عاودت أسعار النفط الارتفاع التصاعدي أمس لتطرح مجددا واحدا من أكثر أسئلة الصناعة النفطية إثارة للجدل في مطلع القرن الجاري، وفيما ظلت منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» تتخذ موقف المتفرج السعيد على هذه الحال نبه محللون إلى أن المخاوف من احتمالات تصاعد مشكلات في منطقة الشرق الأوسط أضافت عاملا جديدا إلى حالة التوتر التي تسود سوق النفط العالمية الذي ارتفعت أسعاره العالمية مجددا إلى أعلى مستويات لها منذ 14 عاما.
ومن جهتها أوضحت نشرة «أحداث الساعة» التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية «أن هذه المخاوف تعززت بعد تعرض ميناء التصدير العراقي الشهر الماضي إلى هجوم انتحاري وتفاقمت خلال الأسبوع الجاري في أعقاب هجوم إرهابي كانت ساحته مدينة ينبع السعودية». واستبعدت النشرة أن تكون الأسباب التي تقف وراء الارتفاع الحالي لأسعار النفط من صنع أو تخطيط الدول المنتجة (الأعضاء) في منظمة «أوبك» خلافا لبعض المزاعم والاتهامات التي تحاول رمي جل المسئولية على المنظمة، مؤكدة أن ليس لـ «أوبك» تأثير في الكثير من عوامل الأسعار بما فيها الارتفاع الأكبر المتوقع في الطلب العالمي والعوامل المتحكمة بإنتاج الوقود داخل الولايات المتحدة.
ومن البداهة الإشارة إلى أن الارتفاع التصاعدي لأسعار النفط الذي أسهم بشكل لافت في زيادة إيرادات الكثير من الدول المنتجة للنفط يحمل في طياته، أيضا، آثارا مشوهة للنشاط الاقتصادي سبق وعانتها بعض الدول المنتجة منذ وقت طويل ولاتزال، والأخطر من ذلك ما تحمله النتائج في المستقبل، حين تجد بعض الدول المنتجة نفسها قد أدمنت على إيرادات استثنائية نجمت عن ارتفاع استثنائي في الأسعار، بحيث لا تستطيع تحمل أعباء أي انخفاض، ولا تمتلك القدرة على التكيف مع مقتضيات تقليص الانفاق الذي يرافق في العادة هبوط الأسعار والإيرادات، عندها فقط سيكون الارتفاع التصاعدي اللافت لأسعار النفط نغمة وليس نعمة
العدد 608 - الأربعاء 05 مايو 2004م الموافق 15 ربيع الاول 1425هـ