على رغم الانجازات التي تحققت من أجل رفع سوية المرأة العربية والنهوض بها على مختلف الاصعدة سواء بإدما
هذا النمط الاستهلاكي لصورة المرأة في المجالات الإعلانية انتقل الى شكل آخر من الترويج واستغلال مظهر النساء كوسيلة لإغراء المشاهد وخصوصا في فضائيات تجار الإعلام المرئي من خلال الأغاني التي تصور بالأسلوب الحديث «الفيديو كليب» الذي بات مخرجوه يتنافسون ايهما أكثر تحتوي أغنيته على فتيات جميلات؟ فلا تخلو أغنية واحدة من أغاني «الفيديو كليب» من عشرات الفتيات اللواتي يؤدين رقصات لا ترتبط أو تنسجم مع موضوع الأغنية. ففي الوقت الذي تشاهد فيه مطربا يغني على فراق حبيبته أو الألم الذي أصابه من ذلك ترى عشرات الفتيات يقضن وراءه يترقصن كما لو ان الأمر مفرح.
ان الرغبة في زج العنصر النسائي كوسيلة رخيصة لتسويق الأغنية يعكس أسلوب الاستخفاف بعقلية المشاهد وترسيخ نمط سلبي من التفكير في المرأة باعتبارها كائنا لا يجيد سوى الرقص وتقديم الوجبات الدسمة من الإيحاءات الجنسية.
ويبدو ان التعاطي مع صورة المرأة في المجتمعات العربية بهذا الشكل السلبي لم يقتصر على الاعلانات أو الأغاني فحسب، فالمسلسلات العربية أيضا لم تخدم حتى قضايا المرأة وتضعها في قالب موضوعي قريب من واقعها العملي. فالمشهد ذاته يتكرر دائما عندما توضع المرأة في قالب درامي يحكم عليها بشكل مطلق. أما بالخير أو بالشر. فإما هي مصدر الخير والحنان والعطاء والمعرضة للمؤامرات أو الصفعات. وأما هي عنصر الشر الذي يحيك كل المؤامرات التي تدور حولها قصة المسلسل.
وعلى رغم هذه الصورة المهينة للمرأة في الاعلام المرئي فإن المنظمات النسائية في العالم العربي لم تتحرك ولو لمرة للتصدي لهذه الصورة المهنية التي تختزل المرأة بشكل لا يليق بمكانتها الفكرية ودورها بارتقاء مجتمعاتها
العدد 613 - الإثنين 10 مايو 2004م الموافق 20 ربيع الاول 1425هـ