بين تارة وأخرى «نتفنن» في اختلاق مشكلات رياضية بطرق مختلفة وآخرها ما يثار منذ أيام عن توجه الاتحاد البحريني لكرة القدم لإقامة مباراة ودية بين منتخبنا ونظيره الفلسطيني في القدس حتى أصبحت «قضية ساعة» انغمست معها صحافتنا الرياضية التي هي الأخرى تبحث بين تارة وأخرى عن موضوعات تحرفها إلى قضية!

وبعيدا عن الكلمات السياسية والعاطفية، نتساءل بواقعية وعقلانية... هل نحن بحاجة اضطرارية في البحرين لخوض هذه المباراة في مثل هذا التوقيت والظروف في الوقت الذي كان ينتظر فيه الشارع الرياضي البحريني من المسئولين التركيز على معالجة أوضاعنا الكروية والرياضية السلبية والتي تعاني من نواقص وأخطاء كثيرة وخصوصا لمرحلة ما بعد الإخفاق المونديالي وما ننتظره من مشاركات مهمة خليجيا وآسيويا في الأشهر المقبلة؟! وبالتالي هناك أولويات يجب أن تصب جهودنا عليها لتصحيح البيت الداخلي قبل فتح «الباب» لأمور أخرى لا نكون مهيئين لندخل فيها في الوقت الجاري.

وللأسف فإن اتحاد الكرة فتح عليه أبوابا كان بحاجة إلى دعمها في المرحلة التي ينادي فيها بدعم مجلس النواب لنشاط اتحاد الكرة وزيادة موازنته المالية ودعم الخطط التطويرية بعد الاجتماع الذي تم أخيرا بين الاتحاد واللجنة المالية بالاتحاد، إذ دخل بعض النواب على خط «مباراة فلسطين» واعترضوا على توجه اتحاد الكرة لخوض المباراة لارتباط ذلك بترتيبات متعارضة مع الهدف من وراء إقامة اللقاء وخصوصا أن الدخول إلى الأراضي الفلسطينية مازال مرتبطا بتأشيرات «إسرائيلية»!

ثم نقول إذا كان اتحاد الكرة حريصا ولديه النية لدعم القضية الفلسطينية «رياضيا» فليتجه إلى أبواب أخرى مثل دعوة منتخب فلسطين للعب في البحرين أو التبرع بمبلغ معين لدعم المشروعات الخيرية التي تقام هناك بالتنسيق مع الجهات المختصة، وخصوصا أن هناك الكثير من الدول العربية حتى القريبة من فلسطين لم تقدم على خطوة السفر إلى فلسطين لخوض مباراة تعزز إجراءاتها من الاعتراف بسلطة الاحتلال التي تسيطر على إجراءات الدخول والخروج من الأراضي الفلسطينية.

أتمنى أن يعيد المسئولون في اتحاد الكرة النظر في هذه المبادرة حتى لو كان هناك اتفاق تم بهذا الشأن والاتجاه إلى حلول أخرى وظروف أفضل وتوقيت مناسب لمثل هذه المبادرات التي قد تزج بنا في متاهات، وأن نركز على أولويات العمل وتحشيد الجهود المختلفة التي تدعم النهوض بالكرة البحرينية وتحسين أوضاعها وتطويرها في الوقت الجاري، وتحريك «المياه الراكدة» في الاتحاد من ضعف مستوى الدوري وغياب الجمهور والتسويق وتراجع مستوى المنتخب في الفترة الأخيرة وحسم موضوع الجهاز الفني مع اقتراب انتهاء عقد المدرب التشيكي ماتشالا بعد شهرين!

أخيرا فإن قضية فلسطين قضية باقية وارتبطنا بها منذ الصغر ولا تقبل المزايدات وطرق التعبير عن التضامن معها متعددة والأهم ألا تكون على حساب أمور أخرى وهو ما نأمل أن يعيه مسئولونا... «والقدس في قلوبنا»