مع الأسف أن البحرين فيها عبدة الشيطان... والله آخر زمن وحَرّة وقهر... والسؤال المهم هنا: من هم عبدة الشيطان يا وزير التربية والتعليم؟ وكيف أتوا؟ ومن الذي غذّى أفكارهم بهذه التفاهات؟ وكيف؟ نعم، كيف؟
يا وزير التربية أنت أخي وصديقي، وقد عملنا سويا أكثر من عشرين سنة وأنا أعزك كثيرا، ولكنك مع الأسف مسئول مسئولية مباشرة عن وجود مجموعة عبدة الشيطان في مملكة البحرين... لماذا؟ إن مجموعة عبدة الشيطان هم شباب من المدارس الخاصة أو كانوا من طلبة المدارس الخاصة ومن عائلات راقية وميسورة... أصبحت لهم عادات وتقاليد تخالف العادات والتقاليد المتبعة في مجتمعنا الإسلامي المحافظ وذلك بسبب وجودهم في مدارس خاصة وغير مراقبة وفي جو اختلاطي مع بنات وأولاد أجانب، ليست عليهم قيود محددة في التعامل مع شبابنا مثل القيود التي يفترض وجودها في مجتمعنا المسلم... هذا مع وجود مديرين ومدرسين أجانب لا توجد عليهم رقابة محكمة من قبل وزارة التربية والتعليم أتوا إلى مملكة البحرين تحت ستار التدريس، ولكنهم في الواقع ينشرون أفكارهم السيئة وعاداتهم الفاسدة وسط طلبتنا الصغار ... وماذا عملت وزارة التربية والتعليم؟ ولا شي.
عين تشوف وعين ما تشوف وكأن الوزارة تلعب معهم «استغماية»... وليست لديها الجدية في التفتيش على هذه المدارس الخاصة، ما سمح لهم بتوظيف هؤلاء الأجانب الذين يحملون الكثير من الكراهية للشعب البحريني، ولديهم الكثير من التعصب الأعمى والعنصرية، مع أنهم يتسلمون رواتب خيالية وأعلى بكثير من الرواتب التي يتسلمها المدرسون البحرينيون الذين يعملون في المدرسة نفسها وفي التخصص نفسه، وكأن الوزارة تقول: هذه بلادك يا الأجنبي واطلع بره يا بحريني... نحن لا ننكر أن البعض منهم ممتاز وجيد ويعمل بقلب نظيف وبكل إخلاص... ولكنهم «البعض»... يعني أقل من النصف والباقي حدّث ولا حرج... طيب هناك سؤال يطرح: لماذا أنتم يا عائلات يا ميسورة تضعون أولادكم في هذه المدارس الخاصة وأنتم تعلمون النتائج المخيبة للآمال في سلوكياتهم مستقبلا؟
وهذا سؤال مهم والإجابة عليه هي التي بدأناها في المقال وحملنا وزير التربية والتعليم كامل المسئولية في ذلك؛ لأن مدارس وزارة التربية لا تكفي لعدد الطلبة في البحرين كما أن مخرجاتها ضعيفة جدا وهي مكدسة بالتلاميذ (يوجد في المدارس الحكومية حوالي مئة وعشرين ألف طالب)، والوزارة ليست لديها الجدية في فتح مدارس أخرى جديدة وبسرعة لاستيعاب سبعة وعشرين ألف طالب وطالبة موجودين في المدارس الخاصة كما أنه ليست لديها الجدية في تحسين الرواتب وتحسين المناهج والانضباط في التدريس. وهذه الأسباب مجتمعة هي التي اضطرت العائلات الميسورة وبعض الأهالي إلى المغامرة ووضع أبنائهم في المدارس الخاصة علَّهم يفلحون... واضطرتهم إلى صرف المبالغ الطائلة على أمل أن تكون هذه المدارس تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وبدل أن تصبح هذه المدارس نعمة أصبحت لهم مثل شركات توظيف الأموال النصابة التي لا تشبع ماديا وتتسبب في انحراف أبنائنا فكريا، ولكن ما العمل في ظل وجود نارين ملتهبتين؟
أمران لا ثالث لهما لأبنائنا أحلاهما مر... والنصيحة المقدمة إلى وزير التربية والتعليم لاستئصال جماعة عبدة الشيطان من مملكة البحرين هي في اطفاء النار وذلك بمراقبة صارمة على المدارس الخاصة حاليا، وفتح مدارس حكومية جديدة مستقبلا وبسرعة لاستيعاب جميع الطلبة البحرينيين، وتعديل رواتب المدرسين ومحاسبتهم بطريقة صارمة ومنع التسيّب، وتعديل مناهج التدريس لتحسين مخرجات التعليم... والله الموفق
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 605 - الأحد 02 مايو 2004م الموافق 12 ربيع الاول 1425هـ