العدد 2364 - الثلثاء 24 فبراير 2009م الموافق 28 صفر 1430هـ

الدبلوماسية «الذكية» ومخاوف عربية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

على رغم الاهتمام الإعلامي العربي والدولي بما عصف بالمنامة وطهران من أجواء متوترة بسبب تصريحات أثارها أحد المسئولين الإيرانيين، لا يعد المرة الأولى، لكنه بكل تأكيد المرة الأولى التي نشهد فيها خطوة عربية تضامنية مع البحرين في تطور حدثي لافت.

التحرك الدبلوماسي العربي كان حاضرا بصورة جلية بما فيها الخليجي، إذ مازالت تصدر تصريحات التضامن في قضية سيادة البحرين يوميا وهذا إن دل على شيء فإنه يشير إلى أن إيران بحسب وجهة نظر عدد غير قليل من المراقبين مازالت تشكل مصدر تهديد في أية حركة تقوم بها وربما تعطي إشارات لا يتقبلها جيرانها العرب.

ان التشكيك بسيادة أية دولة من دول المنطقة يعتبر نوعا من التهديد المبطّن إن لم يكن جزءا من ثقافة يصفها البعض بـ «التوسعية»، وخصوصا أنها تتمتع بمقومات تدفعها لفعل ذلك مع التجاذبات الإقليمية والعالمية.

أ الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي تحدث أمس في المنتدى والمعرض الأمني المقام حاليا في العاصمة البحرينية ووصف تصرفات إيران في المنطقة «كقوة احتلال» في إشارة إلى الجزر الثلاث مع الجانب الإماراتي وصولا إلى استخفافها بمصالح دول الخليج عبر استفزازها.

المنامة التي انتقدت تصريحات المسئول الإيراني أكبر ناطق نوري المستشار المقرب لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله سيدعلي خامنئي تدعو اليوم -بحسب مصادر حكومية مطلعة- إلى «التهدئة»، وخاصة أن حجم الاستنكار كان ومازال كبيرا بدافع أن ذلك يعد انتهاكا للسيادة وتدخلا في شئون البحرين الداخلية إضافة إلى المساس باستفتاء العام 1970 الذي أجرته الأمم المتحدة وكان كفيلا بتحديد رغبة الشعب باستقلال البحرين كدولة عربية مستقلة لا محافظة إيرانية.

إيران لديها سياساتها الرسمية التي تقول انها تحترم سيادة البلدان الأخرى، ولكن المشكلة في أن التصريحات تجاه البحرين تواصلت، وهذا أثار الشك لدى الدول العربية - وليس الخليجية فقط - بشأن مايقال عن محاولة لبسط وانتشار النفوذ الإيراني في عدد من دول المنطقة.

من هنا فإن القضية مع البحرين تتسم بالحساسية أكثر لأن مجتمعها متنوع مذهبيا، ورغم ان الشيع كانوا سباقين مع اخوانهم السنة في كل مرة لتأكيد هوية البحرين، إلا ان التوترات في المنطقة تجعل قراءة الوضع برمته في سياق القلق الدائم.

في ظل ذلك وأيا كانت التفسيرات، فإن وضع المنطقة عامة يشير إلى أنها مقبلة على مرحلة انتقاليةنحو ما يسمى بمرحلة الدبلوماسية الجديدة التي تنتهجها إدارة الرئيس باراك أوباما والتي تسعى اليوم إلى استخدام منهجية «الدبلوماسية الذكية» في فتح قنوات حوار مع إيران، ومن هنا نفهم حساسية الموضوع في هذه الفترة بالذات

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2364 - الثلثاء 24 فبراير 2009م الموافق 28 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً