استغل ليوناردو دافنتشي خاصية بيولوجية لعين الإنسان - وهي ظاهرة الرؤية المحيطية - عندما رسم الابتسامة الغامضة لموناليزا. لقد حيّر التعبير الشهير للاجيوكوندا محبي الفن عبر القرون لأنه من غير الواضح ما إذا كانت الابتسامة حزينة أو سعيدة، أو حتى ما إذا كانت في الحقيقة عبارة عن ابتسامة.
وينصب أحد التفسيرات بالنسبة إلى هذه الظاهرة على الطريقة التي تتعامل بها شبكية العين مع الضوء. فعندما ينظر المرء إلى شيء ما بطريقة مباشرة فإن الضوء يسقط على جسم مركزي يسمى النقرة التي من وظائفها التعامل مع الضوء ذي الذبذبات الحيزية العالية. أما الضوء الناتج عن الأجسام التي تُرى بزاوية العين فإنه يسقط على الجزء المحيطي من الشبكة والمعدل بصورة أفضل لرؤية ضوء الذبذبات الحيزية المتوسطة والمنخفضة.
وتعتقد مارغريت لفنغ ستون، الاستاذة في جامعة هارفارد، أن ابتسامة موناليزيا تتغيّر، فإذا وقع مركز بصرك على خلفية الصورة أو الأيدي - والذي يعني أنك تشاهد فمها بالرؤية المحيطية ذات التردد المنخفض - فإن ثغرها يبدو أكثر ابتهاجا. إنها تستمر في الابتسامة إلى أن تنظر إلى ثغرها، ثم تتلاشى ابتسامتها مثل النجم المظلم قليلا الذي يختفي عندما تنظر إليه مباشرة. قالت لفنغ ستون ذلك في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لتطوير العلوم
العدد 621 - الثلثاء 18 مايو 2004م الموافق 28 ربيع الاول 1425هـ