أحيا أهالي قريتي كرزكان والدراز ذكرى استشهاد فاضل عباس مرهون ونضال النشابة مساء أمس الأول في قرية كرزكان، تخليدا لذكراهما الذي مضى عليها أكثر من ثماني سنوات، وشهد حفل التأبين حضور جماهيري كبير.
وفي بداية حفل التأبين تحدث رئيس جمعية التوعية الإسلامية سعيد النوري عن مبدأ الشهادة، وقال إن الشهداء أعطوا الحركة الحقوقية في البحرين دعما وبعدا قويين لا يتنازل عنهما بعد تضحيتهم بدمائهم من أجل المبدأ الحقوقي.
وقال أيضا إن «لغة الشهادة استطاعت أن تعطي الحركة الحقوقية دعما شعبيا... لولاها لكانت الحركة الحقوقية مقتصرة فقط في تحركاتها على النخب والمثقفين».
وأكد ان لغة الشهادة بمفاهيمها المختلفة «هي التي أوصلت المطالب الحقوقية إلى كل الناس، إن هذه المطالب كانت ستسقط لولا وجود دماء الشهداء منذ زمن، مشيرا إلى انه حينما تراق دم الشهداء في سبيل الحق والعادلة يصبحون قادة لهذه المطالب».
كما أضاف «هؤلاء الشهداء رووا بدمائهم الحركة الحقوقية في الامة وهم يقولون إن المبدأ الحقوقي الذي تم التضحية من أجله يدعو دائما لأن تكون الحركة سلمية هادئة وعادلة وحكيمة».
ومن جانبه استعرض نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان عبدالهادي الخواجة نبدة عن طريقة استشهاد الشهيدين فاضل ونضال والتي قال إنها سترفع في تقرير للمنظمات الدولية ضمن تقرير شامل عن شهداء وضحايا التعذيب في البحرين.
وقال إن «نضال حبيب أحمد النشابة، طالب بالصف الثاني ثانوي يبلغ من العمر 19 عاما. كان يشارك في أعمال الاحتجاج التي بدأت في ديسمبر/ أيلول العام 1994. وتأثر نضال كثيرا بوفاة اثنين من أصدقائه بسبب استخدام قوات الأمن القوة لقمع أعمال الاحتجاج، لانه شهد وفاة زميليه عبدالقادر الفتلاوي وعبد الحميد قاسم؛ اللذين أصيبا وتوفيا خلال الشهور الأربعة الأولى من العام 1995».
وأردف «نتيجة لاشتداد أعمال الاحتجاج بقي الشهيد نضال لمدة أسبوعين مطاردا، وخلال تلك الفترة تعرض منزل العائلة للاقتحام والتفتيش ثلاث مرات. اعتقل الكثيرون ممن لهم صلة بالشهيد، وتم استجوابهم. واستطاعت قوات الأمن حينها التعرف على مكان وجوده، فاقتحموا منزل صديقه عند منتصف الليل، وحين حاول الهروب من النافذة، أطلق عليه رجال الأمن الرصاص، وقيل إنه أصيب بثماني عشرة رصاصة..! فنقل إلى المستشفى إذ توفي في الساعة الثانية من صباح الخامس من مايو/ أيار ,,1995. بعد تلك الحادثة بعام واحد،- يواصل الخواجة - أصيب الشاب فاضل عباس مرهون من منطقة كرزكان، بالرصاص الذي كانت قوات الأمن تستخدمه في التعامل مع أعمال الاحتجاج التي كان يقوم بها الشباب بوسائلهم البدائية، فنقلته قوات الأمن بعد إصابته، من دون أن يعرف أي احد شيئا عن ظروف وفاته سوى انه تم دفنه سرا صباح اليوم التالي بمقبرة الحورة بالمنامة، وكان عمره حينها سبعة وعشرين عاما.
ورأى الخواجة أن هاتين القضيتين ليستا سوى نموذجا مما كان يحدث من انتهاكات خلال التسعينات في البحرين، إذ كانت الديمقراطية مغيبة والقوانين والحريات مقيدة.
وأكد أن «حق الحياة من الحقوق الأساسية الأصلية التي تضمنتها المواثيق الدولية، لدرجة ان هناك في العالم اليوم قناعة متزايدة بإلغاء حكم الإعدام حتى بحق المجرمين. أما الإسلام فانه يذهب بعيدا في تجريم القتل».
وقال الخواجة إن «دماء الشهداء وعذابات المسجونين تقتضي الإنصاف والتعويض، وان أية دعوة لإغلاق هذا الملف من دون أن يتم ذلك يعتبر مخالفا للدين والعقل والمعايير الدولية. ومن يريد المبادرة لإيجاد حلول تنصف المتضررين ولو بالحد الأدنى يمكن له ذلك، فيما لا يجوز التنازل عن هذه القضية لصالح قضية أخرى أو في صفقة سياسية»
العدد 610 - الجمعة 07 مايو 2004م الموافق 17 ربيع الاول 1425هـ