ينتظر الأخطبوط الأحمر (41 نقطة) وجماهيره بفارغ من الصبر الكبير إشارة إلى الضوء الأخضر لتجاوز محطة الأسبوع (16) من الدوري الممتاز عندما يحقق نقطة الفرج على أقل تقدير ليُعلن رسميا بطلا للدوري قبل انتهائه بأسبوعين وذلك عندما يلعب أمام السفينة الزرقاء (البسيتين) (16 نقطة) في تمام الساعة 5,30 مساء بينما يختتم الأسبوع بلقاء الساحل (10 نقاط) مع الرفاع (32 نقطة) في الساعة 7,30 مساء والمباراتان على استاد مدينة عيسى.
تتجه الأنظار المتابعة للدوري لمباراة المحرق مع البسيتين وذلك لأهميتها من عدة نواحٍ، منها تحديد حامل اللقب أو تأجيله والأحمر يحتاج فقط إلى نقطة واحدة لتفرج له أمانيه ويأمن معانقته للقب وتهدأ نفسيته التي ستكون ومن دون شك مضغوطة ومشحونة حتى يتحقق الأمر الذي جاء من أجله، وأما البسيتين فلن يهدأ له بال إلا عند الفوز الذي ينتظره أيضا بفارغ الصبر لكي يستطيع أن يقترب من المربع ورفع الحال المعنوية لمباراة نهائي كأس الملك والفريق في قمّة حالته النفسية بعد الإطاحة بالرفاع في الدوري قبل النهائي ولكن ضريبة تأهله إلى هذا النهائي سيقدمه هذا اليوم إلا إذا استطاع أن يوازن بين المهمتين.
الأحمر لن يدع الفرصة تفوته ولن يجعل الأزرق يقف في طريقه ويسعى إلى أن ينهي مشواره في الدوري خاليا من الخسارة وأن يؤكد نواياه بالفوز ولن يلعب من أجل النقطة التي تكفيه للقب ولا نسوق هذا الكلام جزافا بل لمعرفتنا بتاريخ الأحمر البطولي وبعناصر النجومية المتميزة الذين يأبون ألا يلعبوا بورقةٍ واحدة فقط ولديهم الخيار الأفضل وهو الفوز ولأن المجازفة في اتخاذ الأسلوب الذي يقودك إلى النقطة قد يقعك في المحظور وتخسر ما كنت تصبو إليه ولذلك اليوم من المنتظر ومن المتوقع حضورا جماهيريا غفيرا وخصوصا من جانب الأحمر الذي يريد أن يزف فريقه إلى عراد بفرحة الفوز والبطولة ولكن مع يقيننا بالمقدرة الفنية لنجوم المحرق بتجاوز هذه المهمة إلا أن نجوم البسيتين أيضا لديهم القدرات الفنية والخبرة الكافية في تجاوز مهمة الأحمر، فالسفينة مازالت مبحرة بنجاح ومازالت قيادتها تحسن السير في لج الأمواج المتلاطمة وانتشالها إلى بر الأمان فلذلك لن يكون البسيتين طُعما سهلا بل سيواجه المحرق صعوبة بالغة في اجتياز الأزرق الذي يمتلك عناصرا لها تاريخها الكروي في الملاعب المحلية وهو يريد بذلك ضرب عصفورين بحجر من خلال الفوز، إذ يسعى إلى إلحاق المحرق بأول خسارة وتأجيل اللقب إلى الأسابيع المقبلة ليشعل الدوري من جديد، والأمر الآخر يسعى إلى الفوز لرفع الحال المعنوية لتساعده في مباراة الكأس وهو أيضا لن يدع الفرصة تفوته من دون استثمارها فمازال هو في دائرة الخطر ما لم يحرّك ساكنا لانقاذ نفسه وإن كانت المهمة صعبة ولكن تبقى العملية في العطاء المبذول داخل المستطيل الأخضر فهل يعلنها المحرق لنفسه بطلا متوجا قبل انتهاء الدوري بأسبوعين، أم يحمل الأزرق راية التحدي لنفسه ويؤجل البطل إلى الأسابيع المقبلة؟.
وفي المباراة الثانية التي تجمع الساحل مع الرفاع في مباراة ينظر إليها أبناء الساحل إلى أنها قتالية وكفاحية من أجل نجدته من الغرق الذي هو فيه وكل مباراة تأتيه هي بمثابة الروح في الجسد ولذلك وإن كانت مهمته صعبة للغاية لكونه سيلاقي فريقا لن يتهاون في حصد النقاط الثلاث ولا حتى في الخيال وهو ينتظر أمرا ما قد يعيد الحسابات الفنية له وخصوصا مباراة المحرق مع البسيتين اليوم فلو فتحت له الأبواب للدخول فيها فمن المستحيل أن يلعب السماوي من غير هويته المعتادة وستضاعف الروح لبلوغ الهدف بينما ستكون مهمة الساحل كما قلنا صعبة من أجل انتشال نفسه من هذه المأزق الذي يترتب عليه العودة مرة أخرى إلى حيث أتى وهل يُصلح العطار ما أفسده الدهر...
والأمور التي عطّلت الفريق من الثبات بعدما كان جيدا في القسم الأول يعلمها المسئولون في النادي والقائمون على الفريق فلابد من معالجة سريعة وانقاذ طارئ للفريق لانتزاعه من هذا الوضع الحرج مع يقيننا أن الفريق لديه إمكانات فنية يستطيع بها أن يتجاوز مرحلة الخطر ولكن لم تستثمر هذه الأمور، فعليه اليوم حصد نقطة على أقل تقدير وتحقيق الفوز في مباراته المقبلة أمام النجمة لعل وعسى أن يهرب من خطر الهبوط بينما يسعى السماوي إلى النقاط الثلاث ولن يفكر بنقطة حتى ولو حسمت البطولة، فالسماوي لديه تاريخ بطولي يأبى معها أن يكون عرضة لمثل هذه المواقف
العدد 616 - الخميس 13 مايو 2004م الموافق 23 ربيع الاول 1425هـ