اليوم الأربعاء وهو بداية عطلة الأسبوع «بحرين ويكند» وهي الخميس والجمعة. أما في دولة قطر فالويكند عندهم الجمعة والسبت... اليوم يبدأ التجهيز للرحلات البحرية، والحركة إلى البحر تبدأ بعد نهاية الدوام الرسمي... أصحاب اليخوت والطراريد ينطلقون إلى البحر حاملين معهم جميع المعدات والأدوات والطعام... بحارة رجال أشداء يمارسون هوايتهم بعيدا عن الإزعاج والازدحام في شوارع المملكة... أما البنات اللينات فيعتبرن يوم «الأربعة» هو يومهن للتبرج والتكحل والخروج إلى المجمعات التجارية الكبيرة والمكيفة حتى لا يسيح المكياج وتنكشف وجوههن الطبيعية... يلبسن الثياب الضيقة التي تبرز جميع مفاتن الجسم والبنطلون الضيق المصدور الذي تعرف ما التضاريس الدقيقة التي تحته وبينه وبين البلوزة الضيقة مسافة كبيرة ومكشوفة من نصف الأرداف وحتى نصف البطن. لحوم وشحوم بيضاء وسمراء مزينة بالرسوم الخضراء والحمراء... ونقوش لزواحف وأنواع من العقارب أعتقد أنها نوع من الطقوس التي لا يفهمها من هم في عمرنا... والصدر تحت البلوزة الضيقة بارز بشكل ملفت موضوع تحت كمية كبيرة من القطن المضغوط حتى تبرز وتظهر من الأعلى ومن دون تغطية... ووجوه عليها أصباغ مختلفة وكأنها قوس قزح وشعور منفوشة ومنفخة معمولة في صالونات متخصصة... وعيون مسحوبة بالكحل الواصل حتى الأذن تبصبص يمين يسار وفوق وتحت باحثة عن قصاصات من الورق مكتوبة عليها أرقام هواتف الغزل والمواعيد... يمشون جماعات بطريقة أقرب إلى الرقص، فمنتصف الجسم من الخلف يذهب بعيدا إلى اليمين ثم يرجع بعيدا إلى اليسار... والشباب الذين يلاحقونهن ويغازلونهن ويرمون لهن الكلمات وأرقام الهواتف عدة أنواع. فهناك نوع يلبس ثوبا وكبوسا (يعني خليجي مارينز)، وهناك نوع «بوب مارلي» وهم ذوو شعور وكراكيش وبنطلون فيه مئتا جيب وعليه سلاسل وفانيلات عليها صور فاضحة ويضحكون بصوت عالٍ واستهزائي... ومع أننا عرفنا من درس العلوم في المدرسة أن الإنسان العاقل له إثنان وثلاثون سنا إلا أن هؤلاء ترى في وجوههم خمسين سنا عندما يبتسمون فقط «من وين جايبين الزود؟». والنوع الثالث من الشباب هو «الكشخة»... الواحد لابس الثوب الأبيض اللماع والغترة الكبيرة المليانة نشا وكاشة مثل الخيمة على رأسه ومقصقص الشنب كأنه راسم خط صغير تحت أنفه والهاتف «أبوكاميرا» في يده يتمختر في مشيته ويصور البنات ويرسل المسجات الفاضحة بالصوت والصورة... أما في المملكة العربية السعودية الشقيقة فيسمون اليوم «الربوع»، وبعض الشباب منهم في يوم الربوع يأتون إلى المجمعات التجارية في البحرين وتعرفهم من لبسهم الثوب المرصوص على الجسم من نوع البوليستر وهم يسمونه الزبدة لأنه لا يحتاج إلى كي وإذا كويته بالخطأ يسيح هو واللي لابسه مع بعض، يفصّلونه بطريقة عجيبة فهو ضيق جدا ولاصق على الجسم. وأعتقد أن الواحد منهم يلبسه عند الخياط ويخليه على جسمه عدة أيام أو أسابيع لما يذوب لأن خلع هذا الثوب ما يصير إلا بطريقة مزعه مثل قرطاس الشاورمة... ولابسين مع الثوب النعال النجدية اللي حجمها يكون ضعف حجم رجله... يمكن أن يكون نعال الوالد. وبعضهم يلبس مع الثوب الكبوس وبعضهم يلبس غترة حجم دبل إكس لارج واصلة إلى الأرض... وكل هذي المهزلة تحصل في مجمعاتنا التجارية في أيام العطل الأسبوعية والعطل الرسمية... طيب وين الأهالي؟ إذا كان الأولاد والشباب لا يقع عليهم لوم لأنه موجود لهم طُعْم جميل ويتبختر فإن البنات عليهن لوم كبير... واللوم الأكبر يقع على الأهالي الذين يتركون بناتهم وفي هذا العمر مع هذا اللباس الفاضح وهذه الحركات غير الأخلاقية والدخيلة على بلادنا وليست من ديننا الإسلامي الحنيف... أنا الآن أكتب عن العادات والتقاليد والدين والبعض الذي سيقرأ مقالي اليوم راح يجهز رقم هاتفه على ورقة صغيرة ورايح لمجمع السيف المغرب علشان يشوف البعض المراهق والغالبية مراهق في الخمسين... يلا نشوفكم هناك
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 621 - الثلثاء 18 مايو 2004م الموافق 28 ربيع الاول 1425هـ