العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ

بدلا من التشاؤم

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لعل الأخبار المتتالية منذ شهرين تدفع نحو التشاؤم، ولكننا ولكي نساعد أنفسنا للانتقال نحو التفاؤل فإن علينا جميعا -دولة ومجتمعا- أن نتواضع خلال مناقشة مجمل الأوضاع لكي نخرج بقراءة واقعية وبعيدة عن الأسلوب الطفولي الذي يلقي اللوم -كل اللوم- على طرف ويغفل العوامل المتداخلة التي تشترك في دفع الأمور باتجاه سلبي.

بإمكان البعض منا أن يقف على الهامش مراقبا مجريات الأمور، فإن صلحت اشترك لاحقا، وإن ساءت فإنه في معزل عما جرى... ولكن مثل هذا الموقف لا يعبر عن مواطنة إيجابيةناضجة، وإنما عن سلبية فاقدة للإرادة وغير طموحة في مستقبل يعم خيره الجميع.

ربما أن على المسئولين وعلى المؤثرين في الساحة أن يستبدلوا وجهة النظر المتشائمة للأمور وأن يكونوا أكثر تفاؤلا بقدرتنا على تحقيق التزاماتنا جميعا نحو تعزيز العملية الديمقراطية وسيادة القانون، وحماية الحقوق سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدينية وتلك الحقوق المكتسبة في السنوات الأخيرة والمتعلقة بالحريات العامة، والسعي إلى تحقيق المساواة بين المواطنين، ومنع التمييز ضد المرأة وضد أية فئة من المجتمع بسبب العرق أو المذهب أو أي نوع آخر من الانتماءات، وأن نوجه جهودنا لإنجاح جهود إصلاح التعليم، وتحقيق رؤية اقتصادية للتنمية المستدامة، وتخفيف الفقر وتقليص الفجوة بين الذين يملكون والذين لا يملكون، وحماية البيئة والسواحل، وتعزيز الشفافية ومبادئ الحكم الصالح، وإشراك الفئات المهمشة في برامج استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاندماج في الدولة والمجتمع... إلخ.

ربما أن هذا النوع من الكلام يبدو غريبا، وتغريدا خارج السرب، في فترة تشهد توتيرا وتصعيدا في الخطاب، وخلطا في الأوراق، وتشكيكا في النوايا، وتلبيسا في القضايا... لكننا لا خير فينا إن لم نستطع إعادة التأكيد على الرسالة الإنسانية والطموحات الوطنية التي دفعت الكثير منا للوقوف صفا واحدا من أجل خير هذا الوطن، ومن أجل مجتمع يعمّه العدل والأمن، وتترابط الأواصر فيه على أساس التضامن البعيد عن السلوكيات الفاسدة سياسيا.

إن مستقبلنا نصنعه بأيدينا، ومهما كانت الظروف التي نمر بها، ومهما كانت التعقيدات الإقليمية في عدة قضايا محيطة بنا، فإن ما نحتاجه هي الشجاعة في معالجة الملفات وليس التهرب منها واللجوء إلى الصدامات أو تصفية الحسابات عبر ما تتوافر لدى الدولة أو فئات المجتمع من إمكانات.

لنتصور الوضع وكيف سيكون في صالح الجميع لو أننا توجهنا نحو اقتناع راسخ بقدرتنا على التصدي بصورة حضارية وسلمية لجميع التحديات التي نمر بها حاليا... فنحن جميعا بدأنا السير على خطى ثابتة وصحيحة لتعزيز العلاقة بين الدولة ومواطنيها، ونحن بحاجة إلى هذه العلاقة اليوم أكثر من أي وقت مضى... وذلك لكي ندير شئوننا نحو الأفضل، وليس نحو الأسوأ

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً