العدد 2767 - السبت 03 أبريل 2010م الموافق 18 ربيع الثاني 1431هـ

عذاري بانتظار الفرج

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أحد الأخبار المنشورة يوم الجمعة في صفحة داخلية، تتكلّم عن اعتصام مجموعة من النسوة والأطفال أمام مدخل قرية عذاري للمطالبة بإشارةٍ ضوئيةٍ وخطوط مشاة.

مثل هذا الخبر المخجل لن تقرأ مثله في أي بلد خليجي على الإطلاق. فمثل هذه القضايا تتكفّل بها وزارات الدولة، التي يديرها وزير مسئول، وتحته عشرات الكوادر الفنية والتنفيذية، وتحتهم مئات الموظفين. فخطوط المشاة من أبسط مسئوليات وزارة الأشغال، ربما بالتعاون مع وزارات أخرى، دون منّ أو أذى أو مطالبات. ولكن بسبب الروح البيروقراطية المستحكمة، نحتاج إلى أن تزهق عدة أرواح، وترمل بضع نساء، وييتم عشرات الأطفال، حتى تقوم الوزارات المعنية بواجبها.

في السنوات السابقة، قدّمت قرية بني جمرة عشرات الضحايا والمصابين في حوادث مرورية قاتلة، وكانت أصوات الأهالي ترتفع بالمطالبة بحلول عاجلة، ولم تأتِ الاستجابة إلاّ قبل عام واحد فقط، بنصب إشارات مرورية جديدة تحد من الحوادث. واليوم تطالب قرية عذاري بحلّ، لن يكلف الدولة حتى تكلفة حفلة موسيقية رومانسية من النوع الذي يقرّب إلى الله في قلعة عراد، ولكنه سيحفظ أرواح الكثيرين من سكانها.

عذاري من القرى الصغيرة جدا، فبيوتها لا تزيد على المئة بيت، لكنها منطقةٌ تعج بالحركة، وتقع على مفصل طرق رئيسي يربط المنامة وضواحيها الغربية بالمحافظتين الوسطى والغربية. وهي تواجه اليوم مشكلتين وليست واحدة: المخرج الآمن للسيارات، والعبور الآمن للمارة. وإضافة إلى أكبر منتزه على مستوى البحرين، فإن في منطقة عذاري الكثير من معارض السيارات وأشهر محلات الأثاث، فضلا عن مكاتب لشركات صناعية وتجارية مختلفة.

مثل هذه القرية تحتاج إلى مدخلٍ ومخرجٍ آمن، فالمخرج الحالي خطر جدا، وكل من يستخدم هذا الطريق يوميا يدرك ذلك، فكثيرا ما تفاجئك سيارةٌ عند هذه النقطة من الشارع المنحني. وفي أغلب الأوقات تجد أمامك عابرين، طلابا وطالبات مدارس، ونساء ورجالا من كبار سن، ومتسوقين وزبائن وعمّالا أجانب. والمحافظة على أرواح هؤلاء مسئولية الوزارات المعنية، من داخلية أو أشغال أو بلديات.

بعد حادث مقتل الشاب زاهي بهذه الصورة الدامية، اعتصمت نساء القرية لتذكير المسئولين بتقصيرهم، فيبدو أننا لا نسمع الشكاوى إلا إذا توزعت الأشلاء وتضمّخت بالدماء. وكان لابد أن يسقط شابٌ تكسرت رجلاه وهرس حوضه، حتى تستيقظ البيروقراطية على صوت الفجيعة والصراخ.

المشكلة التي تواجهها عذاري وأخواتها (السهلة الشمالية والجنوبية وأبوقوة وحتى جبلة حبشي)، واجهتها قرية الصالحية منذ ثلاثة عقود، ولم تحل إلا العام الماضي. فالصالحية لم يكن لها مدخلٌ آمن، فمن يريد الذهاب للمنامة عليه الوصول حتى مسجد الخميس والعودة شرقا، ومن أراد الدخول إليها من جهة الغرب عليه الوصول إلى السلمانية والعودة مرة أخرى. هذه المعضلة حلتها الوزارات المعنية بوضع الإشارات الضوئية، وعذاري تحتاج لتفكير جذري من هذا القبيل.

عذاري من القرى الزراعية الوادعة جدا، لم يسمع صوتها طوال عقود، عاشت على ضفاف العين التي تسقي الغريب وتترك القريب، وبهذا اشتهرت حتى عند أشقائنا الخليجيين... فتداركوها قبل أن تشتهر بكثرة الحوادث والأشلاء والاعتصامات التي تطالب بإشارة ضوئية أو خطوط مشاة.

ملاحظة: نتمنى أن تبادر وزارات الأشغال والإسكان والداخلية للاجتماع لوضع علاج جذري وعاجل، وألا يوكل لأحد «كتّاب العملة» بكتابة ردّ بذيء كما حدث قبل شهرين. مع أخلص التحيات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2767 - السبت 03 أبريل 2010م الموافق 18 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 1:15 م

      الله يرحمه

      كل شيء قضاء وقدر والشاب ما كان متعمد وتفاصيل الحادثة تشير ان الموضوع فيه كثير من الغموض ، الله يرحم الاخ زاهي كان فعلا انسان مشهود له بالايمان والنشاط الاجتماعي والتفاعل البناء ، ومالنا الا الصبر والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة

    • زائر 15 | 2:37 م

      حياتنا في خطر

      قبل حوالي شهر تقدمتُ إلى الأستاذ يوسف ربيع ريس لجنة الخدمات والمرافق بالمجلس البلدي الشمالي، بطلب إشارة مشاة بموقف النقل العام بعد دوار سار مباشرة نحو الدراز، لما لهذا الشارع من خطورة على المشاة العائدين من المنامة بالباصات، ويعبرون الشارع إلى شارع سار. وأكد لي الأستاذ يوسف ان رفع مذكرة إلى الأشغال أرجو أن تنال إهتمام المسئولين عن هذا الشأن لما فيه من حفاظ على ارواح المواطنين الذين يعبرون الشوارع، والحوادث الشبه يومية شاهدة على خطورة الوضع بسبب إهمال المعنيين بالأمر.

    • زائر 14 | 12:41 م

      زهراء

      الله يرحمك يا زاهي ويرحم جميع ضحايا هذا الشارع المعضوب عليه من قبل المسؤولين ... دمكم جميعاً في رقبة هؤلاء الذين يكتفون بشرب الشاي والقهوة .. وإلقاء النكات .. وتوزيع المناقصات على الربع كالحلويات ...

    • زائر 13 | 10:42 ص

      عذاري

      فعلا لا يشعر بالمر الا اصحابه
      احنا عايشين الوضع ونمر من على الشارع بس هم الجهات المعنيه او غيرهم وغيرهم وحتى النائب يمرون من هذا الطريق ؟ يعبرون الشارع ؟ اكيد الجواب لا فما يحسون بهذا الاحساس الى تحس فيه كل ام وكل شاب وكل طفل يمر هالشارع! لو تطلع سياره فجاه سياره مسرعه تقتل الجاي من الى مستفيد من هالشغله !! وزاره الاحصاء >> عشان تكثر من احصاءات الميتين
      صار له كم يوم من الاعتصام محد حرك قيد انمله من وزاره الاشغال او غيرها
      او تكفل بحل هالمشكله
      السؤال ؟ الى متى ننتظر!

    • زائر 12 | 8:55 ص

      نحتاج اشارة لان الحوادث مو بس مشاة حوادث سيارات بعد

      اقتباس : (البيروقراطية في النائب المنتخب : وكذلك المشاة يفاجؤونك بالعبور من أماكن خاطئة وقاتلة )
      .... شلون يعني أماكن خاطئة اذا كان الشارع جذي يعني تبي الناس تمشي للخميس علشان يعبرون الشارع ؟؟..والحوادث ما تصير بس للمشا للسيارات اللي بتطلع وبتدخل الديره يا زعم معدلين الشارع وهم خلوو طلعتنا ودخلتنا من لفه وحده ...
      النائب البلدي ما سوى ولا شي للمنطقه لو ما اهل الديره تكتب في الجرايد ( عن الليتات مثلااااا ) ما يستوي الشي في الديره الا هي عذاري

    • زائر 11 | 7:27 ص

      البيروقراطية في النائب المنتخب

      سيد عزيزي هناك نائب بلدي للمنطقة كان يمكنه وضع التصورات للمنطقة وهنا يكمن الخطأ في إنتخاب أشخاص لإنتمائهم الحزبي فقط دون النظر للكفاءة والمعايير الأخرى مع إحترامي للنائب ولكني أتكلم بصورة عامة ومن ثم نلوم الوزارات البيروقراطية فعلاً كما أن المجتمع بحاجة ماسة لزيادة الوعي فلا إحترام لخطوط المشاة ولا إحترام للإشارات الضوئية وكذلك المشاة يفاجؤونك بالعبور من أماكن خاطئة وقاتلة فالمسألة ليست من إختصاص الوزارات فقط بل هي مسئولية مشتركة.

    • زائر 10 | 4:09 ص

      الاشارة ليست حلاً جذرياً

      على شارع البديع تجد اشارات مشاة عديدة ولكنك تجد ايضاً حوادث عديدة على نفس الشارع وازدحام شديد على نفس الشارع والسبب اشارة المشاة او بالأحرى اشارات المشاة لا ادري لماذا تقوم وزارة الاشغال بوضع الاشارات بدل الجسور ، فالجسر أأمن لعابري الطريق من الاشارة ، بعض الاحيان لا ينتبه السائق الا بالاشارة حمراء فجأة ومما يسبب حوادث وقد تصل الى دهس من يعبر الطريق .

    • زائر 9 | 3:06 ص

      تبرير

      ما التبرير الذي يمكن ان يساق من قبل وزارة الأشعال لعمل حسر للمشاة في شارع الإستقلال علما ان عدد المشاة قليل ان لم يكن معدوما وعدم عمل مثل هذا الجسر في منطقة مثل بني جمـرة او عذاري او المعامير؟
      اقتراح : اقترح على كاتب المقال وبالتعاون مع المجالس البلدية التقدم الى عائلة كانـو المحترمة لعمل مثل هذه الجسور او التقدم الى البنوك التجارية. عمل مثل هذه الجسور افضل من التبرع الى مجمع السلمانية والمعروف ان مبالغ التبرع سوف تسرق بطريقة او باخرى

    • زائر 8 | 3:01 ص

      الذاكرة

      يذكرني مقال السيد اليوم وموضوع مقتل الشاب بأيام مدرسة المعامير التي كنت طالبا بها. في تلك الأيام كان طلاب المعامير يعبرون الشارع الي المدرسة ، هذا الشارع الذي شبع من الحوادث الخفيفة وغير الخفيفة بل حتى المميتة والتي لم تحرك ساكنا في وزارة الأسغال لعمل جسر للمشاة رغم عدد الضحايا الذين تسببت الحوادث لهم بعاهات مستديمة وقصفت اعمار شباب وشابات في مقتبل العمر.
      لا أدري ماذا ينتظر مسؤولو وزارة الأشعال من حوادث لتبرير عمل جسور المشاة.

    • زائر 7 | 1:41 ص

      شباب طايش وارعن

      صحيح لازم يفكرون يوضعون حسور أو اشارات وخطوط مشاة، لكن أيضاً لازم الشباب المتهور يقف عند حده، فمو معقول الي قاعد يصير. يومياً حوادث، ولو الواحد منهم يتقل روحه مو مشكلة، لكن المشلكة يقتل غيره من الأبرياء. واحد رايح يشتري لطفلته أغراض للروضة ويطلع له واحد متهور يقتله بسبب السرعة. الله يساعد اهله وأطفاله اللي تيتموا بسبب هذا الشاب الأرعن.

    • زائر 6 | 1:38 ص

      جسور وليست فقط اشارة ضوئية

      انا أضم صوتي أيضا للزائر الذي ينادي بضرورة وضع جسور في مثل هذه الاماكن التي يزاداد فيها العبور. أرواح الناس ليست لعبة ولا رخيصة،

    • فيلسوف | 1:17 ص

      ما ينفع الدكتور بعد المنية

      اهمها فقط ينتظرون يصير موقف مثل حالة وفاة نتيجة سوء الشارع وبعدين بيتحركون . اذا فات الفوت ما ينفع الصوت . حياة الناس مو لعبة . والله يعين اهل الضحايا اللي فقدوهم نتيجة تهور وسرعة بعض من الفئات . ترى يا دكتور ما ينفع الدكتور بعد المنية

    • زائر 5 | 1:16 ص

      الجسور فقط

      لماذا لاتكون الجسور لانها افضل من الاشارات الضوئيه بكثير مثل التي في شارع الفاتح والمللك فيصل ومدينة عيسى تكون في جميع المناطق مع وجود المصعد واسمعي ياوزارة الاشغال وشكرا يااستاذقاسم.

    • زائر 4 | 12:30 ص

      الى متى

      هو ذات المسلسل الذي يحدث لمرضى السكلر والباحثين عن العمل والذين على قائمة الانتظار بالنسبة للسكن وهم دائماً من فئة معينة من الشعب الذين يراد تصفيتهم واستبدالهم بشعب آخر

    • زائر 3 | 12:23 ص

      نحتاج موت مائة انسان مقابل اشارة ضوئية

      يا سيد نحتاج إلى كم شاب وشايب وامراة وطفل يموتون دهساً تحتح عجلات السيارات حتى يستيقظ الوزراء . نحتاج إلى مئة اعتصام تحت أشعة الشمس. نحتاج إلى إلى تيتم عشرات العوائل حتى يقوم المسؤولون بواجبهم الذي يستلمون عليه رواتبهم.

    • زائر 2 | 12:17 ص

      صج مهزلة

      فعلا لا توجد دولة خليجية يحدث فيها اعتصام من اجل تركيب اشارة ضوئية أو خطوط مرور. كم راح تكلف هذي؟ بس شنقول؟

    • زائر 1 | 9:58 م

      مهزلة

      أبت عذاري إلا أن تطبق مثلها ( عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب )

اقرأ ايضاً