أنهى ثمانية من النشطاء السياسيين مساء أمس (الثلثاء) اعتصامهم المتمثل في الإضراب عن الطعام الذي امتد لمدة 12 يوما، وذلك احتجاجا على ما أسموه بـ «التدهور العام في أوضاع البلد، والمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين وعلى رأسهم الناشط السياسي حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد».
ومن قرية النويدرات، وتحديدا بالقرب من منزل الناشط السياسي المعارض عبدالوهاب حسين، أعلن المعتصمون الثمانية في بيانٍ صادرٍ عنهم تُلي على جماهير حضرت فك الاعتصام، عن اتخاذهم قرارا بالشروع في خطواتٍ أخرى، تتمثل في:
1 - كتابة رسالة إلى جلالة الملك، يتم فيها تحديد المطالب التي يسعى المعتصمون وأنصارهم إلى تحقيقها والتأكيد على «سلمية الأساليب»، ونشرها للرأي العام في الداخل والخارج.
2 - سيقوم المعتصمون بزيارات لمختلف المناطق في البحرين واللقاء بجماهيرها ونُخبها كزيارات عمل وليست من أجل الاستقطاب.
3 - الاتصال بالرموز والشخصيات القيادية والمؤسسات بهدف التشاور والتنسيق للعمل الإسلامي والوطني المشترك.
وأرجع المعتصمون الثمانية، وهم كل من: عبدالوهاب حسين، عبدالجليل السنقيس، الشيخ عبدالهادي المخوضر، الشيخ سعيد النوري، الشيخ عبدالجليل المقداد، الشيخ فاضل الستري، والشيخ علي مكي، اعتصامهم إلى القول: «إننا وجدنا فراغا يجب أن يملأ (...) وأن براءة ذمتنا أمام الله سبحانه وتعالى لا تكون إلا بهذا التصدي، ونحن كبقية أبناء هذا الشعب، نسعى للقيام بواجباتنا الدينية والوطنية المتعينة».
وقد حضر الاعتصام آلاف من المواطنين رجالا ونساء، كما حضره ممثلون عن جمعيات سياسية، وشخصيات، وعدد من أعضاء هيئة الدفاع عن «متهمي الحجيرة»، وهم المحامي حسن رضي ومحمد أحمد وأحمد العريض.
إلى ذلك، طالب المعتصمون بـ «إطلاق سراح كل المعتقلين فورا ومن دون قيدٍ أو شرطٍ، وعلى رأسهم الناشط السياسي حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد، وإيقاف التعذيب والتجاوزات وملاحقة المتورطين، وعدم العودة إلى الحلول الأمنية من جديد».
وقد تلا الشيخ عبدالجليل المقداد البيان الصادر عن المعتصمين، وعند استعراضه لمجمل الأوضاع المحلية قال: «أثبتت التجربة وأدرك الجميع أن الحلول الترقيعية والمعالجات الشكلية ليست السبيل الصحيح للتعاطي مع المشكلات القائمة وحلحلة الملفات والقضايا الساخنة».
ورجع المعتصمون في بيانهم إلى فترة التصويت على الميثاق، إذ استذكروها، فأفادوا «عندما لاحت بشائر الانفراج، قرّر الشعب أن يعضَّ على جراحه، ويثبت للعالم كله أنه شعب عظيم حضاري مسالم، وقد تحرّك للمطالبة بحقوقه بعد أن كوته الأرض من تحته، وألجأته السياط إلى رفع صوته، فقرّر أن يستجيب لدعوة الإصلاح التي طالما سبق الآخرون التأكيد عليها».
وذكروا «دخل الوطن فيما يشبه العرس الشعبي الكبير؛ استبشارا بالوعود التي قطعت، وفرحا بالعهود التي كانت، فتجاوز آلامه المريرة كلها، وأثبت أن مصلحة الوطن هي التي كانت شغله الشاغل وهدفه المنشود،... وصوّت للميثاق مستجيبا لدعاة الإصلاح من علمائه ورموزه الذين قادوا تلك المرحلة الصعبة... فكانت نتيجة التصويت أعظم مما تصوّره النظام».
وقبل قراءة البيان الختامي للمعتصمين ألقى كل من أمين عام جمعية العمل الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف كلمة، كما ألقى فهمي عبدالصاحب كلمة عن جمعية العمل الإسلامي، ومن ثم تلتها كلمة لجمعية الإخاء الوطني ألقاها موسى الأنصاري، إذ طالبوا بفتح باب الحوار الجاد وحلحلة الملفات العالقة والإفراج عن جميع المعتقلين وأولهم الناشط السياسي حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد.
وخلال الفعالية رفع الجماهير صور مشيمع، ورددوا الهتافات المطالبة بالإفراج عنه وعن المقداد وباقي الموقوفين.
وقد بدأت فعالية الإعلان عن إنهاء الاعتصام عند الساعة 8 مساء وانتهت قرابة 10.30 مساء
العدد 2364 - الثلثاء 24 فبراير 2009م الموافق 28 صفر 1430هـ