ليس من السهل أن ينسى الإنسان الأحلام «البشعة» التي تراوده عند نومه، ومن الصعب أن تمر مرور الكرام حينما يكون «الكابوس» مزعجا وخصوصا عندما يتقلب يمينا ويسارا من شدة التعب الذي يراوده، لكن أفلام «الرعب» التي تراوده تجعله ينزعج منها.

هذا الحال ينطبق على الكثير من الجماهير البحرينية عندما تعود بهم الذاكرة إلى 14 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، فهذا اليوم أصبح «كابوسا» حقيقيا لكل مواطن عاشق لهذه الديار، وكيف يُنسى وهم من استيقظوا على «كابوس» كاد أن يودي بحياة البعض بعد خسارة الأحمر، من يقرأ أسطري سيدرك صعوبة الرعب الذي عاصره ذلك اليوم ومازال يراوده وهو مباراة منتخبنا أمام المنتخب النيوزيلندي وأصبح السبت «أسود» بمعنى الكلمة بسبب تبخر الحلم المونديالي وكان أشبه بـ «غليان المياه» التي نحضرها لشرب «الشاي» أو ما شابه.

لن أخوض في غمار ما حدث في ذلك اليوم، وسأكتفي بما حدث بعده، فالجميع يتذكر ما أوصى به رئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد عندما أمر بفتح تحقيق كامل عن الخسارة وسببها، إلى جانب تكوين لجنة تحقيق والتي أصبحت أشبه بلجنة «النوم على أصوات المياه الهادئة» بسبب تأخرها الكبير عن إعلان ما قامت به، فلا أخفي عليكم أنني تلقيت مكالمات كثيرة في الفترة الماضية من الجماهير يتساءلون أين وصل تحقيق اللجنة التي ظهرت لفترة قصيرة واختفت لأكثر من شهرين.

سأوجه عتب الجماهير إلى رئيس اللجنة ومنتسبيها عبر هذه الأسطر، فليست المرة الأولى التي أسأل عنها في هذه الزاوية، فلا تظنوا أن الخسارة أصبحت من الماضي ومرت مرور السحاب، فالجميع مازال ينتظر القرارات التي ستخرجون بها للشارع الرياضي وخصوصا أنكم ستجعلون قلوب الآلاف تطمئن قليلا إذا خرجتم بقرارات صارمة ومفيدة للمنتخب الوطني، فـ «الكابوس» والأحلام المرعبة بإمكانها أن تزول قليلا عندما تشاهد أفلاما «كوميدية»، فلابد أن تخرج قراراتكم بأسرع وقت ممكن وأن تكون معقولة وكفيلة بتغيير الوضع الحالي ليتغير وضع الكوابيس قليلا.

عدة اجتماعات رأيناها عبر الصحف المحلية من لجنة التحقيق، والسؤال المحير ماذا حدث في تلك الاجتماعات، هل كانت دراسة عن الإخفاق أم «سوالف» واسترجاع الذكريات ما بين الأعضاء؟! بصراحة فإن الفترة الماضية كانت كافية لكشف تفاصيل الإخفاق، فإلى متى الانتظار والإعلان وهل سننتظر إلى التصفيات المونديالية المقبلة حتى تستيقظوا من نومكم العميق، فالجماهير تعلق آمالا كبيرة عليكم فلا تجعلوها تفقد ثقتهم بكم، فالكشف عنوانكم وتكليفكم كان فاتحة خير، فهل قدومكم أصبح كالمثل الشعبي القائل «جبت الأقرع يونسني... كشف عن قرعته وفجعني».

هكذا عهدناكم يا أبطال

ألف تحية أقدمها إلى أبطال النادي الأهلي لكرة اليد بعد الإنجاز الخليجي الذي حققوه بفوزهم بلقب أبطال الخليج أمس الأول، فليس غريب على الكرة الأهلاوية هذه الإنجازات وأثبتم جدارتكم بتحقيق اللقب الكبير، فهكذا عهدناكم يا أبطال وأنتم على العهد دائما، فألف مبروك وإلى الأمام دائما.