العدد 622 - الأربعاء 19 مايو 2004م الموافق 29 ربيع الاول 1425هـ

خالد الهاشمي... بصيرة الكاريكاتير

العدلية - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

قال الكاتب والروائي فريد رمضان في اشارة الى تجربة خالد الهاشمي الكاريكاتيرية إنه فنان لا يميل الى الحوارات، بل يشكل أعماله عبر الخطوط البسيطة، مستمدا بلاغتها من سيطرته على دلالاتها الرمزية التي اتسمت بمواقفها الجادة.

وكانت أسرة الأدباء والكتاب استضافت الهاشمي احتفالا بحصوله على جائزة الصحافة العربية لرسم الكاريكاتير لسنة 2003 إذ تم عرض مجموعة من أعماله وورقة نقدية قدمها فريد رمضان بعنوان خالد الهاشمي بصيرة الكاريكاتير.

جاء في ورقة رمضان «أن الذاكرة الكاريكاتيرية تحتفظ بأسماء عدة لأولئك الذين أسسوا وآثروا فن الكاريكاتير ونذكر هنا مثلا دونيه الذي يعتبر أول من استخدم التعبير في الأفكار، ونيكولاس الذي لايزال يرسم في صحيفة «الاندبندنت» كذلك ميشال بلانتو، أما على المستوى العربي فنجد الفنان الفلسطيني ناجي العلي، نبيل أبوأحمد، علي عثمان، البهجوري، عبدالرحيم ياسر، حبيب حداد، محمود كحيل وسلمان عبدالكريم، وفيما يخص فن الكاريكاتير في البحرين يصعب تحديد الريادة وإن كنا نرى شيئا من ذلك في تجارب عبدالله المحرقي ومناحي مرزوق، إذ توالت من بعدهم أعمال خاتون العصفور ومحمد فيحان الدوسري، وتجربة خالد الهاشمي وهشام زباري الذين ارتبطوا بصحيفة الأيام».

وأضاف «أن التميز في مجال الفن الكاريكاتيري صعب للغاية ولكي نتعرف على مقدار هذه الصعوبة نذكر هنا مقولة الفنان العالمي فيكي الذي يقول إنه من السهل أن تجد المئات من الرسامين، ولكن من الصعب أن تعثر على فنان كاريكاتير مهم اذ علينا عدهم على أصابع اليد. وهذا الكلام يقودنا في الواقع الى حصول الفنان البحريني خالد الهاشمي على جائزة الصحافة العربية لرسم الكاريكاتير لسنة 2003، وهو فنان تمتاز أعماله بمواقفها الجادة من خلال ايصاله خطابه الكاريكاتيري الذي يشكل خطابا يتم تداوله بين الرسام والمستقبل أو قارئ الصورة».

ثم أجاب الهاشمي على استفسارات الحضور بقوله «انني اعمل على جانبين، جانب اجتماعي بسيط وجانب سياسي عام، فعندما أتكلم عن الفساد أتكلم عن قضية سياسية، فالحرية والفساد هما قضيتان سياسيتان، فالكاريكاتير أكبر قوة من المقال، ولكنك عندما ترسم الكاريكاتير تتحرك ضمن خطوط عامة فأنت لا تستطيع الكلام بحرية عن قضايا تتعلق بالدين أو الجنس وان كنت تحاول ما أمكنك التطرق اليها، ومن المؤكد أننا بهذه الصورة نحاول ما أمكننا رفع سقف الحرية ولكننا نصطدم دائما بالسلطة وبالمعارضة، ولكننا نشهد اليوم مجالا اكبر للحرية، على رغم وجود الرقابة لحد اليوم، اذ ان مسألة عدم ملائمة المادة للصحيفة أمر قد يدفع الى رفض المادة واحيانا الى اخفاء بعض كلماتها، وكانت لي تجارب من قبل مع الصحافة فكنت أرسل مجموعة من الأعمال ليختاروا منها ما يناسبهم وقد يستخدمون مادة «البلانكو».

وتطرق في سؤال آخر للعلاقة الوشيجة بين وظيفته كمهندس معماري وفنان كاريكاتير بقوله: «إن هذه العلاقة ترجع الى أسباب عدة فالعمارة هي أم الفنون وتدخل فنون عدة فيها، كما أنها قائمة على التفكير والتخطيط، والكاريكاتير يطرح فكرا ونقدا فليس غريبا أن نجد الكثير من المعماريين فنانين وموسيقيين هم من المعماريين، ولكني ومع كوني مهندسا معماريا وفنانا كاريكاتيريا فإنني أعترف بأني مقصر في الجانب التقني فأنا لحد اليوم مازلت أحب علاقة القلم بالورقة ولكنني لا يمكنني إلغاء ما أضافه الكمبيوتر من أشياء جميلة لرسوم الكاريكاتير، إذ على رغم اضطراري نتيجة رغبة احدى الصحف في التلوين وجدت نفسي أركز على اللونين الأسود والأزرق اللذين يشكلان بالنسبة إلي فضاء للحرية».

وأجاب على سؤال أخير بخصوص بلاغة رسم الكاريكاتير من دون كلمات بقوله: «لا شك أن الكاريكاتير الخالي من الكلمات هو الأكثر بلاغة ولكنه ليس بالضرورة الأكثر شعبية، فرسام الكاريكاتير يتعامل مع شرائح عدة من المجتمع التي تحتاج الى بعض الكلمات للتوضيح»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً