العدد 2766 - الجمعة 02 أبريل 2010م الموافق 17 ربيع الثاني 1431هـ

الترفيه والسياحة بشروط وخطط مسبقة...إجازات بموازنات صغيرة!

تركت الأزمة الاقتصادية العالمية أثرها على كل شيء، فحتى الناس العاديين وصلت لهم آثارها، وإن كانت بطرق قد لا يراها البعض بشكل مباشر، ولعل من أبرز الأمور التي كان على الناس مراعاتها خلال العطلات التي تزامنت مع هذه الأزمة، موضوع الترفيه المقتصد أو الأقل كلفة، وعلى رأس قائمة الترفيه المقتصد الرحلات والإجازات الترفيهية محدودة المصاريف، التي تنبه إليها الكثير من العاملين في قطاع السياحة والترويج للبرامج والرحلات الترفيهية حول العالم، وخصوصا بعد أن أحجم الكثيرون عن السفر وعائلاتهم في مواسم الإجازات، لضعف الموازنات وارتفاع الأسعار.

ومن هنا كانت فكرة الإجازات منخفضة الكلف التي يمكن الاستمتاع من خلالها بكل ما يرغب المسافر فيه من ترفيه، وفي الوقت نفسه يمكن ضبط مصاريفها ومتطلباتها، إذ تقدم الشركات السياحية اليوم الكثير من العروض للسفر لمختلف بقاع الأرض بموازنات مدروسة تتناسب والكثيرين، على أن هذه الرحلات تمتلك مواصفات محددة وتشترط مجموعة من الشروط لكي تتوافر بشكل أقل كلفة.

ولعل من أبرز سمات هذه الرحلات السياحية، أنها تقوم بالدرجة الأولى على مسألة التنظيم المسبق لجميع تحضيراتها وتفاصيلها، في فترة قد تزيد على مدة الشهرين من بدء موسم الإجازة، وعلى رأس هذه التحضيرات الحجوزات المبكرة لتذاكر السفر وأماكن الإقامة والاطلاع على الموسم الأكثر ازدحاما، الذي يرتفع فيه الطلب على هذه الخدمات.

وبالتأكيد ليست هذه هي الشروط الوحيدة للاستمتاع بإجازة لطيفة وجملية من دون إنفاق مبالغ ماليه كبيرة، فبعد الإعداد الجيد لبرنامج الرحلة منذ الانطلاق حتى لحظة العودة، لابد من تحديد أهم الأمور التي يفضل جميع المشاركين في الرحلة وجودها في جدول الرحلة، أو على الأقل يتفهمها البعض لأنه في غالبية الرحلات الجماعية لا يمكن جمع رأي جميع الأفراد المشاركين في الرحلة على تسلية واحدة، إنما يمكن خلق نوع من التواصل يتقبل فيه كل طرف رغبة الآخرين في الاطلاع على جانب معين من البلد المزار.

ومن أبرز الطرق للاستمتاع بإجازة جميلة، محاولة فهم روح البلد المزار والتعايش مع تفاصيله خلال فترة الوجود فيه، مثل عادات وطرق عيش شعوبها ببساطتها واختلافها عن تقاليدنا، بالسير والتعرف على أسواقها الشعبية وأماكنها العامة المفضلة لسكان المنطقة، وبتذوق أكلاتها الشعبية، إن كانت مستساغة لدينا، فالأنماط الغذائية لبعض الشعوب تختلف اختلافا كبيرا عن نماذجنا العربية للأكل، وبالتالي إن لم تكن الأطباق الشعبية مقبولة لزائر، فالكثيرون اليوم يستبدلونها بالأكلات والوجبات السريعة وسلاسل المطعم الشهيرة متوسطة السعر التي تنتشر حول العالم.

أما بالنسبة إلى الإقامة، فكثيرة هي الفنادق المصنفة بثلاث نجمات، إلا أن خدماتها راقية وممتازة جدا، وخصوصا بالنسبة إلى فنادق المناطق الأوروبية التي يحرص القائمون عليها على تقديم خدمات تواكب خدمات الفنادق الكبيرة، إلا أنها قد تكون أقل رفاهية من الفنادق المكللة بخمس نجوم.

بالإضافة إلا أنه في كثير من لدول يمكن السكن مع عائلة ترغب باستضافة ضيف أجنبي في بيتها لفتر معينة. مقابل أسعار رمزية في غالب الأحياء.

وبالتأكيد عند الإعداد لأية أجازة مترفة المصاريف أو محدودة أو حتى متوسطة، لابد من مراعاة أن لأية خطة استثناءات، فقد يقع أي طارئ يغير المتوقع لبرنامج الرحلة، وهنا يكمن ذكاء المسافرين في إيجاد أفضل الطرق للحصول على أفضل الصفقات، وإحكام السيطرة على موازنة الرحلة. بالنتيجة السفر والسياحة هي رغبة في التغير والاستمتاع لدى من يسعى إليها، وسواء أكانت وجهتك أجمل سهول أوروبا الخضراء، أو خيمة منعزلة في وسط الصحراء، فإن الرغبة القوية في قضاء وقت ممتع مع تفهم المكان والمحيط والصحبة الطيبة... كل ذلك يصنع رحلة ممتعة حقيقية أيا كانت موازنتها.

العدد 2766 - الجمعة 02 أبريل 2010م الموافق 17 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً