العدد 604 - السبت 01 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الاول 1425هـ

المسرحية الأميركية

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

هل نحن بهذه السذاجة حتى نصدق المزاعم الأميركية بشأن تحقيقاتهم في نشر صور تعذيب الأسرى العراقيين؟ وهل يعتقد الأميركيون أننا وصلنا إلى درجة من الغباء لا نفرق فيها بين ما هو مرتب ومخطط له من المخابرات والجيش الأميركي وبين ما هو عفوي وسلوك انفرادي؟ لا يا سادة يا كرام... نحن نعلم علم اليقين أن تصوير تعذيب الأسرى العراقيين وبثه على شاشات التلفزيون وعلى صفحات الصحف هو خطة محكمة يقصد منها حرب نفسية ضد الشعب العراقي العظيم الباسل الذي قهر التتار وسيقهر الأميركان... لقد عانى الجيش الأميركي الكثير في العراق وهو يتستر على عدد موتاه وضحاياه والأرقام التي يعلنها في صفوف القتلى والجرحى من جنوده لا تصل حتى إلى عشرة في المئة من الأرقام الحقيقية... ونحن في الدول العربية والإسلامية جميعا نعرف قوة شدة بأس المقاتل والمواطن العراقي ونعرف قوة عزيمته ومدى صبره... وهو لا يرضى بالهوان والاستسلام... ولكن الجيش الأميركي لم يكتشف هذه الصفات إلا بعدما أصبح في وسط المستنقع العراقي ولا يعرف كيف يمضي ولا كيف يتراجع... فماذا كان تفكيره؟ الحرب النفسية... يعذب المعتقلين أشد العذاب ويصورهم متعمدا وينشر صورهم في صفحات الصحف وفي محطات التلفزيون متعمدا حتى يرتدع باقي الشعب العراقي ويصيبه الخوف الشديد ويرضى بالذل والهوان ويقبع تحت ظل الاحتلال وليس له غير الاستسلام. وماذا يفعل المسئولون الأميركان والانجليز؟ يدينون عمليات التعذيب... ويتوعدون بمحاكمة المسئولين عن التعذيب... وماذا نفعل نحن؟ نصفق لهم على ردعهم الجنود المخالفين... والله هذه أحسن مسرحية... لكنها مع الأسف لا تنطلي إلا على الأشخاص السذج... أما نحن... فنعرف جميع تفاصيل المسرحية... فلا يمكن للجندي الأميركي أن يعذب إلا بأمر فما بالكم يعذب وهناك كاميرات تصوره؟! هذه قمة الغباء إذا لم يكن مدروسا وبحسب أوامر صادرة لهم عن الجهات العليا حتى يستخدموا هذه الصور والأشرطة لترهيب الشعب العراقي العظيم وتخويف المقاتلين الأشداء... إنها خطة أشرف عليها كبار القوم لتركيع الشعب العراقي حتى يرضى بحكم الخونة الذين تخلوا عن انتمائهم العربي حتى يقبلوا بعلم إسرائيلي يرفرف على بلاد الرافدين، يختارون علما يشابه العلم الإسرائيلي بشكله وألوانه... مع أننا في البلاد العربية نفخر بألواننا الأربعة... الأبيض لقلوبنا الناصعة والأخضر لطيب معشرنا والأسود لمن يعادينا والأحمر يرمز للدم الذي نبذله للحفاظ على كرامتنا وكرامة ديننا الإسلامي... فمن أين أتى الأزرق الفاتح؟

إذا كان هذا ما يجري على أرض العراق من تعذيب وترهيب واستهتار بالكرامة الإسلامية والعربية من جيش من الشواذ في الطبع والأفكار ومن سادية في التعامل مع الجنس العربي المسلم... فما بالكم بما يجري لأبنائنا في غوانتنامو في منطقة معزولة من العالم؟! لا حسيب ولا رقيب إلا الله سبحانه وتعالى... اللهم الطف بأبنائنا هناك... اللهم سخّر لهم من حكامنا من يقف معهم ويعمل على اعادتهم إلينا سالمين... اللهم آمين

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 604 - السبت 01 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً