العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ

أجواء التنافس كانت وراء «الميثاق»... ودعوة إلى عدم التراجع عن حرية التعبير

في منتدى «الوسط» عن «ميثاق الشرف» الصحافي

الوسط - سلمان عبدالحسين، خليل عبدالرسول 

14 مايو 2004

احتدم النقاش بين المنتدين في «منتدى الوسط» بشأن «ميثاق الشرف» الذي تداعى إليه رؤساء التحرير، وفيما عبر بعضهم بصراحة عن عدم الحاجة إلى «ميثاق الشرف»، أكد بعض المنتدين ضرورة تشكيل لجنة مصغرة من الصحافيين لصوغ القانون تمهيدا لعرضه على الجسم الصحافي ككل، إلا أن أفكارا أخرى عرضت أثناء الحوار، مثل: ضرورة وجود قانون صحافة متقدم، إضافة إلى جسم صحافي يدافع عن هموم الصحافيين أو ملتقى لتجمع الصحافيين لمناقشة شئونهم الصحافية، شأنهم في ذلك شأن بقية الكيانات المهنية الأخرى.

وبرزت أثناء الحوار تخوفات من أن تكون وراء هذا الميثاق دعوات إلى التراجع عن المكتسبات الصحافية، وأهمها حرية التعبير، إذ أكد بعض المنتدين أن أجواء التنافس وخصوصا على أخبار الصفحة الأولى كانت سببا وراء الدعوة إلى «الميثاق»، داعين إلى أن يوجد «الميثاق» أخلاقيات تحكم العلاقة بين الصحف أكثر من التدخل فيما يجب على الصحيفة أن تلتزم به من وجهة نظر صحيفة أخرى.

يبدو أن الوضع الاجتماعي والسياسي يحتاج إلى إعادة ترتيب، وهناك تناقضات واضحة نعيشها منذ فترة الإصلاح، ومساحة حرية التعبير تتضخم خارج دائرة الصحف الثلاث، وهذه أمور دخلت بشكل مفاجئ من دون ترتيب مسبق، وبإسقاطات حادة تجبرك كصحيفة أو صحافي على موقف أو اتجاه معين، والسؤال: هل يمكن في ظل التباين في معالجة الصحف الثلاث لهذه القضايا وضع ميثاق شرف أم ان الحاجة قبل ذلك إلى تأسيس مفاهيم حرية التعبير؟

- أحمد كمال: ميثاق الشرف لا مكان له من الإعراب لوجود قانون ووجود عرف، وهناك صحف، وفي سبق من حلقات عن واقع الصحافة، انتقدتم الشعور بالولاء والانتماء إلى الصحيفة، وفي نظري يجب أن يكون هناك ولاء وانتماء إلى الصحيفة، فأية صحيفة تعمل بها يجب أن تحس بأنك منتم إليها، وكل تصرفاتك يجب أن تدل على ذلك، والسؤال: لماذا مثلا تنجح الشركات في اليابان؟ لأن كل موظفيها يحسون بالانتماء إليها، فإذا لن تشعر بالانتماء، لن تستطيع العمل والعطاء والإنتاج.

- فوزية رشيد: سؤالك حسبما فهمت يشير إلى وجود آراء مختلفة، في أرضية تناقضات في الآراء والتوجهات أحيانا في الصحف الثلاث، فكيف يمكن وضع ميثاق شرف في ظل التوجهات المتباينة والتنافر؟ هذا السؤال أعتبره مهما، وللجواب عليه، يمكن تأكيد ضرورة أن يكون الاختلاف لمراكمة الحصيلة النهائية للمعرفة الأخيرة التي نريدها، فكلنا متفقون على الإصلاح، والصحف الثلاث متفقة على ذلك أيضا، ولكن، ما الاختلافات على الإصلاح المطلوب؟، هذا أمر فيه وجهات نظر مختلفة، وبالتالي يجب أن يصب ميثاق الشرف في أن تكون جميع وجهات النظر المختلفة تصب في مصب الإصلاح وتؤكده ولا تناقضه أو تنفيه.

إذا كنا متفقين على عنوان رئيسي مثلا وهو «الوحدة الوطنية» وهناك اختلاف على الرؤية للوحدة الوطنية، كأن يراها كتّاب صحيفة من رؤية مختلفة، فإن من واجبات ميثاق الشرف تأكيد أن توجه كل صحيفة، على رغم اختلافها، لا يصب فيما يفتت الوحدة الوطنية، وإنما فيما يعززها ويؤكدها.

عنوان آخر يمكن تأكيده في ميثاق الشرف «فإذا كان انتماء البحرين عربيا قوميا إسلاميا» وبالتالي فإن القومية والدين والانتماء الوطني يجب أن تكون ثوابت، وكل ما يضرب في هذه العناوين الرئيسية يجب أن يناقش بين الصحف، بأن توضع نقاط محددة ومقننة بما لا يضرب في هذه العناوين، فأنا لا يسعدني، في الوقت الذي تكون فيه هجمة على العرب والعروبة والقومية، تشجيع كتاب على ضرب الانتماء العربي، كذلك في الوقت الذي أجد فيه هجمة عالمية خطيرة على الدين الإسلامي، وهو دين هذا البلد وهذا الشعب، نجد من يحاول بطريقة ضرب هذا العنوان.

- كمال: الاختلاف ليس في وجهات النظر وإنما في الآليات والأساليب، فكل صحيفة تكون فيها العناوين الرئيسية واحدة وهي «الوطن، الدين، القومية»، ولكن كيف تتناولها الصحف؟، هنا الاختلاف.

يبقى السؤال: في ظل وجود هذه التناقضات والاختلاف عليها، هل توجد حاجة إلى تأسيسات قبْلية لمفاهيم مثل الإصلاح، الديمقراطية وحرية التعبير قبل الحديث عن ميثاق الشرف؟ فمفهوم الإصلاح عند البعض أن أضرب هذا التوجه لأنه بحسب ادعائي مخالف للقانون.

- قاسم حسين: سبب الاختلاف في التوجهات هو كون هذه التوجهات مفروضة من الأعلى ومثل ذلك ميثاق الشرف، والواقع انه يجب التأكيد - كما قال كمال - على أن يأتي ميثاق الشرف من القاعدة، ويناقش ويتبلور في القاعدة، فليس من المعقول ان يناقش الموضوع في غياب أصحاب الشأن.

- رشيد: ما أراه هو ضرورة البحث في كيفية الجمع بين القيادة والقاعدة في الجسم الصحافي.

هناك خشية حتى في داخل الجسم الصحافي نفسه من أن تقدم تنازلات على مستوى حرية التعبير بسبب تناقض التوجهات؟

- رشيد: يجب أن يكون في ميثاق الشرف الصحافي اجتماعات دورية، ويجب أن يكون هناك حوار مشترك بين رئاسة التحرير والصحافيين، كمقدمة لاجتماع رؤساء التحرير مع بعضهم بعضا، بحيث يكونون مدركين لآراء الصحافيين، فلا تتخذ القرارات بشكل فوقي، وأخيرا يجب أن يكون ميثاق الشرف معتمدا على نقابة الصحافيين على رغم كونها لم تخرج بعد إلى النور، بمعنى أن تكون نقابة الصحافيين أرضية تعتمد عليها الصحف في إصدار ميثاق الشرف.

- كمال: لا علاقة لميثاق الشرف بنقابة الصحافيين.

نقابة الصحافيين لديها ميثاق شرف مكتوب؟

- رشيد: يجب أن يكون هناك تعاون، لأن النقابة تعد من القاعدة.

- ريم خليفة: فكرة الميثاق أساسا لم تأت إلا بعد وجود جو من التنافس الصحافي، فقبل الانفتاح لم يكن أحد يفكر في ميثاق الشرف، فالتغييرات التي حصلت على كتابة الخبر ليس هي المشجع على ميثاق الشرف لوحدها، وإنما حركة سوق الإعلانات والمعايير التجارية والإعلانية تشجع على طرح ميثاق الشرف، لأن في النهاية كل الصحف تتحكم في حركة السوق، كما أن الكاتب الذي سيكتب في صحيفة ما، سيفرض شروطه على الصحيفة، لأن المعايير مع مرور الوقت ستكون تجارية، فالكاتب فيما سبق كان يخضع لقرارات سياسية معينة، أما الآن، فالوضع يختلف تماما، ولهذا هبط مستوى كاتب الرأي في ذلك الوقت.

نقطة أخرى: ما ذكرته رشيد من نقاط أمور مهمة، لكن يجب ألا يصدر رؤساء التحرير قرارات فوقية، ونتناسى الكوادر الصحافية الأخرى، فمثلا نحن نطرح «ميثاق الشرف» في منتدى، والمفترض أن كل الجسم الصحافي يشارك في هذا المنتدى بثقله، ومثل ذلك في انتخابات نقابة الصحافيين، كان المفترض أن يشارك الجسم الصحافي بكامله في تشكيل هذه النقابة، والواضح: أن هناك خللا داخل الوسط الصحافي، وكان من المفترض مواجهة بعضنا بعضا بهذا الخلل، ومشكلة الرعيل الأول من الصحافيين في البحرين - ولا أريد اتهامه كله - يرى أنهم على صح، وباقي الصحافيين على خطأ، والمطلوب هو المواجهة والمصارحة، لأن رؤساء التحرير سيفكرون في الجانب التجاري، وعلينا كصحافيين أن نفكر في الجانب التحريري، وأن نفكر كيف نجود ونطور العمل الصحافي في البحرين، فنحن كصحافيين لابد أن يكون لدينا صوت، وهذا الصوت غير مسموع لعدم وجود جسم صحافي.

- قاسم حسين: نحن كمجتمع لسنا معتادين على التشاور وتبادل الآراء، ورؤساء التحرير لم يخرجوا عن هذه المعادلة، فهم أنفسهم يجتمعون ويتفقون، ليملوا ما يريدون، ويوجهوا الآخرين كيفما شاءوا، وكان المفترض أن يتشاور كل رئيس تحرير مع الطاقم الموجود لديه، ليكون الجميع في الصورة.

- أحمد كمال: أتمنى أن يقوم اثنان أو ثلاثة صحافيين بكتابة «ميثاق الشرف»، ثم يتم توزيعه على الجسم الصحافي، ويدعى إلى اجتماع عام لمناقشة الموضوع، فلن يقوم صحافي لوحده بعمل الميثاق.

- رشيد: الصحافة البحرينية ليس فيها عمل مؤسساتي، وإنما هناك استفراد في القرار، فأنا كصحافية لم أدعَ ولو لمرة واحدة الى اجتماع للسؤال عن رأيي في أوضاع معينة، وكيف يمكن مواجهة الكثير من الظروف، وكما قال قاسم حسين، فليس هناك عدم تشاور فقط، وإنما حتى التحاور معنا لا يوجد، فهناك إملاءات يخضع لها الصحافي بطريقة أو بأخرى، وهناك تقتير في تقييم الكوادر الموجودة، إذ لا يوجد تقدير لا فكري ولا معنوي ولا مادي، فوجود «ميثاق الشرف» معناه أن يكون العمل الصحافي عملا مؤسساتيا مثل كل الصحف الكبرى، فما ذكره كمال بشأن إحساس الصحافي بانتمائه الى الصحيفة يأتي من التقدير الفكري والمعنوي والمادي، لتكون الصلة بيني وبين الصحيفة عميقة، فإذا لم توجد هذه الأمور، فعن أي ميثاق شرف نتحدث؟

بهذه الطريقة، ميثاق الشرف سيكون عبارة عن مجموعة آراء تملى من رؤساء التحرير على الصحافيين، وتنشب خلافات فيما بينهم لعدم وجود العمل المؤسساتي وغلبة الطابع الفردي حتى في وضع المعايير المهنية للصحافة.

من كل هذا الكلام الجميل الذي سمعناه، يبدو أن الجسم الصحافي بحاجة إلى خطوات ابتدائية لإقرار ميثاق شرف متفق عليه، ما الخطوات التي يمكن أن تكون مقدمة لطرح ميثاق الشرف؟

- كمال: نحن نتعب أنفسنا ونضع ميثاق شرف، والواقع أن المواثيق العربية كثيرة، وليس آخرها ميثاق الجامعة العربية غير المطبق، ومثل ذلك بعد اجتماعات وزراء الإعلام، يظهر عادة ميثاق الشرف الإعلامي، غير أن الواقع يعكس خلاف كل هذه المواثيق، فالمسلسلات التي تشتريها الدول الخليجية من مصر، يتم الاتفاق أثناء الاجتماعات - وحضرت بعضها - على أن تعرض دولة مسلسلا معينا، وتعرض دولة أخرى مسلسلا آخر، وبعد فض الاجتماعات، تشتري وزارة الإعلام كل هذه المسلسلات من موازنتها، لتعرضها جميع القنوات في وقت واحد.

هل تقصد عدم وجود معايير للالتزام بميثاق شرف؟

- في رأيي ينبغي أن تشكل لجنة مصغرة تقوم بعمل مشروع «ميثاق» ليعرض على الجسم الصحافي ككل، ويجب أن يطلق من القاعدة وليس من الأعلى، ويوافق عليه رؤساء التحرير.

هل لجوء رؤساء التحرير إلى ميثاق الشرف، سببه تخلف قانون الصحافة؟ ولو وجد قانون صحافة متوافق عليه، هل توجد حاجة للميثاق؟

- كمال: حتى لو تم إنجاز ميثاق الشرف فإن التنافس بين الصحف سيظل قائما، ولن تستطيع منع التنافس والتناقض لوجود توجه إعلامي وإعلاني في الوقت نفسه.

المقصود أن توجد معايير قبل الميثاق، ففي مصر مثلا توجد جهة تراقب الصحف هناك، من حيث المادة الخبرية، والأخطاء المهنية، فما حدث أخيرا من التشهير بأحد المواطنين بشكل فاضح، لم يكن ينبغي للصحافة أن تقوم به لو كانت ملتزمة بأخلاقيات المهنة، واتفق رؤساء التحرير حين اجتماعهم على هذا البند تحديدا.

- كمال: حدثت لي مشكلة مع صحيفة إنجليزية ملحقة بإحدى الصحف المحلية، إذ كان يصر المحرر على وضع اسم أي شخص متهم بجريمة معينة قبل انتهاء التحقيق، فأكدت له عدم جواز ذلك، وسألته: إن كان ذلك يحدث في بلده (بريطانيا) أم لا، فأجاب: لا. فالتشهير بالأسماء معناه الإضرار بالعوائل التي تنتمي إليها هذه الأسماء، حتى لو كانت هذه الأسماء متجاوزة ومخالفة للقانون.

بشأن قانون الصحافة وميثاق الشرف، في اعتقادي أنه لو كان هناك قانون صحافي متقدم، ويستوفي ما تتطلبه الصحافة في ظل الإصلاح والديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الإنسان الصحافي بصفته الإنسان، لاستطاع أن يفي بكل النقاط والبنود، بما في ذلك العلاقة بين الصحف نفسها والكوادر الصحافية، سواء كانوا رؤساء تحرير أو عاملين، بما يؤسس بشكل غير مباشر لـ «ميثاق شرف»، ولكن في ظل غياب قانون صحافي حقيقي، يصبح مطلب «ميثاق الشرف» ضرورة لسد بعض الثغرات غير المكفولة من المشرع تجاه الواقع الصحافي ومتطلباته.

- كمال: ميثاق الشرف لا علاقة له بالقانون، وإنما ميثاق الشرف ينظم العلاقة بين أفراد الجسم الصحافي.

- رشيد: أعتقد أن ميثاق الشرف يجب أن يكون جزءا من جوهر وروح القوانين المتطورة التي تراعي الصحافي.

أما عن الأمور الابتدائية قبل ميثاق الشرف، فقناعتي أنني لا أثق لا في الاتفاقات ولا المواثيق التي توضع، فميثاق الشرف يكون كتابيا من أفضل ما يكون، ولكن الواقع يجري على حسب مشتهيات رؤساء التحرير، وبالتالي: فلو كان هناك قانون متقدم، ونقابة صحافيين تدافع عن الجسم الصحافي، لكان ميثاق الشرف تحصيل حاصل.

- كمال: أدعو إلى الاهتمام بالجسم الصحافي وعلاقاته مع بعضه بعضا، بأن يجتمع الصحافيون في ناد للحوار والنقاش وترطيب العلاقة فيما بينهم.

- ريم خليفة: يمكن تشبيه الميثاق بِقَسَم الطبيب، فالمعايير المهنية تلزم الجسم الصحافي ككل، وفي الوقت نفسه، كما أؤكد ضرورة وجود جسم صحافي سواء كانت نقابة أو جمعية لتبادل هموم المهنة، فالجميع من أطباء ومهندسين ومحامين لديهم مقراتهم التي يجتمعون فيها لمناقشة همومهم، فلماذا نتخلف عنهم نحن الصحافيين؟، يبدو أن الصحافيين أصبحوا «منبوذين» و«مهمشين»، وفي الفترة السابقة كان الصحافي يشبه المستخدم (الفراش).

أما الآن فينظر الى الصحافي بشكل مختلف نتيجة التغييرات السياسية والاقتصادية والإصلاحات التي حصلت في البلد، ونتيجة حركة التنافس الموجودة والصحف، فكم يشعر الصحافي بالاستياء لتطور الصحافة في البلدان الشقيقة، في حين يبقى الحال الصحافي على ما هو عليه الآن، والواقع أن كل شيء عندنا متأخر، فحتى حينما عينت لدينا وزيرة، كنا ثالث بلد في دول الخليج، ويراد أن يقنعونا بأننا أول بلد في كل شيء، وبكل أمانة نحن متأخرون، وأكرر أن الميثاق لم يطرح إلا بسبب جو التنافس.

إضافة إلى ذلك، إذا غاب القانون المنصف للصحافي، وأصبحت المؤسسة الصحافية لا تعترف به، ولا تقدر قيمة المجهود الذي يبذله للحصول على الأخبار، وأصبح التعامل معه على أساس كونه مستخدما، يقوم بعمل علاقات عامة لاستخراج الخبر الصحافي بما يخدم الإدارة الفوقية في المؤسسة المعنية، وهذه مفاهيم تغيرت، لأن رؤساء التحرير اكتشفوا أن هناك عملا صحافيا فعليا، وأجواء تنافس حقيقية، وبين قوسين الصحافي البحريني كان «مستعبدا» لفترة طويلة، والوقت حان لكي تعي هذه المؤسسات والجهات الرسمية الموجودة في البلد أن الصحافي سلطة رابعة.

- قاسم حسين: الخوف أن يكون الميثاق المطروح كله من أجل وضع العراقيل أمام المنجزات التي تحققت في الصحافة، بهدف الرجوع إلى الوراء، فدعوا الصحافيين يكتبون ويعبرون عن آرائهم وفق الضوابط الصحافية، فقد شبعنا من قانون أمن الدولة، ومما ترشح عن اجتماعات رؤساء التحرير 90 في المئة منه حديث عن أخبار الصفحة الأولى وآلية إدارتها، فإذا تم الالتفاف على هذا المكتسب، سنرجع إلى الخانة الأولى، أي التغطيات والإملاءات السابقة نفسها، وستخرج لنا الصحف الأربع أو الخمس بالافتتاحية والتوجيهات والصور نفسها. وفي قناعتي ان الصحافيين غير ناقصين، والناس واعون أيضا، العملة الرديئة ستخرج من السوق، والصحافي الملتزم صاحب الموقف ستقرؤه الناس، وأنت بعد قراءة لمرتين أو ثلاث لأي اسم جديد في الساحة الصحافية، وعدم الإعجاب بكتابته، لن تعود تنخدع به أو تقرأه مرة أخرى.

يبقى السؤال: هل هذه سياسة مجموع الصحف المحلية أم سياسة كل صحيفة على حدة؟

- قاسم حسين: هذه سياسة الصحيفة، وليست سياسة جماعية للصحف المحلية. ليس الخوف من المبتدئين وانما من محاولات الالتفاف على ما تحقق من هامش حرية، والعودة إلى مربع فرض الأوامر والتوجيهات والتدخل في الأداء الصحافي وما يعنيه ذلك من حجب المعلومات والأخبار ومنع القاريء من معرفة الحقائق في عصر الانفتاح.

- رشيد: في قناعتي أن ميثاق الشرف يعني وجود أخلاقيات تحكم العلاقة بين الصحف أكثر من كونه ميثاقا للتدخل فيما يجب على الصحيفة أن تلتزم به من وجهة نظر صحيفة أخرى، فهذا أمر غير صحيح، وفي وجهة نظري أن رؤساء التحرير حينما اجتمعوا، كان كل فرد فيهم يمثل نفسه، أكثر من تمثيله لمجموعته الصحافية

العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً