للرياضة دور كبير في الخطة العلاجية لمرضى السكري، فهي تساهم بدرجة كبيرة في تنظيم نسبة السكر في الدم وتنشيط الدورة الدموية والمحافظة على أو الوصول الى الوزن المثالي للمريض ما يساهم في خفض نسبة المضاعفات المزمنة لمرض السكري والأمراض المصاحبة له مثل اختلال الدهون وارتفاع ضغط الدم اضافة الى ذلك فإن مزاولة التمارين الرياضية تؤدي الى زيادة الاحساس بالصحة العامة والراحة النفسية وتحسن المظهر العام للمريض.
ينتج تأثير الرياضة بشكل رئيسي من خلال استهلاك قدر أكبر من السعرات الحرارية والأداء الأفضل للأنسولين الموجود في الجسم، فعند ممارسة الرياضة يتحسن تأثير الأنسولين على النسيج العضلي وبالتالي زيادة استهلاك الجلوكوز الموجود في الدم كذلك يزيد تأثير الأنسولين على الكبد فينخفض معدل إطلاق السكر منها.
لكي يتمكن مريض السكري من الاستفادة القصوى من التمارين الرياضية من دون حدوث مضاعفات فلابد ان يكون ذلك جزءا من برنامجه العلاجي وتحت اشراف الفريق الطبي المعالج، لاحظ ان مرضى النوع الأول أكثر قابلية لارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم بمزاولة التمارين الرياضية لذلك تجب استشارة الطبيب قبل البدء بالبرنامج الرياضي.
كيف تبدأ برنامجك الرياضي؟
أولا: لابد من اجراء فحص طبي يشمل:
- ضغط الدم، فحص القدمين، فحص قاع العين، فحص وظائف الكلى، فحص الجهاز العصبي، فحص القلب بالمجهود للمرضى الذين تزيد أعمارهم على 35 سنة.
ثانيا: اختيار نوع الرياضة المناسبة للمريض بحسب عمره ولياقته البدنية وجنسه (ذكرا/ أنثى) ونوع مرض السكري الذي يعاني منه ووجود أو اختفاء مضاعفات السكري المزمنة لديه.
ثالثا: البدء بتمارين الاحماء دائما لتهيئة العضلات قبل التمرين الأساسي والحرص على زيادة ممارسة الرياضة تدريجيا لتجنب الشد العضلي. وتجب مزاولة التمارين الرياضية بمعدل 3 - 4 مرات أسبوعيا ولمدة 20 دقيقة بصفة مستمرة، كما يجب ان تكون شدة التمارين كافية لزيادة معدل ضربات القلب والتنفس الى المعدل المطلوب من دون ارهاق شديد. في النهاية يجب اجراء تمارين الجري.
رابعا: يفضل ممارسة الرياضة مع أحد الاصدقاء ما يساعد على الاستمرار في التمارين وخلق روح المتعة فيها.
خامسا: فحص نسبة السكر في الدم قبل، أثناء، بعد ممارسة التمارين الرياضية.
الاحتياطات اللازمة لبدء البرنامج الرياضي
عند بدء البرنامج الرياضي لابد من الأخذ في الاعتبار بعض الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث مضاعفات للمريض أثناء أداء التمارين الرياضية كانخفاض نسبة السكر في الدم لدى المرضى الذين يعالجون بالانسولين أو الأقراص مثل داياتاب ودايماكرون وداونيل.
لتجنب انخفاض نسبة السكر في الدم بممارسة الرياضة يجب اتباع ما يأتي:
1 - قياس نسبة السكر في الدم والكيتون في البول قبل أداء التمارين.
2 - لا تمارس الرياضة في الوقت الذي تكون فيه فعالية الدواء عالية.
3 - لا تمارس الرياضة اذا كانت نسبة السكر قبل بدء الرياضة أقل من 100 ملجم/ دسل. تناول أولا وجبة خفيفة من النشويات.
4 - احمل معك قطعا من الحلوى أو السكر عند أداء التمارين الرياضية.
5 - توقف اذا شعرت بأعراض انخفاض نسبة السكر وتناول قطعا من الحلوى فورا.
6 - لا تحقن جرعة الأنسولين في الفخذين أو اليدين عند مزاولة الرياضة بأي منهما لأن سرعة امتصاص الأنسولين منهما تزداد بممارسة الرياضة وبالتالي احتمال انخفاض نسبة السكر في الدم.
يجب عدم ممارسة الرياضة في الحالات الآتية:
- وجود مرض حديث بشرايين القلب أو اضطراب بضربات القلب.
- وجود اصابة شديدة بشبكية العين أو نزيف بالعين.
- ضغط الدم 180/105 ملم/ زنبق أو أكثر.
- سرعة ضربات القلب 120/ الدقيقة أو أكثر.
- نسبة السكر في الدم 300 ملجم/ دسل أو أكثر.
ملاحظات على بعض أنواع الرياضة
تنقسم التمارين الرياضية الى نوعين، الأول: التمارين الهوائية مثل المشي والهرولة والسباحة وركوب الدراجة، والنوع الثاني: التمارين اللاهوائية مثل رفع الأثقال. التمارين الهوائية أكثر فائدة لمرضى السكري وفيما يأتي بعض الملاحظات على بعض أنواعها:
رياضة المشي
يعتبر المشي من أفضل أنواع الرياضات التي تستطيع ان تبدأ بها برنامجك الرياضي وخصوصا اذا لم تكن تزاول الرياضة سابقا... وكل ما تحتاج اليه للبدء هو حذاء مريح وملابس قطنية مريحة. وتحتاج أولا إلى السير لمدة 10 - 15 دقيقة، ثم زيادة المدة تدريجيا كل اسبوع حتى تصل الى 45 دقيقة يوميا بمعدل ثلاث الى خمس مرات اسبوعيا. وحتى تكون رياضة المشي مفيدة فلابد من السير بخطوة سريعة لزيادة ضربات القلب الى المعدل المطلوب، فالمشي البطيء لا يؤدي الغرض المنشود فاذا كان الشخص يمشي مثلا بسرعة 2 ميل في الساعة فإن استهلاكه من الطاقة يكون بمعدل 120 - 240 سعر حراري/ الساعة.
اما عند السير بسرعة 4 أميال/ الساعة فإن استهلاكه من الطاقة يرتفع الى ما بين 360 و420 سعرة حرارية/ الساعة. ولزيادة الفائدة من رياضة المشي حاول ان تمشي في طريق به مرتفع بسيط فذلك سيؤدي الى زيادة الجهد المبذول وزيادة سرعة ضربات القلب. وليس هناك أي ضرر من رياضة المشي على عكس بعض أنواع الرياضة التي قد تؤدي الى اصابات لا سمح الله.
الهرولة
الهرولة والجري السريع نوع آخر من الرياضة وانتشر بصورة كبيرة في السنوات الماضية الا أن الهرولة قد تسبب آلاما في المفاصل بعد فترة وذلك لأن الجسم يتلقى صدمات متتابعة أثناء الهرولة قد تضر بالمفاصل، لذلك يجب ان تكون الهرولة على أطراف الاصابع. المشي السريع أفضل من الهرولة أو يمكن الجمع بين المشي السريع والهرولة في وقت واحد. اما رياضة الجري السريع لمسافات طويلة فلا تفضل لمرضى السكري.
السباحة
اذا كنت تجيد السباحة وتملك مسبحا خاصا فيمكنك مزاولة السباحة لتحقيق برنامجك الرياضي، ابدأ بالسباحة لمسافات قصيرة ثم اعمل على زيادة مسافة السباحة تدريجيا كأن تقطع كامل مسافة المسبح مرة واحدة ثم تستريح ثم مرتين ثم تستريح وهكذا بحسب قدرة لياقتك البدنية حتى تصل الى ما بين 6 و8 مرات متوالية كما يمكنك ممارسة بعض تمارين اللياقة البدنية أو المشي في المنطقة غير العميقة من المسبح وهذا النوع خاصة يفيد السيدات الحوامل. وتعتبر السباحة افضل أنواع الرياضة للمرضى الذين يعانون من آلام المفاصل.
الدراجة
رياضة الدراجة أحد أنواع الرياضة المفيدة والقليلة الخطر بشرط عدم ممارستها في طريق توجد بها حركة سيارات، تزداد الفائدة منها اذا مارستها في طريق يوجد بها مرتفعات أو قمت بزيادة المقاومة بالدراجات التي تحتوي على سرعات مختلفة.
طبيب استشاري وباحث في امراض السكري
العدد 621 - الثلثاء 18 مايو 2004م الموافق 28 ربيع الاول 1425هـ