العدد 2761 - الأحد 28 مارس 2010م الموافق 12 ربيع الثاني 1431هـ

الهستيريا ليست بديلا عن القضاء

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

على مدى أسبوع كامل، وحتى إصدار النيابة العامة قرارا بحظر نشر أية معلومات أو أخبار تتعلق بقضية وزير الدولة السابق في 25 مارس/ آذار 2010، تكفلت وسائل إعلام محلية وكويتية وعربية بنشر قصص ولوائح الاتهام حتى قبل أن تبدأ النيابة في التحقيق، وتفننت عدة جهات في «تسريب» الاتهامات وخلقت «هستيريا» بهدف التأثير على سمعة الشخص والعائلة والفئة والبلد الذي ينتمي إليه، وذلك من خلال تكريس صورة نمطية «مكررة» بغض النظر عن وجود ذنب من عدمه، وقبل أن تصدر لائحة اتهام رسمية، وقبل أن تبدأ أي محكمة قانونية لتنظر في الموضوع، وذلك بحسب المادة 20 من الدستور التي تنص على أن «العقوبة شخصية»، وأن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية تؤمَّن له فيها الضمانات الضرورية لممارسة حق الدفاع في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة وفقا للقانون»، وأنه «يُحظر إيذاء المتهم جسمانيا أو معنويا».

لقد برزت عدة اتجاهات في طريقة التعامل مع الموضوع، أحدها تبنى خلق «هستيريا»، بحيث ان التسريبات كانت منسقة وموجهة لإرسال رسائل محددة إلى عدة جهات في آن واحد، وخُيِّل لمن كان يشاهد بعض الفضائيات أو يقرأ بعض التقارير أن البحرين أصبحت «في خبر كان». هذا الاتجاه حقق «إنجازات» في بادئ الأمر، ولكنه بدأ يتعثر أمام الفجوات والمطبات التي خلقها لنفسه.

اتجاه آخر اعتبر أن مثل هذه الأمور يجب أن تخضع للمهنية، والالتزام بمبدأ عدم استباق النيابة والقضاء، والالتزام أيضا بمبادئ الضمير الإنساني التي تحتم على المرء أن يحترز لكي لا يتم التعدي على سيادة البلد، وفي الوقت ذاته يحذر من المساس بحقوق الناس، أفرادا وجماعات.

إن أصحاب الدعايات النمطية المكررة ربما احتاجوا إلى إثارة جو من الغوغاء، ربما للتأثير على إمكانية إجراء محاكمة عادلة... فحتى لو شهدت المحكمة ببراءة المتهم، فإن الأجواء الهستيرية ستترك بصماتها على أمور كثيرة وقضايا متعددة.

هناك بلا شك من تعاطى مع الإثارة بحسن نية، ولاسيما أنه كان شيئا يحدث لأول مرة ولابد أنه أثار الانتباه، ولكن من الواجب القول إنه إذا كانت الحملة الغوغائية تستهدف شيئا آخر غير القضاء العادل، فإنها بلا شك تكون مخطئة، ولاسيما إذا سعت تلك الحملة إلى توسيع الموضوع إلى نطاق أوسع من النطاق الشخصي وتعميمه بشكل نمطي مكرر وممجوج.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2761 - الأحد 28 مارس 2010م الموافق 12 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:29 م

      يا دكتور .. تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم!!

      "تكفلت وسائل إعلام محلية وكويتية وعربية بنشر قصص ولوائح الاتهام حتى قبل أن تبدأ النيابة في التحقيق، وتفننت عدة جهات في «تسريب» الاتهامات وخلقت «هستيريا» بهدف التأثير على سمعة الشخص والعائلة والفئة والبلد الذي ينتمي إليه" .. وهذا ما فعلته جريدة الوسط ونشرت تعليقات الشماتة والسخرية بهذا الوزير قبل أن تثبت التهمة عليه، وتناولت إسمه بالكامل وتحفظت على "خ.ر"!!!!!

    • زائر 10 | 6:30 ص

      بلد النوادر والعجائب

      وسنشهد المزيد أيضا ولكن كل ما في الأمر
      أن المسؤلية كلهم بهذه الديرة مطهرون وثيابهم
      نقية من كل الآثام والأخطاء ونحن شعب البحرين
      من يستاهل الضرب بالقزم والصرمايات لأننا ما يعجبنا العجب
      وإلا مسؤلين نظاف كل النظافة نبتلى عليهم ليش
      احنا هب عدلين القصد مب عدلين ولا نعرف قدر المسؤلين اللي يسهرون على راحتنا
      ما يطلع لهم قطع أرض هنا أو هناك شنو فيها يعني البلد واسع والخير كثيررررر

    • زائر 9 | 4:14 ص

      باب الحارة

      موغريبة عليهم يا ابن الجمري
      والله صدقت فيما قلت
      إن أصحاب الدعايات النمطية المكررة ربما احتاجوا إلى إثارة جو من الغوغاء، ربما للتأثير على إمكانية إجراء محاكمة عادلة... فحتى لو شهدت المحكمة ببراءة المتهم، فإن الأجواء الهستيرية ستترك بصماتها على أمور كثيرة وقضايا متعددة.

    • زائر 8 | 4:01 ص

      14 نور

      كان عوناً وبعد هذه المسرحية سيكون ضداً, هذه الأخطاء الغبية تعكس صورة هذه الحكومة المتخبطة ففي السابق كانت تتحرك في الظلام أما الأن فإنها تتحرك تحت قبة البرلمان وفي هذا ازعاج واضح للحكومة على قلة فعل البرلمان ولكن ما طرح على الساحة في السنوات القليلة الماضية و أخيرا ما عرض عن الأملاك و وزير الدولة وتقرير البندر و غيرها مثل التنجيس و الإطرابات السياسية وووو فهذه كلها ساهمت بتخبط الحكومة ولكن النكته في ذلك وجود الوقت اللازم لإخراج المسرحيات المنظمة والغبية.

    • زائر 7 | 1:53 ص

      كلام معقول0

      ان المتهم برئ حتى تثبت ادانته ولكن توجد تسجيلات تثبت ادانته 0 صحيح لايجب التسرع فى الحكم حتى العدل يقول كلمته فى التهم 0 اما القيل والقال هذا سببه القبض والتفتيش وحجز الادلة يعنى اى مسئول يتعرض لهذه المسائلات عليه ان يترك الكرسى 0

    • زائر 6 | 1:21 ص

      أبواق الفتنة ينشطون ويرتزقون

      انهم أبواق الفتنة ينشطون ويرتزقون انهم عاهرات الكلمة جاءوا من وراء البحار حبرهم سم زعاف يقذفون به في بطون ابناء الوطن المخلصين الغيارى قاتلهم الله انهم منافقون مرتزقة عاهرات الكلمة حقا احذروهم ....

    • زائر 5 | 1:03 ص

      نحن السبب

      احنا قاعدينا ننتظر الحلقات تحكم علشان تنفرج بعدين بروحه ومن تلقاء نفسها ،التقرير من متى سمعنا عنه بل رأيناه يطبق امام اعيننا ماذا فعلنا لايقافه ولا شئ، لابد من توحيد الجهود لمحاربة التقرير المثير ومحاربة المتورطين فيه بصورة علنية كما هم ينفذوا مشروعهم بصورة علنية.

    • زائر 4 | 12:40 ص

      الى متى

      كل هذه المشاكل والفوضى والمؤامرات وإن اختلفت الوانها فإنها تسقى من ماء واحد وهو المشروع الذي جاء به التقرير المثير للجدل الذي يهدف لتغير التركيبة السكانية والهوية العربية واستبدال شعب بشعب أخر وخلق الفوضى وإذكاء الطائفية والكراهية وترسيخ التميز ونحن نعيش ألان إرهاصات وفصول هذا المشروع وهو في مراحله الخطيرة المدمرة

    • زائر 3 | 12:03 ص

      كركاتور محرقى دليل أخر

      فقط بعد يومين اعفى الرجل من منصبه كوزير يدل على ماذا؟ بطبع يدل على إن الحكم نفذ عليه ....

    • زائر 2 | 11:55 م

      خسران عائلة

      انا اتصور يادكتور انهم خسروا عائلة موالية اب عن جد،وذلك بعدما هوجم الوزير بشكل منظم. انها فعل غير مبرر ذلك الذي رايناه وقراناه في الصحافة،من ان بن رجب له علاقة بالحرس الثوري.طيب يادكتور،هناك ايضا تيار له علاقة بالمطاوعية(جهاز الامر بالمعروف) ولهم نفوذهم بالدولة بحيث اصبحت وزارات معينة محسوبة على هذا التيار.

    • زائر 1 | 10:12 م

      نمطي وممجوج وغباء فردي

      بحيث ان اي طفل واي رضيع لاعت جبده من حليب امه من كثر ما تذوق حليب امه على انه مُرسل من الحرس الثوري ولحزب الله يطرشه ! .. والنمطي المكرر الغوغائي هو ان يتهم وزير لا علاقة له باية توجهات سياسية بانه يغسل اموال للحرس الثوري ولحزب الله نكايـة ً من مذهبـه ! ..

اقرأ ايضاً