العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ

مقتل 6 إسرائيليين... واتفاق على تسليم الأشلاء

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

12 مايو 2004

توحلت «إسرائيل» أمس كثيرا في مستنقع قطاع غزة بعد تنفيذ حركة الجهاد الإسلامي عملية تفجير لدبابة إسرائيلية أخرى في معبر رفح بالقرب من الحدود مع مصر أسفرت عن مقتل 6 جنود إسرائيليين واحتفظت بأشلائهم أيضا كما فعلت بأشلاء الجنود الإسرائيليين الستة الذين قتلوا أمس الأول. في غضون ذلك كثفت مروحيات الاحتلال من غاراتها ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين. وكانت الجهاد الإسلامي أعلنت التوصل إلى اتفاق رعته السلطة الفلسطينية ومصر تنسحب بموجبه «إسرائيل» من حي الزيتون وتسلم جثث فلسطينيين محتجزة لديها مقابل تسليم أشلاء الجنود الإسرائيليين.

سياسيا أدى مقتل الجنود الإسرائيليين في القطاع واختفاء أشلائهم إلى تأجيج الجدل في «إسرائيل» بشأن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة وكذلك بشأن فاعلية العمليات البرية في هذا القطاع.


مقتل خمسة جنود إسرائيليين آخرين واستشهاد أربعة فلسطينيين

اتفاق لتسليم أشلاء الجنود مقابل الانسحاب وتسليم جثث فلسطينيين

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

أعلن مسئول في حركة «الجهاد الإسلامي» أمس أنه تم التوصل إلى اتفاق بين حركة الجهاد الإسلامي وكتائب «شهداء الأقصى» من جهة بواسطة السلطة الفلسطينية ومصر تنسحب بموجبه «إسرائيل» من حي الزيتون وتسلم جثث فلسطينيين محتجزة لديها مقابل تسليم أشلاء الجنود الإسرائيليين. في غضون ذلك، قُتل خمسة جنود إسرائيليين في رفح خلال تفجير دبابتهم، واستشهد أربعة فلسطينيين وأصيب العشرات في غارات نفذتها مروحيات الاحتلال الإسرائيلي على حي الزيتون في غزة أمس، بينما قصفت زوارق وطرادات حربية إسرائيلية بالرشاشات الثقيلة مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة والطريق الساحلي.

وقال القيادي في حركة الجهاد خضر حبيب لوكالة «فرانس برس» إنه «بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة السلطة الفلسطينية والإخوة المصريين سينفذ في الساعات القليلة المقبلة ستنسحب «إسرائيل» من حي الزيتون في غزة وتسلم جثث شهداء فلسطينيين تحتجز جثامينهم منذ عدة ساعات» من دون ان يذكر عددها. وأضاف انه «إذا التزمت «إسرائيل» (بالاتفاق) سيتم تسليم أشلاء الجنود الإسرائيليين التي تحتفظ بها سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد) وكتائب الأقصى بعد العملية التي نفذتها سرايا القدس بتفجير الدبابة ومقتل الجنود الستة» موضحا أن الأشلاء هي عبارة عن «راس احد الجنود الإسرائيليين وأشلاء أخرى».

وعلى رغم انه لم يتحدث عن آلية تنفيذ الاتفاق، إلا انه قال «ربما يتم تنفيذ هذا الاتفاق الذي جاء بعد مشاورات ومفاوضات في ساعات مساء اليوم (أمس)» من جهة ثانية أكد بيان تلقت الوكالة نسخة منه أعلنت «سرايا القدس» «مسئوليتها الكاملة عن تفجير الدبابة الصهيونية أمس الأول ومقتل من فيها في معركة الزيتون البطولية». وأشار البيان إلى ان «سرايا القدس» «تؤكد وجود بعض أشلاء الجنود (...) وشاهد العالم الشريط المصور الذي وزعته السرايا وهو يكشف بعض المعلومات وتتحفظ السرايا عن الباقي لضرورات أمنية». كما أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أيضا مسئوليتها عن تفجير دبابة قرب بوابة صلاح الدين في معبر رفح على الحدود مع مصر أمس وأسفر عن قتل خمسة جنود إسرائيليين احتفظت بأشلاء أحدهم وحلقت الطائرات الإسرائيلية فوق رفح تحليقا مكثفا واستشهد أربعة فلسطينيين وأصيب العشرات في غارات نفذتها تلك الطائرات على حي الزيتون في غزة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن عدة منازل أصيبت بالصواريخ الإسرائيلية وأن من بين الجرحى رضيعين وسيدتين. وأوضحت المصادر أن 22 مصابا نُقلوا إلى المستشفيات جراء القصف الأخير. وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات إسرائيلية وعناصر المقاومة الفلسطينية في محيط مسجد حسن البنا في حي الزيتون. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن زوارق وطرادات حربية إسرائيلية قصفت بالرشاشات الثقيلة مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة والطريق الساحلي.

وأفادت مديرية الأمن العام في غزة بأن زوارق بحرية إسرائيلية شرعت في إطلاق نيران رشاشاتها تجاه منازل الفلسطينيين في المخيم شمال غرب المدينة. وذكر شهود أن ثلاثة زوارق بحرية تقدمت تجاه الشاطئ على أطراف المخيم وأطلقت النار«بشكل عشوائي وكثيف تجاه منازل المواطنين في المخيم من دون مبرر».

وقالت مصادر في قوات البحرية الفلسطينية إن الزوارق الحربية قصفت موقعا لقوات الأمن الفلسطيني قرب منطقة الشيخ عجلين على الطريق الساحلي. وعزلت قوات الاحتلال قطاع غزة عن العالم بعد أن أغلقت معابر صوفا ورفح وبيت حانون «ايرز» والطريق الساحلية وطريق أبو هولي المطاحن ومفترق الشهداء جنوبي مدينة غزة. كما فرضت حصارا بحريا على شواطئ القطاع وطلبت من جميع الصيادين الخروج من البحر و طاردتهم وأجبرتهم على الخروج إلى الشاطئ. وبالإضافة إلى ذلك أغلقت قوات الاحتلال حاجز التفاح المنفذ الوحيد لاهإلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

سياسيا، أدى مقتل الجنود الإسرائيليين الستة أمس الأول إلى تأجيج الجدل في «إسرائيل» بشأن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة وكذلك بشأن فاعلية العمليات البرية في هذا القطاع. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن «مسئولين عسكريين كبار» أنهم يواجهون صعوبة في فهم منطق شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز اللذين يرسلان جنودا إلى قطاع غزة ويؤكدان في الوقت نفسه انه «ليس للجيش أي شيء يفعله في هذه المنطقة». وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين تؤيد الانسحاب من غزة. وتجري وسائل الإعلام الإسرائيلية مقارنة بين قطاع غزة وجنوب لبنان الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي العام 2000 بعد 22 عاما من الاحتلال. ويقول ناحوم بارنيا في صحيفة «يديعوت احرونوت» «بالنسبة لقسم كبير من الشعب الإسرائيلي فان قطاع غزة تحول إلى لبنان»

العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً