قررت قيادة القوات الأميركية في العراق تجنيد مقاتلين من ميليشيات خمسة أحزاب شيعية وأفراد من العشائر العراقية في الجنوب لحماية المؤسسات الأمنية ودوائر الدولة وبعض المرافق الأخرى.
وهذه الأحزاب هي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني وحزب الدعوة الإسلامي وحزب الله العراقي، وهذه الأحزاب جميعها تشارك في مجلس الحكم العراقي، وتتعاون مع سلطة التحالف والحاكم المدني الأميركي بول بريمر. واجتمع قائد الفرقة الأولى المدرعة مارتن ديمبسي مع ممثلي هذه الأحزاب، إذ أبلغهم بقرار القيادة المركزية لقوات التحالف بتجنيد أفراد من هذه الأحزاب وكذلك مقاتلين من العشائر العراقية التي لها حضور في الجنوب، للقيام بمهمة حماية الأوضاع والمؤسسات الأمنية بجنب قوات الاحتلال، بدءا من اليوم الذي تنتقل فيه السيادة للعراقيين يوم 30 يونيو/ حزيران المقبل.
وأبدى مارتن ديمبسي تخوفه من أن يتحول هذا الأمر إلى مشكلة، إذ إن أفراد العشائر لا يمكن أن يتخلوا عن التزامهم بأوامر شيوخهم، في حين أن أفراد الأحزاب لابد أن يلتزموا بتوجيهات أحزابهم، ما سيؤدي ذلك إلى حدوث تصادمات في حال اختلاف التقديرات بين هذه الجهات.
ولكن ديمبسي أشار إلى كل التشكيلات العسكرية التي ستظهر بعد تسليم السلطة للعراقيين ستعمل ضمن وحدة الدفاع المدني، وأن هذه الوحدة التي تعمل حاليا بحجم 340 عنصرا ستصبح بدءا من يونيو نحو 1500 عنصر، وسيلتحقون بفترة تدريب تستغرق بضعة أسابيع قبل الانخراط في عملهم.
وتشكك بعض المصادر العراقية في نوايا قوات التحالف في تكليف ميليشيات الأحزاب والعشائر العراقية في الجنوب بمثل هذه المهمات، إذ تقول إن غاية قوات الاحتلال ضمان سلامة قواتها، ونقل المعركة إلى العراقيين، وربما تفكر هذه القوات بأكثر من حدود تلك الرغبة، وهذا الشكل موضع خطر أكيد في المستقبل، إذ تقسم العراق تحت سيطرة ثلاث جهات، فالجنوب يخضع لقيادات الأحزاب الشيعية والشمال يخضع لقيادة الأحزاب الكردية والوسط ربما يخضع لقيادة الأحزاب السنية، وهي بذلك تكرس الانشقاق الطائفي والقومي مستقبلا
العدد 616 - الخميس 13 مايو 2004م الموافق 23 ربيع الاول 1425هـ