أكدت وزيرة الصحة ندى حفاظ لـ «الوسط» أن زيارة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة كان لها دلالات كثيرة، من أهمها دعم الحكومة للعنصر النسائي، قائلة: «أبدى رئيس الوزراء استعداد الحكومة إلى التعاون من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، وشدد على الكفاءة الكبيرة التي يتمتع بها الطبيب البحريني وجميع العاملين في قطاع الصحة». وأوضحت أنها ستتعاون مع جمعية الأطباء البحرينية فيما يتعلق بكادر الأطباء للوقوف على اقتراحات الجمعية على الكادر المقترح من قبل الوزارة، كما ستقوم بعمل ما ينصب في مصلحة موظفي الوزارة، والنظر في أحوالهم وخصوصا أولئك الذين لم تشملهم الترقيات منذ عشر سنوات.
من جهته أكد رئيس جمعية الأطباء البحرينية علي العرادي أهمية توزير حفاظ على رأس أحد أهم الوزارات الخدمية في المملكة. مشيرا إلى أن زيارة رئيس الوزراء للصحة أخيرا هي دعم إلى الطبيب البحريني، وتأكيد كفاءته التي أثيرت بشأنها الشكوك في الآونة الأخيرة. وقال العرادي ان سموه شدد على أن الطبيب والموظف لن يعطي ما يرجى منه إذا لم يكن مرتاحا في عمله».
الوسط - عبدالله الملا
قالت وزيرة الصحة ندى حفاظ إنها «ستدعم كل ما يصب في مصلحة جميع موظفي الوزارة وخصوصا أولئك الذين لم يجدوا الفرصة للترقية خلال السنوات العشر الماضية».
وأكدت في حديثها إلى «الوسط»: «أن الوزارة وجدت أساسا لتقديم الخدمات الصحية للفرد والمجتمع»، وقالت: «إن عدم تقديم هذه الخدمات بالجودة والنوعية المطلوبة يعود إلى وجود إشكال، قد يتعلق بالدرجة الأولى بالموظف»، مشيرة إلى «ضرورة توفير أجواء العمل المناسبة للموظف كي يشعر بالارتياح في عمله ليقدم وينتج الأفضل» لأن «عدم الالتفات إلى هذا الجانب لا يجعل الموظف يقدم الخدمة بالشكل المطلوب».
وذكرت الوزيرة الجديدة أنها ستتعاون مع جمعية الأطباء البحرينية «فيما يتعلق بكادر الأطباء ومختلف القضايا الطبية العالقة»، وفي ذلك توقعت أن يكون طاقم التمريض «جاهزا في شهر يوليو/ تموز المقبل». أما بالنسبة إلى كادر الأطباء فإنه لم يقطع الشوط الذي قطعه كادر الممرضين «لكننا في الوزارة سنقوم بعد دراسة المقترحات التي أضافتها جمعية الأطباء على الكادر المقترح باختيار ما هو في صالح الأطباء».
وفيما يتعلق بالضغط على المراكز الصحية الموجودة على خط البديع ومنطقة سترة أكدت حفاظ أن «المراكز الصحية في المملكة لا يوجد أي اختلاف فيها... صحيح أن الضغط أكثر على منطقتي سترة ومدينة عيسى وكذلك البديع، ولذلك فإن مراكز صحية جديدة ستتوافر قريبا لتقلل الضغط على المراكز الاخرى وهناك بالفعل مركز صحي ثانٍ في سترة والبديع ومدينة عيسى، والتحرك على هذه المراكز جاء من قبل الوزير السابق خليل حسن بعد أن بدأه رئيس مجلس الشورى الحالي وزير الصحة السابق فيصل الموسوي. إن الأمور شبه جاهزة في هذه المراكز...».
وبالنسبة إلى افتتاح الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا - جامعة البحرين الطبية قالت حفاظ: «من جهتنا سنقدم كل الدعم لخدمة هذه الجامعة، لأن التعاون المتبادل فيما بيننا وبين الجامعة يعني ارتفاع مستوى الخدمات الصحية وهو ما نرمي إليه في الأخير. ولابد أن نشدد على أن افتتاح الجامعات يقود إلى تحسين الخدمة، لأن المدرس في الجامعة مطالب بتقديم البحوث، ويدرب الطلبة، وافتتاح فرع للكلية الملكية للجراحين يعد مكسبا حقيقيا وخصوصا أن هذه الجامعة مشهود لها بالحضور الطبي على مدى 320 عاما، ونحن بحاجة ماسة إلى خبرة العاملين فيها في المجال الصحي وكل ذلك يصب في خدمة الفرد والمجتمع».
وأكدت الوزيرة «الكفاءة الكبيرة» التي يتمتع بها الطبيب البحريني، ونفت كل ما يقال للتقليل من شأن الطبيب، واعتبرت أن الوزارة تحوي كفاءات «مطمورة» ستعمل جاهدة لإبرازها «إذ إنني ابنة هذه الوزارة وأكثر الناس علما بما يجري فيها، وأكثر الناس معرفة بالكفاءات، ولكن كل ما يحتاجه هؤلاء الأطباء هو فرصة للظهور وتكييفهم مع الوضع، وتحسين أوضاعهم. والأمر ينطبق تماما على الطبيب في الرعاية الأولية الذي يمتلك الكفاءة العالية، ولكنه لا يستطيع إظهارها لأنه لا يملك الظروف التي تمكنه من ذلك، فالوقت المحدد للاستشارة معدوم، إضافة إلى اضطراره للقيام بكل المهمات بمفرده. من جهتنا سنعمل على توفير كل المستلزمات التي تمكن الطبيب من إظهار مهارته الطبية».
وقالت: «إن زيارة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة للوزارة أخيرا أكدت ذلك، إذ شد على أيدي الأطباء والممرضين والعاملين، كما أنه شدد على أهمية تكاتف الجميع لإنجاح مهمة الوزارة باعتبارها أحد أهم الوزارات الخدمية في المملكة، وخصوصا مع مجيء وزير جديد على رأس الوزارة. وشدد سموه أيضا على ضرورة إسنادي في مهمتي الوزارية باعتباري أول امرأة تعتلي منصب الوزارة في قطاع خدمي كبير ومهم في العالم العربي أجمع».
أكد رئيس جمعية الأطباء البحرينية علي العرادي أن زيارة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ذات دلالات كثيرة من أهمها دعم العنصر النسائي، إذ إن الوزيرة ندى حفاظ جاءت على رأس وزارة خدمية مهمة، وخصوصا مع الأوضاع التي مرت بها «الصحة» قبيل تسلم حفاظ حقيبتها الوزارية.
وقال العرادي: «إن جمعية الأطباء البحرينية تثمن زيارة سمو رئيس الوزراء للاطلاع عن كثب على أوضاع الصحة، وعكست الزيارة دعم سموه إلى الأطباء والمهنيين والممرضين وتقديره لما يقومون به من جهود لإظهار الخدمات الصحية بالشكل اللائق المطلوب. وهذا يثلج صدور العاملين فعلا ويؤكد استعداد الدولة لدعم احتياجات الأطباء كافة، علاوة على الاطلاع على ما يراه الأطباء صائبا في كثير من المشروعات، وخصوصا ما يرتبط منها بالسياحة العلاجية والتوسع في الطب الخاص لدعم هذا المجال».
وأضاف بقوله إن «أهم النقاط التي طرحت في الزيارة، موضوع كادر الأطباء والممرضين، وأبدى سموه كل التفهم في هذا الجانب بقوله إننا لا يمكن أن نتوقع من العاملين في الوزارة العطاء ما لم يكونوا مرتاحين في عملهم. وأكد استعداد الدولة لدعم كل ما هو في صالح الارتقاء بالخدمات الصحية. علاوة على ذلك فإن زيارة رئيس الوزراء، تعزز من مكانة الطبيب البحريني، وتؤكد عكس كل ما قيل بشكل سلبي عنه في الآونة الأخيرة، وأن القيادة توفر له كل احتياجاته وكل الدعم».
وبين العرادي «أن تشريف الوزيرة لهذا المنصب سيخدم الاطباء ويرقى بالمجال الطبي»، وقال «نحن في جمعية الأطباء البحرينية إذ نحترم قرار القيادة، نشد على يد الوزيرة ونقدم لها كل الدعم والمساندة لإنجاح مهمتها»، كاشفا أن سمو رئيس الوزراء وعد بزيارته للجمعية التي تعودت من سموه الدعم الكبير منذ أمد بعيد، إذ شرفنا برعاية الكثير من المؤتمرات والندوات وساهم ماديا ومعنويا في إنجاح فعالياتها.
وأردف العرادي «كان هدف زيارة رئيس الوزراء رفع المعنويات ودعم الوزيرة بالدرجة الأولى، ولذلك تطرقنا بشكل سطحي إلى بعض النقاط. وننوي في زيارتنا رئيس الوزراء - وهو حال كل مجلس إدارة منتخب إذ يقوم بزيارة إلى جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد - أن نتطرق إلى الكثير من الأمور المهمة ومنها كادر الأطباء، وأطباء العقود المؤقتة، والقيادة عودتنا الاستجابة إلى كل ما هو في الصالح العام، وأثبتت الفترة الاخيرة التي مررنا بها هذا الامر».
وتطرق العرادي إلى أنشطة الجمعية إذ «اقرت برامجها في الاجتماع الفائت، ومن أهم سمات هذا البرنامج التركيز على الجانب المهني في سبيل رفع سمعة الطبيب البحريني عبر إقامة مجموعة ندوات ومحاضرات، كما أن هناك توجها جادا من قبل القائمين على الجمعية نحو تنظيم ورش عمل مع المواطنين لرفع المستوى الثقافي عن طريق طرق عدة قضايا مثل الإساءة إلى الأطفال ومرض فقر الدم المنجلي والأمراض الوراثية الأخرى. ويهدف هذا التوجه إلى ترسيخ التعاون بين الطبيب والمريض، وإشراك المجتمع مع أنشطة الجمعية».
وفي الجانب المهني قال: «نؤكد استخدام قانون مزاولة المهنة وأخلاقياتها، وسنقوم في هذا الإطار بتنظيم مجموعة من ورش العمل، وإجراء البحوث، بالإضافة إلى ورش عمل بشأن الإحصاء والعلوم الطبية... وهناك حدث كبير، إذ من المتوقع أن تستضيف البحرين مؤتمر اتحاد الأطباء العرب في العام 2005، وهذا سيكون نقلة نوعية لأنه يضم الكثير من الجمعيات المهنية الطبية والكثير من المختصين».
وأشار إلى «تطلع الجمعية لإنشاء مركز للمؤتمرات، هدفه تنظيم المؤتمرات والورش الطبية بشكل عام»، عن طريق «التعاون مع وزارة الصحة ومركز البحرين للدراسات والبحوث ووزارة التربية والتعليم».
علاوة على رؤية الجمعية إلى لقاء جامع مع أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة من خلال التعاون بين الجمعية وبين وزارة التربية والتعليم، لإطلاع الناس على مدى احتياجات المملكة إلى الكوادر الطبية، لكي لا يصدم التلميذ بعدم وجود وظيفة حينما يتخرج مثلا، وهذا يساعد على ضبط العملية التعليمية من جهة، وضبط الأمور في وزارة الصحة من جهة أخرى
العدد 610 - الجمعة 07 مايو 2004م الموافق 17 ربيع الاول 1425هـ