العدد 619 - الأحد 16 مايو 2004م الموافق 26 ربيع الاول 1425هـ

الشفافية مطلب وطني

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الطريقة التي تتبعها مؤسسة نقد البحرين في الوقت الحاضر في الإفصاح عن موازنات المصارف والشركات العاملة في البحرين، وكذلك عن خططها المقبلة للرقي بالقطاع المصرفي والمالي في المملكة هو أحد عناصر النجاح لهذه المؤسسة التي وخلال السنوات القليلة الماضية كشفت عن حقائق لم يكن من الممكن التعرف عليها لو لم تقم المؤسسة بكشفها ما يدل على اتباع سياسة الشفافية وكأنها تقول للجميع ان ليس لديها ما تخفيه عن الناس ولكن بطريقة سلسة وأرقام مقنعة والحق يقال ان المسئولين عن المؤسسة لم يتوانوا عن إبلاغ الصحافة والتحدث وخصوصا للصحافيين عن بعض المصارف التي تعثرت بسبب الأوضاع الاقتصادية العامة التي تسود العالم ما يبرز روح الحضارة والتقدم في المملكة.

بذلك تضرب مؤسسة النقد مثالا حيا على نوع الشفافية التي يطلبها المجتمع وتقود إلى تقدمه والتي يطالب أن تشمل بعض الوزارات التي لاتزال تعاني من ضعف التواصل مع الصحافة بهدف الكشف عن الاختلال في بعض أو معظم الخدمات التي تقدمها إلى الجمهور وخصوصا الوزارات التي ترتبط ارتباطا مباشرا بحياة ورفاهية الناس العاديين وخصوصا ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون مقاومة متطلبات الحياة اليومية.

سمعنا عن أن مئات الملايين ستنفق لإقامة مشروعات إسكانية جديدة ولكننا لانزال ننتظر لنرى نتيجة تلك الجهود وإلى أين وصلت، وهل تم تحقيق حلم بعض الذين لايزالون ينتظرون منذ سنوات عدة علهم يحصلون على سكن ملائم خاص بهم، وأرجو ألا تكون تلك مثل جهود 25 مليون دينار لمساندة العاطلين عن العمل والتي يعلم الله وحده كيف كانت نتيجتها! وإلى أين وصلت جهود حثيثة لتوطين بعض الوظائف التي يتم التحدث عنها بين الفينة والأخرى.

تقول أرقام مؤسسة النقد إن عدد العاملين في القطاع المصرفي ارتفع بنسبة 3 في المئة في العام 2003 وان نسبة العمال البحرينيين نمت 3,3 في المئة وهي نسبة لا بأس بها إذا ما قورنت بالقطاعات أو الوزارات الأخرى التي لا تنشر عدد العاملين لديها والتحدث عن نشاطاتها مخالفة بذلك روح المطلب العام بأن تكون الشفافية على سلم ألأولولية حتى يتحمل المسئولية الجميع ويعم النفع إرجاء الوطن.

من الواضح أننا مازلنا نمر في فترة انتقالية من فترة المركزية التي كانت تسود المملكة في السنوات القليلة الماضية إلى أللامركزية ومن فترة النفاق الذي لايزال البعض يتمتع به من دون خوف من الله ورسوله إلى فترة الصراحة التامة ونتمنى ألا تطول هذه الفترة في بلد صغير يمكن بالعمل الجاد أن نحوله إلى جنة عدن إذا ما أحسنّا استخدام ثرواته البشرية والمالية من أجل تقدم هذه المملكة الغنية بمواردها

العدد 619 - الأحد 16 مايو 2004م الموافق 26 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً