العدد 607 - الثلثاء 04 مايو 2004م الموافق 14 ربيع الاول 1425هـ

لايزال هناك متسع لإصلاح ذات البين... لو شئنا ذلك

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لا يمكنني إلا أن أشعر بالأسف الشديد للتطورات الأخيرة. فبعد توقيف أربعة عشر مواطنا وجهت إليهم تهم خطيرة لا تتناسب مع ما كانوا يقومون به، ومن ثم بدأت دوريات الامن العام المكثفة تجوب المناطق وهي تضيء اللونين الأزرق والأحمر بصورة مستمرة في إشارة إلى التأهب والاستعداد. لقد حققت البحرين الكثير وأصبحت في المقدمة خليجيا وتفوّق وضعها السياسي حتى على الكويت في عدة جوانب. فالكويتيون لحد الآن ليست لديهم جمعيات أهلية كالتي تم تشكيلها في البحرين والحركة النقابية أنشط بكثير من الكويت، اضافة إلى الندوات والاجتماعات الحوارية المنتشرة في كل مكان، وهذه إنجازات لا نود خسرانها لأي سبب كان، وعلى الجهات الرسمية أن تحرص أشد الحرص عليها لأن سمعة البحرين ارتفعت بسببها. قد يطرح بأن الجمعيات المقاطعة وصلت إلى طريق مسدود مع الجهات الرسمية بشأن المسألة الدستورية، ولكن هذا بالإمكان تحويله إلى الجانب الإيجابي فيما لو فسحت الأطراف المختلفة للفعاليات السياسية والمستقلة المجال لتقوم بدور المحاور الوسيط لتحريك الأمور إيجابيا بدلا من توسيع الهوة.

إن استمرار احتجاز المواطنين يمثل إزعاجا لمجمل الأوضاع الحالية بالقدر الذي كان يمثله عدد من الممارسات من إزعاجات من نوع آخر. ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، وخصوصا أن هؤلاء المواطنين كانوا مقتنعين بأنهم نفذوا القانون بحسب ما طلبت وزارة العمل.

نعم هناك إزعاجات من بعض الجوانب الأهلية وهي مزعجة للجميع وليس فقط للجهات الرسمية. فالمواقع الإلكترونية التي تشتم القيادة السياسية هي ذاتها التي تشتم كل الناس تقريبا ولا يمكن الاعتداد بها لأنها لا تمثل الا بعض الشباب الضائعين الذين لا يسمعون أية نصيحة من أية جهة كانت، ولذلك لا يمكن اعتبار ما يكتبونه يمثل شريحة كبيرة من المجتمع. أقول هذا لأنني سمعت عدة مرات وفي عدة أماكن كلاما يوحي بأن ما يكتب من شتائم وتحريض إنما يمثل رأي الطائفة الشيعية، وهذا ظلم لنصف المجتمع الذي ضحى بكل شيء من أجل رفعة شأن البحرين ووقف مع جميع قطاعات المجتمع البحريني من أجل استقلال البحرين العام 1971، وثم ساهم بشكل مباشر في إنجاح الميثاق الوطني والتصويت عليه في العام 2001 بشكل أذهل المراقبين.

آن الأوان لأن تخرج بعض القيادات النوعية داخل الطائفة الشيعية سواء كانت رموزا دينية أو شخصيات اجتماعية كبرى لتواجه حالات الانفلات لكي لا تكون حجة لعودة ما لا يحمد عقباه. كما آن الأوان لأن تتحرك هذه الرموز للاتصال بالقيادة السياسية مباشرة سعيا لتهدئة الأوضاع وإبعادها من أيدي الذين يودون تصعيدها وكأنهم يمارسون هواية رياضية طائشة.

ليس الوقت الآن للخطب لأننا سمعنا كل أنواع الخطب، وليس الوقت للحسرة والندامة فمازال أمامنا متسع من الوقت لإنقاذ الأوضاع من التدهور. نعم ستبقى الأمور على ما هي عليه مادامت الرموز والشخصيات تفضل الابتعاد والسكوت وترك الحبل على الغارب، ولا تتدخل إلا في الوقت الخطأ وتحت ضغط حماس الشباب، هذا الحماس الذي يحتاج إلى تهدئة وعقلنة أكثر من حاجته إلى خطبة حماسية لا تنفع إلا في تعقيد الأمور.

وصلت الأمور إلى ما وصلت اليه لأن البعض تخلى عن دوره ولأن العقلاء لم يستطيعوا ممارسة دورهم، فإما انهم استقالوا من هذه الجمعية أو تلك أو إنهم اختفوا (من دون إعلان) لان الساحة اصبحت للمزايدين اكثر منها للمحاورين. ستصل الأمور إلى أسوأ من ذلك إذا استمر تخلي العقلاء عن دورهم المتوقع منهم وترك الساحة تموج في كل جانب. لدينا موقوفون وهؤلاء في ذمة الرموز قبل ان يكونوا في ذمة اية جمعية سياسية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 607 - الثلثاء 04 مايو 2004م الموافق 14 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً