أعلن الزعيم الشاب السيدمقتدى الصدر في النجف أمس انه لن يحل ميليشيا «جيش المهدي» من دون طلب من المرجعيات الدينية، وأكد أنه سيواصل القتال ضد القوات الأميركية. واتفقت أطراف المفاوضات على سبعة بنود أهمها تحويل «الجيش» إلى تنظيم سياسي غير مسلح وتأجيل محاكمة الصدر في قضية مقتل «الخوئي» وتشكيل محاكمات من قبل المرجعية الدينية، ونالت تلك البنود موافقة المرجع الديني آية الله السيدعلي السيستاني.
ميدانيا قتل 25 مقاتلا من أنصار الصدر في مواجهات دامية مع الاحتلال في كربلاء، فيما أعلن مثول شخصين جديدين أمام المحكمة العرفية العسكرية بتهمة إساءة معاملة سجناء أبوغريب، وحققت السلطات الأميركية في خطف الأميركي نيكولاس بيرغ الذي أظهر شريط مصور عملية قطع رأسه، ودان البيت الأبيض قتله، وقال «من المهم أن ننهي مهمتنا في العراق وألا نرضخ أمام إرهابيين يستخفون بالأرواح البريئة».
ونفى رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم أن تكون هناك نية لتشكيل حكومة تكنوقراط في 30 يونيو/ حزيران المقبل، وأكدت مصادر مطلعة لـ«الوسط» أن الإدارة الأميركية طلبت من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تضمين قائمة الحكومة بعض المرشحين من قبل المجلس لإحداث توازن بين شريحتي التكنوقراط والسياسيين.
عمَّان، عواصم - حسين دعسة، وكالات
شهدت كربلاء أمس مواجهات دامية بين «جيش المهدي» وجنود الاحتلال أسفرت عن وقوع 25 عراقيا وحذرت إيران من المساس بالمقدسات فيما اتفقت أطراف المفاوضات بين ممثلي العشائر من النجف وممثلي السيد مقتدى الصدر على تحويل «جيش المهدي» إلى تنظيم سياسي غير مسلح وإدماج «فيلق بدر» و«المهدي» في قوة للحفاظ على الأمن. سياسيا سلمت قوات الاحتلال وزارة الخارجية إلى العراقيين قبيل نقل السلطة في نهاية 30 يونيو/ حزيران المقبل، وذكرت أنباء صحافية أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن بحثوا سريا تفويض دولي يخول بقاء الاحتلال بعد نقل السلطة.
ولقي 25 من عناصر «جيش المهدي» مصرعهم في مواجهات مع الأميركان في كربلاء، وأكد مدير مستشفى أن من بين المصابين إيرانيين، وقالت قناة «العربية» إن القوات الأميركية تحاصر أكثر من مئة من «جيش المهدي»، كما شوهدت دبابتان أميركيتان مدمرتان. وذكر تلفزيون «سي إن إن» أن سبعة جنود من قوات التحالف أصيبوا.
ومن جهة أخرى قُتل عنصر من قوات الدفاع المدني العراقي وأصيب آخر بجروح برصاص مجهولين قرب بعقوبة، كما أصيب عراقي آخر بانفجار عبوة ناسفة وسط البصرة. إلى ذلك قال مدير أمن السليمانية دانا ماجد إن قوات الأمن الكردية اعتقلت 30 عضوا من «أنصار الإسلام».
كما لقي خمسة عراقيين مصرعهم في انفجار لغم بكركوك، وأحبطت محاولة لتفجير إحدى البنايات التي توجد فيها روضة أطفال. كما قُتل أربعة فلبينيين في هجوم بالهاون شمال بغداد، وقُتل جندي أميركي غرب العراق.
سياسيا دعا رؤساء المجالس البرلمانية في الدول المحيطة بالعراق في اجتماعهم الذي بدأ أعماله في عمَّان أمس إلى إنشاء عراق ديمقراطي بتعددية سياسية، وجاء في البيان الختامي ان هناك ضرورة ملحة لعقد مؤتمر وطني عراقي برعاية الأمم المتحدة يضم ممثلين عن جميع التوجهات السياسية في العراق، وتجنب مسودة المشروع إدانة الاحتلال أو المطالبة بزواله. ووصل الزعيم الديني السيد مقتدى الصدر إلى النجف وذلك للمرة الأولى منذ شهور إذ عقد مؤتمرا صحافيا إثر إعلان بنود اتفاق بين الأطراف الشيعية لحل أزمة النجف والذي ما زال يتطلب موافقة سلطة التحالف. وأعلن ممثل منظمة العمل الإسلامي محمد الموسوي «التوصل إلى اتفاق من سبعة بنود نال مباركة المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني»، ذُكر منها أربعة بنود وهي تشكيل لواء من أهالي النجف تحت إمرة المحافظ يتولى حماية المدينة، وتحويل «جيش المهدي» إلى منظمة سياسية غير مسلحة، وتأجيل النظر في قضية مقتل عبد المجيد الخوئي ومحاكمة الصدر لحين تشكيل حكومة منتخبة، كما اشترط السيد مقتدى انسحاب قوات الاحتلال من مراكز المدن المقدسة، وإجراء المحاكمة بإشراف المرجعيات الدينية.
وأعلن الصدر أن «حل جيش المهدي تابع للمرجعيات حتى تفتي به»، وقال انه سيواصل القتال ضد القوات الأميركية التي تحتل العراق مؤكدا «غايتي الشهادة في هذا البلد» و«نحن مستعدون لأي تصعيد أميركي ولا نتوقع من المحتل الأميركي أن يكون خلاف ذلك».
من جانب آخر، حذر رئيس البرلمان الإيراني مهدي كروبي قوات الاحتلال من التعرض للعتبات المقدسة أو لرجال الدين، معتبرا إياه خطا أحمر لا يجوز تخطيه بأية صورة من الصور. وقال زعيم الكتلة الإصلاحية على أكبر محتشمي إن إيران تدعم التيار الصدري في النجف في إطار تأييدها لمقاومة الشعب العراقي في كل أنحاء العراق، نافيا أن يكون المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق يعكس المواقف الإيرانية.
وفيما يتعلق بصور الانتهاكات في سجن «أبوغريب» قال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إن تعذيب حراس أميركيين لمعتقلين عراقيين هو نتيجة خلل كبير، وأعلن السيناتور الجمهوري جون وارنر أن وزارة الدفاع الأميركية نقلت إلى مجلس الشيوخ صورا جديدة لمعتقلين عراقيين تعرضوا للتعذيب.
وعلى الصعيد الدولي ذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أن الدول الخمس في مجلس الأمن عقدت اجتماعا سريا وتوصلت إلى اتفاق بإعطاء تفويض دولي لاستمرار عمل القوات الأميركية والأجنبية تحت قيادة أميركية في العراق بعد تسليم السلطة إلى حكومة عراقية انتقالية نهاية يونيو المقبل.
ونظمت الولايات المتحدة وبريطانيا جولة جديدة من المحادثات في مجلس الأمن الدولي أجريت أمس وتتعلق باستصدار قرار جديد بشأن العراق يشمل خطط نقل السلطة.
كما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الوضع الأمني غير المستقر في العراق لن يكون عائقا أمام نقل السلطة، وأن الدول العربية لم ترد بعد على طلبه إرسال قوات حفظ سلام للعراق من دول غير دول الجوار.
وذكرت صحيفة «القبس» الكويتية ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد سيزور الكويت اليوم في طريقه إلى العراق ليتفقد سجن «أبوغريب». من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمام مجلس العموم أن الصور التي تظهر جنودا بريطانيين يعذبون عراقيا «من شبه الأكيد أنها مركبة»، نافيا مزاعم المعارضة عن تستر وزرائه على قضية إساءة معاملة جنوده للسجناء. كما اعتبر ناطق باسم بلير أن قطع رأس مدني أميركي في العراق كما ظهر في شريط مصور يشكل «عملا همجيا بالفعل». وأرسلت بريطانيا مسئولا في مصلحة السجون على رأس فريق يضم 12 خبيرا إلى العراق للمساهمة في إعادة بناء نظام السجون بعد تسليم السلطة. وأدانت مجموعة أميركية تدافع عن المسلمين، قطع رأس المواطن الأميركي على يد مجموعة تزعم ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، كما أدان بيان لمنظمة العفو الدولية بشدة «خطف المواطن الأميركي نيك بيرغ وذبحه».
ونشرت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية شهادات جديدة عن تعذيب السجناء العراقيين على أيدي الجنود البريطانيين، ونقلت عن جنود بريطانيين «ان الضباط تغاضوا عن الانتهاكات والتعذيب المنهجي الذي تعرض له السجناء والإهانات كالضرب والبصق والتبول عليهم». في حين طالب وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر أميركا بسرعة معاقبة المسئولين عن إساءة معاملة السجناء من أجل استعادة ما وصفه بـ «القيادة الأخلاقية».
إلى ذلك أعلنت الجنرال في الجيش الاميركي جانيس كاربينسكي التي تولت مسئولية السجون العراقية أنها عارضت قرارات قادتها العسكريين بتسليم إدارة السجون إلى المسئولين بالمخابرات العسكرية والتصريح باستخدام القوة التي تفضي إلى الموت كخطوة أولى لحفظ النظام. في حين انتقد أحد زعماء «القاعدة» في العراق المسلمين لتهاونهم في مقاومة الولايات المتحدة بالسلاح وعاب عليهم عدم اتباع سبيل «شباب الإسلام الذين أذلوا أعتى قوة في التاريخ» في الفلوجة العراقية.
وتسلمت وزارة الخارجية العراقية السلطة من قوات التحالف، وأعلن قائد قوات التحالف أنه سيتم افتتاح مكتب للخارجية الأميركية في الموصل بعد يونيو.
وفيما يتعلق ببقاء القوات قالت الدنمارك إنها حظيت بموافقة البرلمان على خطط لمد فترة وجود قواتها ستة أشهر أخرى اعتبارا من نهاية مايو/ أيار، كما أعلن وزير الداخلية البرتغالي انطونيو فيغيريدو لوبش أن قوات بلاده ستبقى هناك لستة اشهر إضافية.
بغداد - أ ش أ
قال وزير التخطيط والتعاون الإنمائي مهدي الحافظ في مجلس الحكم الانتقالي العراقي إن عملية التعداد السكاني في العراق ستبدأ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وستعلن النتائج النهائية بنهاية العام الجاري، مشيرا إلى أنه تم رصد 60 مليون دولار لهذا الغرض.
وقال الحافظ إن وزارة التخطيط بدأت في التحضير لإجراء الإحصاء السكاني، فقد تم إعداد الجداول الزمنية وتشكيل اللجان في مركز الوزارة وجميع محافظات العراق، وأوضح في مؤتمر صحافي أن وزارة التخطيط ستقدم إلى مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الدوحة يومي 25 و26 مايو/ أيار الجاري قائمة مختصرة بالمشروعات الأكثر إلحاحا بهدف إعطاء الفرصة للمانح ليكون عنده مرونة في الاختيار، نافيا أن يكون عرض عليه منصب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية الانتقالية التي ستشكل بعد تسليم السيادة في 30 يونيو/ حزيران المقبل
العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ