عادت عجلة دوري كأس خليفة بن سلمان لكرة القدم للدوران الأسبوع الماضي بعد توقف شهرين، ويا ليته لم يعد إذا كان بتلك الصورة المتواضعة و(المميتة) والتي كانت أضعف من بدايته على رغم أنه كان يفترض التحسن النسبي بعدما تجاوزنا حمى البداية ووصل قطار الدوري لنصف المشوار.
وأكثر ما استوقفني في هذا الصدد ما عرفته وقرأته أن اتحاد الكرة وقع عقد رعاية الدوري والمسابقات المحلية وهو بانتظار موعد الإعلان الرسمي، وهنا استذكرت المقولة الشهيرة والتي تنطبق على حالنا «إن كان اتحاد الكرة لم يوقع عقد الرعاية حتى الآن فتلك مصيبة، وان وقع العقد فعلا فالمصيبة أكبر!».
إن تجاربنا مع عقود (الرعايات الفاشلة) لمسابقاتنا الكروية في المواسم الأخيرة يجعلنا لا نتفاءل بالأفضل مع الشركة الجديدة والتي لا نعرف من أي كوكب قادمة عدا أنها من خارج البحرين، و(المصيبة الأعظم) هنا هي طريقة الشركة الراعية ومدى قدرتها على تحقيق النجاح المنشود الذي يشبه (إحياء العظام وهي رميم)!... فهل الشركة تعرف وضع الدوري البحريني ومعاناته الحقيقية وقامت بالدراسة اللازمة التي تؤهلها إلى معالجة النواقص؛ لأن ذلك بيت القصيد وأساس علاج مشكلة الرعاية، وقد عجزت غالبية الجهات الراعية السابقة في العمل به، كما أنه لا نتصور قدرة الشركة الراعية الجديدة على توفير النجاح وهي قادمة في نصف الموسم، وذلك حالة غريبة لم يسبق أن سمعنا عنها حتى عربيا، وبالتالي فإن الكتاب يقرأ من عنوانه!
وما استوقفني أيضا أن الصدفة جمعتني قبل أيام برؤساء وممثلي روابط مشجعي أكبر الأندية الرفاع والأهلي والمحرق، وقرأت على لسانهم وعيونهم معاناة كبيرة، كأنهم عواجيز يستذكرون أيام التشجيع والجماهير ويقولون إننا هجرنا المدرجات ووضعنا أدوات التشجيع في رفوف الزمن، وحينها تفكرت في حالنا... فقلت إذا كان هؤلاء وهم رؤساء الروابط قد تسرب إلى نفوسهم اليأس والإحباط من حال دورينا فكيف حال بقية الجماهير؟!
وشر البلية ما يضحك، إذ ذكر لي أحد مسئولي تلفزيون البحرين أن طاقم التلفزيون ذهب إلى الملعب لنقل مباريات الدوري مباشرة في محاولة إنعاش وإنقاذ لكي يشعر الناس أن دورينا مازال حيا!
وحتى نحن كصحافيين رياضيين مكلفين بتغطية نشاط كرة القدم نشعر بإحباط أكبر تجاه ذلك لولا واجبنا المهني، وينتابنا شعور الحسرة ونحن نرى مدرجات بقية مسابقاتنا الرياضية مثل السلة والطائرة واليد تعج بجماهير الأندية والمتابعين والتفاعل على رغم النقل التلفزيوني لمبارياتها.
يا من تتحدثون عن أهمية الدوري الكروي وتحملتم المسئولية، تعالوا إلى الملاعب وانظروا وابحثوا عن الأسباب والحلول لأنها من أساس عملكم وشاهد على نجاحكم في إنعاش وتطوير مسابقاتنا المحلية، وألا تعلقوا ما يحدث على مشانق الآخرين وتظلوا تدورون في دائرة الإحباط واليأس الذي تسرب إلى نفوس الجميع... وسامح الله من كان السبب
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ