في ظل الظروف الحالية وضعف الإمكانات التي يعانيها الواقع الرياضي البحريني وصعوبة الحصول على الرعاية والدعم من القطاع الخاص للنشاط الرياضي بالنسبة إلى غالبية الاتحادات والأندية فإن هناك بعض الحلول التي يمكن أن تبرز على طريقة إشعال شمعة وسط الظلام أفضل من البقاء في الدائرة المظلمة، ومن بين هذه الحلول السعي إلى إيجاد «الرعاية الجماعية» من قبل إحدى الشركات الكبرى إلى مسابقات الألعاب الجماعية الأربع المتمثلة في القدم والسلة واليد والطائرة.
إن هذا المقترح يمكن التعاطي معه باهتمام وجدية من قبل الجهات المعنية وعلى رأسها اللجنة الأولمبية البحرينية التي يفترض أن تتبنى مسئوليتها عن الاتحادات الرياضية وفق ما صرح به المسئولون باللجنة والاستفادة من تجربة مماثلة في عدة دول ومنها تونس التي أبرمت اتفاقية «الرعاية الجماعية» للمسابقات الرياضية الجماعية لأحدى الشركات، على أن تتولى اللجنة الأولمبية مسئولية توزيع الحصص المالية على الاتحادات المعنية وفق آلية معينة.
إن طرح هذا المقترح يمكن تسويقه من قبل اللجنة الأولمبية أو المؤسسة العامة في ظل ما تواجهه بعض الاتحادات من صعوبات ومشكلات في تسويق مسابقاتها المحلية لأسباب مختلفة، وبالتالي تعيش في دوامة المعاناة والبحث عن راعي لمسابقاتها بين فترة وأخرى، كما أن قيمة «الرعاية الفردية» لاتحاد معين قد لا تفي بالغرض المطلوب في ظل الالتزامات والأعباء والسعي إلى تطوير المسابقة بعكس عندما تكون قيمة «الرعاية الجماعية»، إذ يتوقع أن تكون الرعاية من الناحية المالية بالإضافة إلى إمكانية تشكيل لجنة تسويقية واستثمارية منبثقة من اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بدلا من الوضع الحالي الذي تعتمد فيه اتحاداتنا على أسلوب «العلاقات العامة» والاجتهادات الفردية في إيجاد رعاة لمسابقاتها بدلا من العملية التسويقية المنظمة الحديثة، وبالتالي فإننا دائما ما نصطدم بصعوبات في هذا الجانب.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننا عندما نطرق الباب التسويقي باهتمام وجدية فإنه يتوجب على اللجنة الأولمبية أن تفرض على الاتحادات الرياضية إعطاء الناحية التسويقية والاستثمارية جانبا من الاهتمام في هيكلها التنظيمي وكذلك آليات عملها بدلا من الاعتماد على الموازنة الحكومية، بعدما مللنا من نغمة التطوير والعمل والتسويق التي نسمعها مع كل دورة انتخابية للاتحادات الرياضية وتتحول بعدها إلى مجرد «فقاعة صابون».
إننا نأمل أن تكون تلك السطور طرقت بابا مهما في حركتنا الرياضية وخصوصا بالنسبة إلى الاتحادات التي تتمتع بالشعبية الأكبر، فهل هناك من يستمع ويعمل؟!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2760 - السبت 27 مارس 2010م الموافق 11 ربيع الثاني 1431هـ