العدد 622 - الأربعاء 19 مايو 2004م الموافق 29 ربيع الاول 1425هـ

عربيّ في الزحام

شعر: تقي محمد البحارنة 

تحديث: 12 مايو 2017

دخلت في الزّحام لا

دخلت في الزّحام لا

أحمل إلا ألمي

أملك إلا قلمي

لم يلتفت لي أحد

روائح الأعصر في

ولم يحاذر سلّمي

«استامبول» أذكت هممي

ما إلا عابر

يعبق ماضيها تراثا

في نفق مزدحم

شامخ... كالقمم

تلك الوجوه عندها

يمشي بها التاريخ زهوا

مثل وجودي... عدمي

في سماء الأنجم

وغربة الروح عناء

محتشما حينا، وحينا

يتلظى في الدّم

... ليس بالمحتشم

يعتصر الأعصاب أو

رسالة العدل أضاءت

يقطف صبر الحلم

في ضمير مظلم

دخلت في الزحام لا

دخلت في الزحام لا

والأعين تستاف دمي

أحمل إلا علمي

وصاحب المتجر يدعوني

منكّس الرّاية مرغوما

ويغري قدمي

... ببطش الأرغم

قيمة شخصي عنده

لم يبتسم حظّي إلا

ما يجتني من كرمي

برنين الدرهم

يبيعني مظاهر الترحيب

أغمضت الأعين عن

وهي مغرمي

قدري... وكانت خدمي

وصاحب المطعم أغراني

متهما، صرت خطيرا

بحلو المبسم

... بظنون التّهم

سوق... ولا كالسّوق

يسخر منّي قدر

مرعى لأكول نهم

نحس... كوجه الصنّم

دخلت في الزحام أمشي

دخلت في ليل السّهارى

حيث تمشي قدمي

... هائما بالنّغم

مستفسرا حينا، وحينا

وعشت في الماضي كطيف

ضائعا في العدم

... سابح في حلم

من ينتمي يمشي بلا

نمت على زهر الأماني

قصد، ومن لا ينتمي

... ليتني لم أنم

أرى ابتسامات وجوه

مقابر التاريخ لا

سرها لم أفهم

تصغي لشكوى النّدم

وضحكة ليست من القلب

لم يبق عند «منبر

ولكن من فم

للسّيف... أو للقلم»

وهمسة فيها غرام

وموطني في محنة

كاذب... لمغرم

... وأمّتي في مأتم

يا فارسا، يوري زنادا

في رماد الهمم

يقتحم القيد، ويفري

كالحات اللّجم

منطلقا... في فرح

الليّل... وثغر الحلم

يا «صيحة» تصمّ أو

تبرئ داء الصّمم

يا صحوة في شفة

الموت... وبرء السّقم

يا والد النّور متى

تكشف ستر الظّلم

لتبزغ الشمس غدا

من ظلمات الرّحم

ويشرق العدل «سلاما»

فوق مثوى الحرم...

استامبول - شارع الاستقلال

مايو/ أيار 200





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً