الثالث من مايو/ أيار يصادف اليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة، وهو يوم يستحق الاحتفال به في البحرين للانجازات التي تحققت خلال ثلاثة أعوام من الانفتاح السياسي. اقول ذلك على رغم «جرجرة» الصحافيين امام المحاكم الجنائية على قضايا لا تستحق وعلى مسائل يتمكن حلها ديمقراطيا من دون الحاجة إلى استخدام اجهزة الدولة التي يجب توجيهها إلى محاربة الجرائم الحقيقية والفساد الاداري والمالي الذي يحتاج إلى مواجهة حاسمة.
غدا يوم الصحافة... وكنت اتمنى لو ان قانون الصحافة المعدل والذي وعدت به القيادة السياسية قبل تسعة عشر شهرا قد صدر وحل الاشكالات الحالية. فهذه فترة طويلة جدا ولا يبدو أن التعديل سيصدر مادام ان لكل وزارة الحق ان تؤخر أي قانون لا يعجبها ومادامت العملية التشريعية بهذا الوضع الثقيل الذي لا يسمح لها ان تتحرك بالسرعة المطلوبة. فاذا كان لتعديل وعدت به القيادة السياسية ان يطول هذه الأشهر الطويلة التي بدأت تتحول إلى سنوات، فكيف الحال مع تعديلات أخرى لا تحصل على مساندة القيادة العليا؟
غدا يوم الصحافي... وكنت اتمنى لو ان نقابة للصحافيين قد تأسست، ولكن يبدو ان الله قسم للصحافيين جمعية غير موجودة ونقابة (تحت التأسيس) غير موجودة، ولايبدو ان ايا منها سيولد ولادة حقيقية للتنفس طبيعيا لتمثيل الجسم الصحافي. الجمعية والنقابة حالهما حال قانون الصحافة، اختفيا من الوجود على رغم كل الوعود.
غدا يوم الصحافة... وكنت اتمنى لو ان رؤساء التحرير قد توصلوا إلى ميثاق شرف يضبط مهنة الصحافة لصالح المواطن ولصالح قول الصدق، ولصالح خدمة الديمقراطية، ولصالح سمعة البحرين، ولصالح خدمة التنمية، ولصالح خدمة الشفافية، ولصالح تفعيل دور «السلطة الرابعة» التي يجب ان تكون «سلطة» وليست اداة تابعة للسلطة التنفيذية. لكن الميثاق يحتاج إلى مزيد من الحماس من أجل مبادئه السامية وهو ما نأمل حدوثه في اطار محدد يعزز الدور الرقابي المسئول للصحافة.
غدا يوم الصحافة... وأسترجع قليلا لأتذكر كيف ولدت صحيفة «الوسط» وكيف باشرت تأدية دورها... المشروع الاصلاحي لجلالة الملك حقق للبحرين الكثير، بدءا بحرية التعبير وحرية التجمع التي نأمل ألا تتراجع مهما كانت الظروف والمسببات. اسماء المستثمرين الذين استثمروا في المشروع واسماء جميع المخلصين الذين ساندوا فكرة «الوسط» محفورة في الذاكرة. فمع بداية مشروع الاصلاح كانت فكرة تأسيس صحيفة مستقلة موجودة لدى عدد من الفعاليات والشخصيات وعدد من هذه الشخصيات تقدمت بافكارها بصورة مستقلة عن بعضها بعضا، وكانت ولادة «الوسط» نتيجة لواحدة من تلك المبادرات. انتقلت المهمة بعد ذلك إلى لجنة تأسيسية أخذت على عاتقها مهمة تطوير الفكرة ونقلها إلى حيز التنفيذ.
غدا يوم الصحافة... وامام ذاكرتي كل اسم عمل في «الوسط» وساهم في انجاح تدشينها على أرض الواقع في فترة قياسية... الصحافي والإداري والانتاجي والاعلاني والتوزيعي والارشيفي والمساند، كلهم عملوا يدا بيد وأقاموا صرحا كبيرا لخدمة الصحافة وأهل الصحافة، ولخدمة السياسة وأهل السياسة، ولخدمة الاقتصاد وأهل الاقتصاد، ولخدمة الرياضة وأهل الرياضة، ولخدمة الثقافة وأهل الثقافة... وأهم من كل ذلك لخدمة البحرين وكل أهل البحرين
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 604 - السبت 01 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الاول 1425هـ