العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ

الأخبار تأخرت 13 دقيقة فمتى تسلم الجرة؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

سؤال مازال عالقا في عيون وقلوب وحناجر الكثيرين من البحرينيين وخصوصا من يهمهم دخول الإصلاح إلى وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، سؤال نقرأه في عيون الجمهور وموظفي الإعلام والهيئة... من سيتولى رئاسة الهيئة؟ هل سنشهد انفراجا ولو نسبيا على مستوى الاعلام البحريني؟ ومن يا ترى سيكون القادم؟ هل سيكون المنقذ للميت الذي مات قبل ثلاثة أعوام؟ هل سيكون إعلاميا يحمل ثقافة إعلامية ورؤى فكرية تطلعية وسماحة وانفتاحا على شاكلة غازي العريض أو غسان سلامة وغيرهما من المثقفين المبدعين الذين قادوا وزارة ثقافية متقدمة؟ أم سيكون المسئول هذه المرة يوضع على البركة، أعرفك وتعرفني؟ وخصوصا بعد تكرس ثقافة التنصيب التي عرف بها الشرق، إذ مناصب الاعلام عادة هي أكثر المناصب التي لا تحتاج الى تخصص، فهي توزع على قدر الثقة لا على قدر الكفاءة.

نقول ذلك لأن التلفزيون البحريني مازال يحتضر ولو عقدنا مفارقة ما بين التلفزيون البحريني في بداية التسعينات 93، 94 وما يعيشه هذه الأعوام الثلاثة سنجد فرقا كبيرا، فهو في تلك السنتين أفضل حالا.

نريد تلفزيونا بمستوى يتناسب مع «المشروع الاصلاحي» الذي دشنه جلالة الملك وان يحمل تلك التطلعات التي يعيشها المجتمع. وذلك لا يكون بوضع رئيس للهيئة لا يحمل هذه الطموحات... أخبار سربت - وقد تكون اشاعات - ان المسئولية ربما تناط بشخصية متخصصة إعلاميا ولها دور كبير وباع في الشئون الإعلامية وقدرة على الإدارة واتخاذ القرار. وهذا ما نتمناه، فمشكلات التلفزيون والوزارة مازالت في ازدياد وكان آخرها ما حدث يوم أمس، اذ كنت حريصا على ان يكون هناك تغيير نحو الأفضل لتلفزيون البحرين وكنت انتظر نشرة الأخبار الساعة الثالثة ظهرا واذا بالأخبار تأخرت حتى الساعة الثالثة و13 دقيقة تقريبا. تأخير 13 دقيقة تعجبت كيف يكون ذلك التأخير؟ وعلى رغم ذلك لم يتم الاعتذار للمشاهد، وكأن شيئا لم يكن، فقلت في نفسي لربما ليس للمرة الأولى تنكسر الجرة، هذا التخبط يعكس ما كنا نقوله ونصر عليه، ان هناك ضعفا متواصلا وآخذا في الاستمرار... وهذه الأخطاء تحتاج الى منقذ قوي للهيئة والا سنشهد مزيدا من «التخبّط» على شاكلة «اشهد ان محمد رسول الله، برفع الاسم لا بنصبه على رغم ان «ان» تنصب المبتدأ وترفع الخبر الا في تلفزيون البحرين» وساعد الله قلب سيبويه في قبره.

قبل يومين التقيت مصادفة بوزير الإعلام في احدى المناسبات وكان يفصل ما بيننا النائب عبدالهادي مرهون... كان الوزير ساخطا لنقدي للوزارة وأخذ يقول: «أنت غير منصف... أنا لن أرد على ما تطرحه... قلت له: وبدم بارد تفضل رد والصحافة بين يديك، واذا كنت غير منصف، كما تقول فلتقم باستبانة جماهيرية والفاصل بيننا هو الجمهور البحريني هل يشهد بضعف الإعلام والهيئة أم لا؟ دخل على الخط النائب مرهون فقال له: اذا كنت تمتلك الحجة فرد على المقالات في الصحافة...»، كان الوزير متوترا.

طبعا أشفقت على الوزير ولم أكن أود ان أفاجئه بتأخر الأخبار لمدة 13 دقيقة، ولانعلم ان كان الوزير على علم ام لا ؟ نعذره لكثرة انشغالاته. نقدنا للاعلام نريد منه صلاح البصرة خصوصا بعد خرابها وعلى رغم ذلك قبلنا بالاطلال. هنا سأطرح على الوزير أسئلة مهمة:

1 - من الرئيس المقبل للهيئة؟ هل سيكون متخصصا وقادرا على إدارة الهيئة؟ هل له خبرة كبيرة وتاريخية في الإعلام؟ هل سيغير من الوضع؟ نتمنى ان يكون كذلك والمستقبل هو الذي سيكون الحاكم؟

2 - لماذا ينجح الفنانون والمخرجون البحرينيون خارج البحرين وفي الداخل لا نرى لهم كل هذا النجاح وأظن ان الوزير تابع مسلسل يوم آخر القطري؟ وكيف لقي ذلك النجاح الكبير، وأظن ان الوزير يعرف ان مخرجه هو بحريني وبعض كوادره بحرينيون. المسلسل لقي صدى على مستوى العالم العربي، والاستاذ هذا المخرج المبدع يستحق كل تكريم عملي وكل دعم لأنه طاقة بحرينية كبرى وأمثاله من المحترفين كثيرون موجودون في الاعلام، ولكن للواقع الموجود مازلنا نخسر الكثير منهم.

وللأسف التلفزيون مازال يعيش على تركة بعض الوزراء السابقين. يا سعادة الوزير شبعنا من برامج القص واللصق. انظر إلى التلفزيونات الأخرى كيف تطورت برامجها، مذيعوها، المحاورون، كل التلفزيونات تغيرت ونحن مكانك سر.

التلفزيون أصبح بلا طعم ولا لون ولا رائحة اللهم ألا ما رحم ربي... أين مجلس إدارة الهيئة؟ أين المتابعون، كيف ينتج موظفو الاعلام، وهيكلهم الإداري يعاني الترهل في الرتب والدرجات؟ أين هو دور الوكلاء؟ هناك برامج كثيرة ولكنا نبحث عن النوعية يا سعادة الوزير. القنوات يا سعادة الوزير في هرولة فهل نلتحق بهم؟ نرى بعض البرامج عادية جدا ولكن في نهايتها تصدر اسماء القائمين عليها - كومة من الاسماء - نذهل فنقول: سبحان الله كل هذه الاسماء شاركت في صناعة هذا البرنامج وجاء بهذه الكيفية؟ وللحديث بقية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً