العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ

«اشتدي أزمة تنفرجي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الشأن المحلي تشنج أخيرا، ولكن ملامح الانفراج باتت قريبة أمامنا بإذن الله. لقاء جلالة الملك قبل فترة وجيزة كلا من الشيخ عيسى أحمد قاسم والسيد عبدالله الغريفي (أهم رمزين دينيين مؤثرين في الشارع الشيعي المتحرك الذي تقوده جمعية الوفاق) حمل أكثر من مدلول، وأهمها أن جلالة الملك يخص رموز الشارع الشيعي بالاحترام ويؤمن بفتح الحوار معهم فيما يجمع أبناء الوطن الواحد.

وفي كلمته مساء أمس الاول في جامع الصادق في القفول طالب السيد عبدالله الغريفي بلغة حوار سياسي «تحمل المحبة والصفاء والشفافية والانفتاح والمرونة والهدوء»، بينما قال الشيخ عيسى قاسم أمس في خطبته في جامع الصادق في الدراز: إن «الحوار يحتاج إلى باب مفتوح، وأجد أن إطلاق المعتقلين وبسرعة يفتح باب القلوب لحوار صادق واعد». وأضاف أن «أجواء الحوار المنتج محتاجة للتسريع بهذه الخطوة المنتظرة جدا لصالح حوار مباشر بين الجهة الحكومية والجمعيات السياسية من غير وسيط».

من جانبها أرسلت تسع جمعيات سياسية برقية إلى جلالة الملك في 10 مايو /أيار أكدت فيها حرصها على احترام القانون مع الالتزام بحقها في التعبير عن رأيها. والبرقية كانت ومازالت بادرة خير من الجمعيات السياسية التي تجتمع لأول مرة بهذا العدد الكبير.

المقربون من الجهات الرسمية يتحدثون بصوت غير مسموع للجميع، ولكن لغتهم لا تختلف كثيرا عن لغة رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان أو الرمزين الدينيين قاسم والغريفي، وأملنا جميعا ألا تمضي الأيام من دون حل واضح ومباشر، يصاحب ذلك الافراج عن موقوفي العريضة وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.

جمهور «جمعية الوفاق» أثبت في الفترة الأخيرة أنه أكثر انضباطا مما كان يتوقعه البعض، وهذا يحسب للجمعية بعد فترة من الشد غير المفيد لـ «الوفاق» أو للجهات الرسمية. وأهم سمة خلال الأيام الماضية هي توحيد التصريحات الصادرة عن الرموز وعن «جمعية الوفاق» بعد فترة سابقة لم تكن فيها تلك التصريحات متسقة ضمن نهج محدد، ولكن الوضع يختلف الآن، فهناك مطالب محددة يتم التصريح بها بلغة مسئولة.

ومادامت النيات صلحت وانعقدت باتجاهات أكثر وضوحا ولا يشوبها تشويش فإن الأمل أن تتبع ذلك الأعمال والنشاطات التقريبية من الجميع، والفائز في ذلك هو الوطن، الذي يخلص إليه الجميع. وهذه واحدة من خلاصات الاجتماعات المتتالية بين الفعاليات السياسية التي عقدت اجتماعاتها بين 10 ابريل / نيسان الماضي و 9 مايو / أيار الجاري، إذ قال المتحدثون إنهم يؤمنون بأن «الجميع يحب الوطن ويعمل من أجل الوطن حتى لو اختلفت السبل». وأضاف البعض «أن الحكومة وطنية والمعارضة وطنية، والجمعيات الأربع المقاطعة وطنية، وأعضاء البرلمان وطنيون، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر في وطنيته».

ومن هنا يجب أن ننطلق... من حسن الظن بالآخر وحسن الظن لا يعني أن نكون مغفلين، ولكن يعني أن ننظر إلى الجوانب المشرقة في الاختلاف، وننظر الى ما يقربنا ويوصل جسور الثقة بيننا أكثر مما ننظر إلى ما يباعدنا، وهذا يتسق مع تعاليم ديننا الحنيف. أملنا استجابة الجميع لما فيه خير البلاد والعباد

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً