يبدو أن بعض المهتمين بالحركة الثقافية في البحرين تداركوا أن وقت الوداع حان لـ «أصيلة» فبينما سمعت بعض الملاحظات التي تنطلق هنا وهناك عن أن البعض لم يسعفه حضور هذه الفعالية او تلك... أو حتى المشاركة في دعم فعاليات الملتقى فإنه في ختام هذا الملتقى اتفق المبدعون والمثقفون والمهتمون على أن «أصيلة» أوجدت فعلا «صحوة ثقافية» في وقت غلبت فيه ملامح التشدد والتطرف لأية فعالية تنظم أو تقام في البلاد.
إن تفعيل مثل هذه الأنشطة والفعاليات المختلفة في البحرين حفز المبدع والفنان والمثقف والأديب والكاتب وحتى الصحافي على دعم كل ما هو جميل وما قد يقدم من قبل أهل البحرين على مستوى الثقافة وأوجه صورها.
فقد ذكر لي أحد الفنانين البحرينيين أن «أصيلة» هي ما يبحث عنه الفنان البحريني لتفجير طاقاته الفنية البعيدة عن أي لون معتقدي أو الترويج لفكر جماعي معين... بل هي فرصة لإطلاق العنان في فضاء من الحرية الابداعية التي قد تتمثل في رمزية الأعمال المتعلقة بالانسانية عموما ومن دون استثناء.
وهنا نسأل: هل هذا الملتقى بداية لإعادة المشهد الثقافي في بلد غلبت فيه أوراقه السياسية والمذهبية حاليا الى حد التطرف...؟!
كل ما نأمل أن تكثر وتنظم فعاليات مثل «أصيلة» لتبرز أوجه البحرين الأخرى التي لا تقل عن دول أخرى كونها تحفل بالكثير من المواهب والطاقات الابداعية التي لا حد لها.
فهي تنتظر من يشجعها ويدعمها رسميا اولا وأهليا ثانيا... إذ إن المفاجأة ستكون كبيرة وإيجابية بل وستعود بالنفع على المجتمع وخصوصا أن الثقافة التشاؤمية السوداوية أصبحت هي الثقافة المهيمنة ما أدى إلى انخفاض مستوى الثقافة المتعددة الألوان وبالتالي طمست لغة الإبداع الحقيقي التي كانت تميز البحرين لفترة من الزمن
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ