العدد 607 - الثلثاء 04 مايو 2004م الموافق 14 ربيع الاول 1425هـ

فلنبارك الأعمال الخيرة ولنطالب بالمزيد

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قبل أشهر قمت بالاتصال بوزير الإسكان لأخبره عن حالات عصيبة لبعض المواطنين ممن بقوا سنين بلا مأوى ويعتبرون من الحالات الاستثنائية، فأحدهم كان يعيش في بيت من خشب، والآخر في بيت آيل للسقوط في أية لحظة، وكلاهما ممن استوفوا شروط الحصول على منزل... الوزير لم يتأخر، وعدني بالنظر في الأمر ومتابعة الملف. وقبل اسبوعين اتصل بي أحد هؤلاء المواطنين وهو فرح مسرور لتسلمه منزلا جديدا من خمس غرف. السعادة ارتسمت على محياه وتجلت في حديثه، وتكاد الدنيا لا تحمله من شدة الفرح.

وأمثاله كثيرون ممن حصلوا على وظائف، وممن تم تعويضهم عن أيام غيابهم فترة مرحلة التسعينات، كذلك الأمر بالنسبة الى التقاعد لمن حرموا من أعمالهم الفترة السابقة، فهناك خبر سار يفيد باحتساب الفترة الزمنية ضمن التقاعد لما يربو على 300 مواطن حرموا من اعمالهم اثناء المرحلة السابقة... هذه خطوات مهمة يجب ان لا تضيع ويجب ان نركز عليها حتى نقلل من مستوى الاحباطات، فالصورة ليست سوداء بما يعتقده بعضنا. هناك اضاءات معيشية يجب ان نشجعها ونباركها، فهي لا شك سيكون لها مردود على قواعدنا الشعبية، وستصب في صالح المواطنين. مشكلة وزارة الإعلام انها لا تسلط «الفوكس» على مثل هذه الإضاءات الخدمية للمواطنين عبر إعلامها، ما يسبب ضياعها ونسيانها في زحمة الشد السياسي. يجب ان نعمل سويا للمطالبة بخطاب معتدل نحو تصحيح الوضع المعيشي للناس وتشجيع الخطوات العمرانية وايصالها لأذهان الناس حتى يعلموا ان هناك تغييرا. فإذا كان بطيئا نعمل على تشجيعه على قاعدة «خذ وامش» قطرة قطرة وتمتلئ الساقية. وكي ننصف المرحلة يجب ان نكون واقعيين، فقد بدأت وزارة الاشغال بإصلاحات - وإن كانت نسبية - في القرى بدأت الشوارع تتغير في أكثر من قرية وبدأت تمد شبكات المجاري، وبدأت تتحرك المياه الراكدة للبيوت الاسكانية، فهناك 62 وحدة سكنية طور الإنشاء في قرية كرزكان. وإنشاء مجمع المنطقة الغربية الذي تبلغ موازنته 3,5 ملايين دينار لتطوير النشاط التجاري. تم توزيع عدة وحدات سكنية على أهالي دمستان وكرزكان وكذلك المشروع الاسكاني في سلماباد والمقشع وكذلك في المنطقة الشمالية سيعاد بناء وترميم 6000 منزل وهذا العام سيشمل 500 منزل لكل محافظة 100 منزل، وطلب أهالي المنطقة أرضا للصندوق فتم منحهم إيّاها ليتم استثمارها في مشروعات التنمية الاجتماعية ولتكون مقرا للصندوق، واقامة صالة للمناسبات ودار للعجزة وروضة للاطفال، كما تم تخصيص أرض خضراء لحديقة عامة للقرية وتخصيص مواقع لمدارس اعدادية وثانوية للبنين والبنات. طبعا كرزكان تستحق ذلك وتستحق أكثر من ذلك فهذه التربة الطيبة عانت الإهمال سنين طويلة هي ومثيلاتها. إن هذه القرى كانت منسية طيلة الـ 30 عاما الماضية، والآن وبفضل التغيير الذي حدث في البحرين بدأت تتغير. ما أريد قوله علينا ان نركز على هذه القضايا أيضا وان نطالب بالتحسين المعيشي، وان نشجع أية مبادرة وان نساهم في انجاحها. فبخطوة خطوة سنقوم بتعديل الوضع المعيشي نحو الأفضل. قد يقول البعض: هل ذلك يكفي؟ أقول: لا طبعا لا يكفي وعلينا ان نطالب بالمزيد، ولكن في الوقت ذاته يجب ان نشجع هذه الخطوات، وان نباركها من دون ان نتناسى الملفات الأخرى من بطالة وغيرها. ولو اننا اعطينا ولو 10 في المئة من اهتمامنا لمثل هذه القضايا المعيشية لزالت الكثير من الاحتقانات. فالإمارات لا يوجد فيها برلمان، لكن الناس يعيشون استقرارا سياسيا واقتصاديا، فالقضية تكمن في مسألة الخبز. اصلاح البنى التحتية والرفع من المستوى الاقتصادي للمواطن لا شك انه يقلل من احتقاناته.

أعتقد ان السلطة تستطيع ان تسحب البساط من تحت أرجل الجميع لو انها عملت على تحسين معيشة المواطن باستمرار، فلا شك ان الناس ستنصفها في ذلك، ولا يعدم المجتمع البحريني اصواتا منصفة تنصف أية مبادرة وطنية حسنة، أدعو المعارضة والسلطة إلى التركيز على أوضاع المعيشة، السلطة بالمبادرات والمعارضة بالضغط والانصاف. المواطن البحريني مواطن سمح يعيش الطيبة ولا يحلم في مدينة أفلاطونية، انه فقط يريد عملا يحفظ كرامته وسكنا يؤمن به مستقبله وحياة كريمة تحفظ للجميع حقوقهم وتركز على واجباتهم. في المقابل يجب على الدولة ان تنظر بعين الاعتبار للقضايا التي بدأت تضغط على ضمائر الناس. غلاء الاراضي وجنونية أسعار مواد البناء. ليس من الانصاف فتح التمليك للخليجيين والمواطنين يتكدسون في بيوتهم. اذا كانت هناك شحة في الاراضي فلماذا لا يغير القانون بالنسبة الى بيع الاراضي على الخليجيين.

اتمنى من الدولة الإفراج عن أبنائنا المعتقلين الـ 14 فالتهم لا يتحملها حتى مانديلا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 607 - الثلثاء 04 مايو 2004م الموافق 14 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً