أكد وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود «ان الوزارة تقدمت بمشروع لمجلس الوزراء يتعلق بانشاء هيئة سياحية مستقلة ذات شخصية اعتبارية»، وأرجع المحمود هذا التوجه «لاعطاء كل قطاع تابع للوزارة استقلاليته في إدارة شئونه واتخاذ القرارات المتعلقة به، لما لذلك من دور في التخفيف عن العبء الإداري للوزارة».
وفيما لم تتضح الصورة بعد عما إذا كانت الشخصية الاعتبارية للسياحة ستكون بصورة هيئة أو وزارة، قال المحمود «إن إدارة الهيئة ستعتمد على المتطلبات التي تضعها السياسة العليا في المملكة»، وأضاف «من المرتقب أن يتشكل مجلس إدارة المشروع المقترح من ممثلين عن القطاع الخاص، ولم تتضح نسبة مساهمتهم حتى الآن. إلا أنه من المؤمل أن تكون نسبة مشاركتهم كبيرة»، مؤكدا «ضرورة أن يتم التفكير مستقبلا في طرق لجذب القطاعات الخاصة للمساهمة في القطاع السياحي، لما له من مردود إيجابي كبير على القطاع السياحي وعلى القطاعات الخاصة أيضا».
من جهته اعتبر رئيس التراخيص السياحية بهيئة السياحة محمد السماهيجي خطوة انشاء هيئة مستقلة «خطوة ايجابية يمكن أن يكون لها دور كبير يسهم في تنشيط السياحة في المملكة وتنميتها... أنها الخطوة التي تمناها القائمون على السياحة منذ زمن».
وقال أيضا «تشكيل هيئة سياحية منفصلة وقائمة بذاتها تملك قراراتها المنفصلة سيسهل عملية الحركة واتخاذ القرارات بصورة أسهل وأسرع وغيرها من الأمور الإيجابية. فكون السياحة قطاعا من قطاعات الوزارة يختلف تماما عن كونها هيئة مستقلة»، نافيا «أن تكون وزارة الإعلام سببا في الحد من عمل السياحة في الوقت الجاري، لكن وضع السياحة سيختلف في حال منحها اهتماما منفردا عن الإعلام».
وأكد مدير أحد الفنادق «إن المملكة في ظل النمو السياحي الذي حققته خلال الأشهر الماضية والمتمثل في سباق الفورمولا 1 والمهرجانات السياحية الثنائية مع البلدان المجاورة، فرضت واقعا جديدا للسياحة، يفرض على المسئولين أن يعوا كيفية التعامل معه والتحرك من أجل الحفاظ عليه»، لكنه اعتبر أن ذلك «لن يتحقق إلا في ظل استقلال الهيئة المسئولة عن السياحة فالكثير من الدول يقوم اقتصادها الأولي على معدل السياحة فيها والتي يدعمها الاشغال السنوي للفنادق»، واصفا السياحة في البحرين «بأنها بخير، وإنما هي بحاجة إلى الابتعاد عن مظلة الإعلام التي ربما تحجب ذلك الدعم المتوقع للسياحة، ليس لعدم قدرتها على القيام بدورها تجاه قطاع السياحة، وإنما السياحة بحاجة إلى أن تكون في الواجهة لما تشكله من أهمية».
أما رئيس قسم الإعلام والسياحة بجامعة البحرين حسام رفاعي فأكد أن «التنشيط السياحي ليس له قاعدة ثابتة»، نافيا «أن يكون لاستقلالية السياحة دور في تنشيط العملية السياحية»، وقال «الكثير من الدول النشطة سياحيا ليس فيها وزارات سياحة مستقلة ولا أدل على ذلك من دولتي ألمانيا والولايات المتحدة اللتان تعتبران دولتين لهما باع طويل في السياحة، وهذا ما يؤكد أن فكر الدولة وتوجهها هما اللذان يحددان نظام العمل، فالأردن يوجد فيه وزارة سياحة وآثار لأن طبيعة السياحة فيها تعتمد على ذلك، ومصر كذلك لديها وزارة للسياحة»، مرجعا «نشاط الدولة السياحي إلى توجهها الذي يسهم في تشجيع الاستثمار السياحي فيها وسبل تطويره بصرف النظر عن القالب الذي توضع فيه السياحة، وإنما ما يميز دولة سياحية عن غيرها هو التسهيلات المقدمة من قبلها للاستثمار»
العدد 610 - الجمعة 07 مايو 2004م الموافق 17 ربيع الاول 1425هـ