«مهرجان الإسكافي للرسم على الجدران» إضاءة فنية تختزل الكثير من المعاني المتقاطعة المترشحة من مهرجان أصيلة بالمغرب، الذي ترشح عنه مهرجان البحرين أصيلة، الذي عقد أخيرا تحت رعاية جلالة الملك، والذي عكس عبر كثير من فنونه الثقافية والفنية والفكرية تلك الإبداعات البحرينية والمغربية وغيرها وخصوصا تلك الجداريات الجميلة التي وشّحت عددا كبيرا من بيوتات قرانا ومدننا البحرينية والتي عكست ذلك التلاقح الفكري والثقافي والمعرفي بين الشعب البحريني والشعوب الأخرى كالشعب المغربي الذي أطل علينا عبر نافذة آفاق الفكر المعرفية لدى مفكرين كبار، مثل: المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري والمفكر وزير الخارجية المغربي محمد عيسى.

السنابس قرية المفاجآت الإبداعية... ها هي اليوم تطل علينا بمهرجان ترشح من مهرجان أصيلة، ويأتي صورة مكملة لمهرجان للتو نسج رسوماته على جدران القرى ليضيف إضاءات شمعية زيتية ستنعكس من خلالها صور الإبداع البحريني لتكون مثل هذه الفعاليات بداية لانطلاق ثقافة الرسم الجمالي على الجدران. ومن خلال ذلك تتضح ملامح الحب الوطني لاستقطاب السياح بصورة حضارية إبداعية ترسيخا للسياحة العائلية النظيفة.

اختيار اسم المهرجان (الإسكافي) كان اختيارا موفقا، فـ «الإسكافي» هو اسم لرمز بحريني سكن القلوب فكان جزءا من عقد نبضها المنتظم. ومن منا لا يتذكر أحمد الإسكافي؟ فهو قمة بحرينية تذكرنا بالنخلة واليراع والشراع، رجل كان يحمل ثقافة التسامح مع الاخوان واستطاع أن يخلق وعي التدين في القرية سواء بكتبه أو بسلوكه، ومازلنا نتذكر غربة هذا الرجل، وكيف عاد إلى وطنه. كان يوم حداد بكت عليه النخلة وذرفت عليه الأرض دموعا واحتضنه الأحبة ومن تتلمذوا على يديه... أودع في أرض السنابس، احتضنته الأم لكن روحه مازالت تحلق عبر إبداعات تلاميذه، وها نحن نشهد بعض سنابله تترشح عبر مشروعات إبداعية لم تكن ولن تكون الأخيرة، فالإسكافي بإسلامه ووطنيته وخلقه مازال يرسم لنا الطريق.

المهرجان القادم يرتكز على رسم لوحة بطول يصل إلى 150 مترا وارتفاع يصل إلى مترين ونصف تقريبا. وموضوع الرسم يتعلق بتراث البحرين القديم وسيشارك فيه 20 فنانا من الجنسين، إذ سيكون للمرأة حضور، وهذه إضاءة إيجابية أيضا وستشارك فيها الجمعيات البحرينية ذات العلاقة بالفن. وهذا الموقف يعكس مدى عراقة هذا الشعب وتحضره ومدى عمق وحدته الوطنية في تآلفه في البرامج المشتركة. ستقوم بعض الشركات بالدعم، مثل شركة غلف انترناشونال، بتلكو، شركة همبل للأصباغ، دار الوسط للنشر والتوزيع، مطبعة الاتحاد، مطاعم الأبراج، مركز السنابس الثقافي، مأتم السنابس الشرقية وغيرها كما ذكر في الصحافة.

نتمنى نجاح هذا المهرجان الكبير، ونتمنى أن يدعم من الجميع ليتحول إلى ثقافة فنية تتنقل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة، حتى نرى البحرين كلها صورة جميلة مشرقة بالألوان والرسومات الإبداعية. هكذا تكون الأفكار الإبداعية... ابتدأت في المغرب وانتقلت إلى البحرين قبل أقل من شهر، حيث منتدى البحرين أصيلة، الذي كان منتدى ناجحا بكل المقاييس، وها نحن نشهد مهرجان الإسكافي، وبعده لاشك ستأتي مهرجانات في القرى لتكتمل الصورة الإشراقية، إذ إن شعب البحرين شعب مبدع وشعب خيِّر، هو شعب الموهوبين في الفن والفكر والعلم.

نتمنى من جميع التجار ووزارات الدولة وجميع قطاعات المجتمع المساهمة بالمال والدعم الإعلامي والحضور لهذا المهرجان نحو تحقيق المزيد من الإنجازات