، غير أنه يعاني الأمرين نتيجة غياب أكثر من لاعب لظروف مختلفة، لكنه يبقى على ما يبدو مصرا على المشاركة على رغم تلك الظروف التي قد لا تسمح له بتقديم أفضل ما لديه، بل والمنافسة ربما على المراكز الأخيرة نظرا لأن الفرق الأخرى ستكون جاهزة بأفضل التجهيزات مستعدة لهذه البطولة بأفضل استعداد، وهنا ربما يمكننا القول إن عدم المشاركة وإعطاء ناد آخر الفرصة لذلك سيكون الحل الأفضل، بغية عدم المجازفة بتاريخ اللعبة والنادي.
من هذا المنطلق يجب أن تفكر الأندية البحرينية قبل مشاركتها في أية بطولة خارجية جدوى هذه المشاركة والنتائج المرجو تحقيقها وانعكاساتها المستقبلية على الفريق في البطولات المحلية، لأن المشاركة من أجل المشاركة فقط أصبحت من الماضي، وأمسى التفكير الجاد في تحقيق البطولة هو الصواب فقط
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2364 - الثلثاء 24 فبراير 2009م الموافق 28 صفر 1430هـ