هذه الكلمة أوجهها إلى الجميع في البحرين ولكل فئات المجتمع المنقسم الآن بشأن الظروف الداخلية الصعبة... وما يرافقها من شحن كبير وزائد في بعض الأحيان بشأن العريضة... ويجب أن يعرف كل شخص أن هناك من يؤيده في موقفه وهناك من يتعاطف معه وهناك من يخالفه في الرأي، لذلك عليه ان يستمع ويصغي... فالإصغاء غير الاستماع، والله سبحانه وتعالى خلق للإنسان أذنين وفما واحدا لحكمة مفادها أن يستمع ضعف ما ينطق به وخلق الله الأذنين على جوانب العقل حتى يذهب الكلام إلى المخ أثناء الإصغاء ويحلله ثم يأمر بالرد عليه من الفم... ولكن الاستماع فقط فهو السكوت وتجهيز الرد من دون معرفة الكلام ومضمونه من الجانب الآخر... المفروض الآن وجود وجوه خير تتدخل في الوسط لحل هذه الاحتقانات التي لا يوجد لها داع... فمثل ما قلنا سابقا إن الإنسان البحريني يريد ان يعيش حياة كريمة مستورة ومستقرة وفي الوقت نفسه تكون منظمة ومنتظمه... إذا كان أصحاب العريضة يريدون الاستماع لهم فلا بأس ولكن مثلما قلنا في البداية... يرجى طلب المستطاع... ولا ينسى أحد أن بلادنا موجودة في منطقة ساخنة جدا هذه الأيام، فهي غير بعيدة عما يجري في العراق... وغير مستبعدة من رسائل هولاكو للخنوع والخضوع والخشوع... لذلك يجب علينا جميعا أن نبتعد عن تصعيد الموقف... ونهدئ الأوضاع ونصلح ذات البين، ونريد اناسا مخلصين يتدخلون لتهدئة النفوس وسحب العريضة وإطلاق سراح الموقوفين... فنحن مازلنا في فترة انتقالية يجب أن نرعاها ونحافظ عليها... «حسب ما قال بن مشخص»... في اتصاله بي من رقم سمسم إلى ألمانيا... والله هذا الرجل وطني ويحب بلده... واذا كانت الجمعيات الأربع المقاطعة للانتخابات السابقة لديها آراء فلا بأس أن نستمع لها... لنجلس معها ونتفاهم... لنضع الحلول الوسط التي ترضي جميع الأطراف، وعلى هذه الجمعيات أن تستمع وتصغي ثم تناقش، وسنصل إلى حلول تكون في صالح المواطن والمجتمع... لا نريد الاحتقان، فإنه يولد العداوة... والعداوة في الوطن الواحد مصيبة لا يستفيد منها إلا الأعداء... وأعداء وطننا كثيرون ويريدون فرصة للانقضاض عليه... وهذا لا يرضينا جميعا... هذه بلدنا البحرين ونحن نحبها جميعا ونريد لها التقدم... صحيح أن كل مواطن أو مسئول يحبها بطريقته الخاصة، ولكن لنجعل جميع الطرق المختلفة تصب في إناء واحد كبير وهو حب البحرين وحب أهل البحرين باختلاف أطيافهم. فإذا كان المواطن يحب المسئول ويحترمه فيجب على المسئول أن يحب المواطن ويحترمه ويعطف عليه، وإن كان المسئول يريد ثقة المواطن فيه فيجب عليه أن يثق في المواطن، وعلى الجميع أن يتبادلوا الثقة والمحبة حتى نصل ببلادنا إلى أرقى المستويات. ويجب ان نتذكر أن هناك من يريد ان يشمت بنا... فلنتوكل على الله ونتصالح
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 612 - الأحد 09 مايو 2004م الموافق 19 ربيع الاول 1425هـ