سيُسجَّل للقمة العربية الأخيرة في سرت أنها انتهت كما بدأت، دون مفاجآت، ودون مواقف حاسمة، وحتى دون جلسةٍ ختامية.
وسيُسجَّل للحضور صراحتهم، فهم اعترفوا بعجزهم وضعفهم وضياعهم وهوانهم بين الأمم، لم يخدعوا أحدا أو يزايدوا على أحد. فرئيس القمة السابق اعترف بأن العمل العربي المشترك يواجه أزمة حقيقية، معترفا أنه لم يقدّم تقريرا بالإنجازات لأنه لا توجد إنجازات! أمّا الرئيس الجديد فقال إنه لا يوجد لدى الرئاسة شيء يمكن أن تُحاسب عليه سلفه، لأنها لم تمنحه أية صلاحيات. واعترف أن الشارع العربي الذي تجاوز الأنظمة شبع من الكلام.
ففي قمةٍ معروف سلفا سقف طموحاتها، كان من الطبيعي أن تبرز صوتان لملء الفراغ، الأولى عمرو موسى الذي يتكلّم باسم الجامعة العربية التي دخلت مرحلة الشيخوخة؛ والأخرى رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، العائد إلى الشرق بقوة ليجدّد الدور التاريخي للأتراك.
عمرو موسى طرح عدة أفكار مهمة، من بينها الدعوة للتفكير في بديل عن مبادرة السلام العربية، التي ولدت ميتة قبل ست سنوات في قمة بيروت. وهو يعلم بأنه لا بديل عمّا يسمى بالسلام الاستراتيجي، ففي جلستهم المغلقة تداول الزعماء الخيارات الأخرى: اللجوء إلى مجلس الأمن، فإذا استخدمت أميركا حق الفيتو لجأوا إلى محكمة العدل الدولية! فإذا لم تسترجع لهم حقوقهم لجأوا للجمعية العامة للأمم المتحدة... فهكذا تعيش الأنظمة العربية من لجوءٍ إلى لجوء!
داخليا... وعد موسى بأن تكون ولايته هذه هي الأخيرة على رأس الجامعة العربية، وهو مؤشرٌ إيجابيٌ إذا وفى به، فالعادة ألا يتزحزح مسئول عربي إلا بالموت، وخصوصا أن هناك تذمرا في دول مشرقية ومغاربية من استملاك دولة المقر للجامعة كإرث حصري.
إقليميا دعا موسى إلى إنشاء رابطة إقليمية للجوار العربي تقوم على تأمين المصالح وتحقيق الأمن المشترك، وكان الرجل واقعيا حين دعا للبدء بتشاد الإفريقية الفقيرة، ثم تركيا وبعدها إيران، ولا أعتقد أنه كان يجهل أن بلاده ستعارض ذلك بقدر معارضتها رفع الحصار عن غزة. وهي عموما فكرةٌ سياسيةٌ ناضجة، وخصوصا أنها ستشمل إثيوبيا وأريتريا والسنغال وغينيا ومالي والنيجر، إضافة إلى دول جوار المتوسط وجنوب أوروبا، باستثناء «إسرائيل» التي تعتبر نفسها فوق القانون. ومن شأن هذه الفكرة أن تغيّر من طبيعة الحركة الإقليمية وتسهم في ترشيدها وتفعيلها كما قال.
هذه الدعوة رحب بها أردوغان، الذي التزم بموقف عروبي أكثر تقدما من كثير من العرب. فقد تكلّم دون تلجلج عن احتراق الشرق الأوسط إذا ما احترقت القدس، قرة عين العالم الإسلامي قاطبة، واعتبر اتخاذ «إسرائيل» القدس بشطريها عاصمة لها ضربا من الجنون لسنا ملزمين به إطلاقا. وهو كلامٌ لم يعد رئيسٌ عربيٌ يتجرأ على قوله في زمن «السلام الاستراتيجي»!
عالميا... دعا الرؤساء العرب نظيرهم الأميركي باراك أوباما للتمسك بموقفه «المبدئي» بالوقف الكامل للاستيطان في الأراضي المحتلة، التي تمثل عائقا خطيرا جدا أمام السلام! وطالبوا اللجنة الرباعية التي يرأسها طوني بلير أحد بطلي غزو العراق، بالضغط على «إسرائيل» لتوقف الاستيطان!
قمة غاب عنها ثمانيةٌ من الرؤساء، نصفهم من الخليج، وهدّد وفدان بالانسحاب منها، وتغيّب رئيسٌ بعث بخطابه السامي عبر الفاكس ليُقرأ على الحضور... فهكذا يواجه النظام العربي التحديات!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2761 - الأحد 28 مارس 2010م الموافق 12 ربيع الثاني 1431هـ
حتى حماس انتقدت القمة
اليوم كتب عبدالباري عطوان مثل ما كتبت يا سيد، حتى انه اخذ يترحم على ايام كان العرب ظاهرة صوتية فاصبحوا ظاهرة مرضية. والقاريء ابواحمد يقول ليس هالتشاؤم؟ خلوا لنا شيء نفرح فيه او نامل خير هالحكام المفلسين الظلمة؟ بس ما نقول إلا الله يرحم شهداء الاسلام من عباس الموسوي إلى الشيخ ياسين والرنتيسي.
الحل البديل هو التلويح العسكري!
الأفضل، أن تلجأ الدول العربية في قمتهم القادمة إلى الحل الامثل وهو التلويح بالحل العسكري وتكوين جيش عربي مدجج بالسلاح كقوة ردع فقط ، ولكي لا يكون تدخلا في شؤون أي دولة يكون عبر تحالفات عسكرية دفاعية مع مثلي فلسطين في السلطة الوطنية وحماس عبر إبرام تحالف عسكري دفاعي مع حزب الله و إيران فيكون التحل العسكري قانوني ، وتكون الجامعة العربية طرفا مؤثرا فيها بإيعاز من القمة العربية القادمة وبالتالي من جميع رؤساء الدول العربية ، فبديل عملية السلام هو الحل العسكري ولو بالتلويح ؟
ما رأيكم في هذا الحلم؟
عرفتوه؟
أنا عرفته الزعيم اللي بعض خطابه بالفاكس للقمة، بعدما بحثت وقرأت كل الأخبار اليوم. ليس من المشرق ولكن من المغرب العربي. عرفتوه؟
لزوم ما لا يلزم
قديما قيل في الأدب لزوم ما لا يلزم ، واليوم نقول أن في السياسة أيضا لزوم ما لا يلزم ، وخاصة في مؤتمرات القمة العربية ، والتي أصبحت قمة مجاملات لا قمة قضايا وحل مشكلات ، فكما زرتكم بالأمس فالواجب عليكم رد الرزارة ، ولأولى صرف الملايين لمستحقيها في الداخل والخارج ، فهى أجدى وأستر للجميع ، والله من وراء القصد .
متعودة دايماً @
قمة شكلية لا تودي ولا تجيب ~
خف حنين ولا خفة العرب
العرب ناس خفاف الظل وأيضا خفاف في كل شيء حتى الكرامة ومن يأمل منهم أكثر من المؤمل فهو ذو فكر ناقص
14 نور
على الأقل في الخروج الأول خرجوا بخفي حنين اما في سرت فإنهم خرجوا بدون الخفين.
محمد ابو احمد
ستبقى امتناالاسلاميه حيه تنتج الابطال امثال صلاح الدين وقطز ونور الدين واحمد ياسين والرنتيسي والبناء وقطب فابعد عنك هذا الخطاب التشاؤمي
هل كنت تتوقع أكثر من هذا كالعادة نفاق ومجاملات وهذا نتيجة حتمية لان الامر اسند لغير اهله وما سياتي اذا بقي الحال على ما هو عليه أسوأ وأمر وأدهى واستأسدت ابناء صهيون ...
اجهاض مبادرة
العوة للحوار مع ايران التي طرحها الامين العام،قد احهضتها دولة خليجية كبرى،فقط لا نها تعادي ايران تاريخيا ومذهبيا،مما ضيع فرصة على باقي الشكاء العرب؟؟؟؟
عبد علي عباس البصري
نعم قصه خفي حنين ان رجلا رأى خفا جميلا فأراد ان يحمله غير انه لم يرى زوجه الثاني فتركه ومشى وبعد حين رأى الخف الثاني فاستبشر بخير وقال ارجع الى الثاني ورجع ولم يره ؟ فتأسف فقيل ، في المثل رجع بخفي حنين ، كذلك الجامعه العربيه ارادت ان تجعل للجامعه العربيه هيبه في الامم فيأست فلم تجد فأرادت ان تجدها في رابطه الجوار فأكيد انها لن تراها ، فصدق مثل السيد رجعت بخف حنين
أبو جالبوت
و مجلس سلم سلام عليه ... كقبر بديدانه مفعمِ
لا فائدة ترتجى من أناس غير متعلمين يعيشون الأمية و الجهل و حب التسلط كل يوم .
نعم لأوردوغان و السلام