في يوم الأحد كنت جالسا أمام التلفزيون على قناة البحرين الفضائية، لاحظوا معاي ان عندي دش ويطلع قناة البحرين الفضائية في بريمن في ألمانيا (والله عز). وكنت أشاهد برنامجا من تقديم الأخ الطيب سامي هجرس والبرنامج كان يناقش جانبا مهما من جوانب الخلافات الأسرية، وكيف أن الزوج لا يطيق زوجته بعد فترة من الزواج وهذا في الغالبية. وطبعا في الأقلية كيف أن الزوجة لا تطيق زوجها... البرنامج كان ممتعا ومقدم البرنامج بكل حرفنة واقتدار وسعة صدر أدار الحوارات المختلفة... ولم يتطرق البرنامج إلى توافق الزوجين قبل الزواج، إنما ركز على توافقهم بعد الزواج... وأنا في اعتقادي أن توافق عادات وانطباعات وثقافات الزوجين قبل الزواج مهمة جدا لاستمرارية الحياة الزوجية فترة طويلة جدا وحتى نهاية العمر... وقديما عندما قالوا «وافق شن طبقة» فهم يعنون بالدرجة الأولى أن الاثنين الرجل والمرأة «مع أني إلى الآن لا أعرف من فيهم الرجل ومن المرأة» قد توافقوا فكريا وفي العادات وفي أشياء كثيرة، ولذلك كان الزواج بينهم ناضجا بغض النظر عن أسمائهم المعفوسة والتي لا نفهم معناها الآن.
شن وطبقة، كأن الواحد يتكلم عن سميت وطابوق... واليوم في حالات زواج كثيرة لا أحد يفكر في التوافق الفكري أو في الطباع، وإنما الزواج يتم بحسب الأسماء والقوة الاجتماعية للشخص أو «الشخصة» يعني الرجل والمرأة... فإذا كان الرجل صاحب ثروة كبيرة أو نفوذ وله اسم في البلد أو في السوق فلا يهم طبعه أو ثقافته أو شكله، أصلع... مبهدل... الشعر الذي في أنفه مختلط مع شنبه... العيون عليها حبات صفراء كبيرة لا تعرف إن كان مازال نائما أو صاحي... ما فيه مشكلة المهم أن يكون ميسورا ويدفع... والمرأة تتزوج هذا الرجل وتكون رشيقة ومهندمة وبعد فترة من الزواج والأولاد تهمل جسمها وتتحول إلى شبه مربعة شحوم ولحوم والكرش بحجم دوار اللؤلؤة والصدر واصل حتى الركب وذلك نتيجة بهدلة الزوج وعدم سؤاله أو تفكيره في شكله أو شكل زوجته، وعندما تراهما مع بعض تهز رأسك وتقول: وافق شنبٌ مربعة.
وعندما يذاع مثل هذا البرنامج يتم الاتصال من قبل الزوجات «زوجي ما يهتم فيني» وترد الأخت الفاضلة الموجودة في الاستوديو بأن الرجل بعد فترة من الزواج يعتبر زوجته أما وأختا وبنتا ولا يعتبرها خليلة... طيب كيف أعتبر هذه المربعة التي أمامي خليلة أصلا؟ هذي خليلوه عليها وايد... وفي الأصل هذه الزوجة المشتكية هل كان بينها وبين زوجها توافق فكري واجتماعي قبل الزواج؟ وإذا كان هناك فكيف تغير؟ ومن المسئول عن تغييره؟ خلاص كل زوجة اعتبارا من اليوم تمسك زوجها وتذهب معاه وتشترك في نادي صحي لتخفيف وزنها وإزالة التراب والقمل العالق في شعر زوجها «تلمعه»
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 613 - الإثنين 10 مايو 2004م الموافق 20 ربيع الاول 1425هـ