العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ

«فضيلة الشيخ»...

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نقرأ في الصحف ونشاهد في التلفاز بعض المشايخ المختومين بصفة «ناقص - زايد»، إذ إنهم ما إن يقرأوا كتابين في الشريعة والفقه، حتى يحدّثوا الناس في قضايا الحلال والحرام، ويكفّروا الطوائف غير المحسوبة على مذاهبهم، ويتجاوزوا هذا كلّه في استغلال وظائفهم لما يناسب جمعياتهم السياسية المتأسلمة.

وهناك ذاك «الشيخ» مسئول الإعلام في الجماعة الفلانية، الذي لم يقرأ كتاب الله وسنة نبيه، ولكنه قرأ هوى نفسه وسوء نيته ليصل إلى منصب يحلم به في الدولة – أية دولة -.

وما أن وصل إلى مبتغاه حتى كشّر عن أنيابه، ونسى في خضم هذا كلّه ماهية وجوده، وكان يزايد في الخيانة – أي خيانة الناس باسم الدين -، ويغالي في الرياء وعدم قول الحق، ولا يصبر على من ينتقده، متسرعا مزايدا فيما يقوم به.

يريد إسكات الناس بالباطل حتى وإن كان سيفه رَمي الناس بهتانا وظلما، فلقد كان متعطشا للتجبر على الناس والتمييز بينهم، فمن كان معه يقطف الثمار، ومن ليس معه يقطف الشوك والذل والمهان.

للأسف الشيخ «ناقص- زايد» نقص عنده الكثير من واجبات دينه، الحلم والاحتمال والصبر والعفو، فمعانيها كلها متقاربة فهي كلها مما أدّب الله به نبيه المصطفى (ص) فقال تعالى: (خُذ العفو وأمُر بالعُرفِ وأعرِض عن الجاهلين) سورة الأعراف.

يوجّه الكلام الفاضي إلى الآخرين، وينتقد من قصّر لحيته وطوّل ثوبه، وحتى النساء نالهن نصيب الأسد من فتواه، فمن لا تلبس الحجاب الشرعي فعليها الحد قبل أن يعاقبها الرب، وكلها محاولات يشغل بها الناس ليستر بها ماضيه وحاضره في النصب على خلق الله.

يظن هذا «الفضيل» بأن المشيخة – الدينية – تأتي بالمظهر والبأس والشدّة، ونسي أخلاق الرسول في الحلم والستر والعفو، ولنا في أخلاق الرسول أسوة حسنة واتباع صادق.

فالصدق والأمانة ليستا سهلتين على صاحبنا هذا، فهو يكفّر من يشاء ويعاقب من يشاء، وميزان الصدق والأمانة يتأتيان بمدى قوة العلاقة معه ومع جماعته وصحبه.

نسى «شيخنا» قصص نبينا محمد في حكم الناس بالحق، وعدم اتهامهم باطلا إلا بالأدلة والبراهين، فبراهينه ناقصة وادعاءاته زايدة على الناس كذبا وتحريفا، ونسي عندما كان يتكلم عن «ظلم الدولة» في حلقاته مع جماعته.

يجب على من يسمونوه بعض الناس بـ «فضيلة الشيخ» أن يعلم بأن كلمة حق قد تخرج من أحدهم، تعينه في يوم من الأيام من هلاك يوم القيامة، الذي لا نعتقد بأنّه يفكّر فيه حاليا، فهو زايد في التفتيش عمن ينتقده، وناقص في التفتيش عما ينتقص داخل إدارته!

والسبب كلّه بدأ عندما ظنّ هذا «الشيخ» بأنه فوق القانون وفوق حرية الكتابة، التي عهدها لنا الدستور والمشروع الإصلاحي في الدولة، فتخبّط بين هذا الكاتب وذاك الصحافي، يحاول إسكاتهم بالتوسّل تارة وبالقوة والتخويف تارة أخرى.

نتمنى من «فضيلة الشيخ» أن يوجه انتقاداته وأسهمه المسمومة لمن هم على شاكلته، بدل التخبط بين أيادي الكتاب وفكر العقلاء، فهو ناقص في الحق والأمانة وزايد في الجُبن والادعاء

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً